الترويح الرياضي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترويح الرياضي

الاهتمام بعلوم وتطبيقات الترويح الرياضي
 
ا.د يحيي حسنالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

مؤسسة الخير للكل للتنمية المستدامه منظمة غير حكومية مشهورة بوزارة التضامن بالجيزة شارك معنا في مبادرات الخير

 

 مفردات مقرر المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن

اذهب الى الأسفل 
+3
Mohamed alaaeldin Mohamed
ا.د يحي حسن -المدير العام
سيد فضل اللة سيد
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ا.د يحي حسن -المدير العام
المدير العام
ا.د يحي حسن -المدير العام


عدد الرسائل : 176
العمر : 65
تاريخ التسجيل : 31/08/2008

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: مفردات مقرر المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء ديسمبر 09, 2020 11:39 pm

مفردات مقرر
 المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703
ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن



1- المفاهيم الاساسيه للفلسفة وأسباب الاختلاف فى الراى حول مضمونها

2- الاهمية الانسانيه والمجتمعية للفلسفة

3-  مفهوم فلسفة الترويح الرياضى وأهميتها للارتقاء بالمهنة وبالممارسات للعاملين فى المجال

4- دراسة التساؤلات التى تثيرها فلسفة الترويح الرياضى
         
  المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه

5- المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه المثاليه

6- المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الواقعيه

7- المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه

8- المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه البرجماتيه

9- التطبيقات العلمبه لمبادئ الفلسفات التربويه فى مجال الترويح الرياضى




عدل سابقا من قبل ا.د يحي حسن -المدير العام في الأربعاء ديسمبر 30, 2020 2:40 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://recration.yoo7.com
ا.د يحي حسن -المدير العام
المدير العام
ا.د يحي حسن -المدير العام


عدد الرسائل : 176
العمر : 65
تاريخ التسجيل : 31/08/2008

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: اخر موعد لرفع البحوث يوم الثلاثاء 5 /1   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء ديسمبر 16, 2020 2:33 am

اخر موعد لرفع البحوث يوم الثلاثاء 5 /1

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://recration.yoo7.com
سيد فضل اللة سيد
ترويحي متميز
ترويحي متميز



عدد الرسائل : 12
تاريخ التسجيل : 10/12/2020

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء ديسمبر 30, 2020 8:40 pm

المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه

تعود الفلسفة الطبيعية إلى الأيام الأخيرة من النهضة العلمية عندما ضعفت الحركة الإنسانية فجاءت كثورة فكرية وعملية لا تقل أهميتها أثرها عن أهمية عصر النهضة لقد حاولت دحض المفهوم القائل إن التربية تنحصر في حفظ الكتب وإتقان الأسلوب والشكل وركزت على أن العواطف وهوى النفس هي المحرك الأول والأساس الصحيح الذي يجب أن تقوم عليه التربية والاجتماع. وقد كانت هذه الحركة ثورة على منطق القرون الوسطى ونزعته الدينية وقلة فائدة التعليم للمتعلمين وجموده ,فكان لا بد أن يتلو هذا الجمود قيام حركة طبيعية تعيد للتربية مرونتها وتبعث فيها حياة جديدة.(حعنيني,ص163)

ويعتبر جان جاك روسو رائد الفلسفة الطبيعية وهو صاحب كتاب "أميل (1763م)" وهو اشهر ما كتب عن التربية في القرن الثامن عشر حيث قال في هذا الكتاب " إن كل ما خرج من بين يدي خالق الأشياء حسن خير وكل شئ يفسد بين يدي الإنسان".( ناصر,ص301)

وتهتم التربية الطبيعية أولا وقبل كل شئ بطبيعة الطفل ,فالتربية يجب أن يكون أساسها طبيعة الطفل التي يعتقد أنها خيرة, والمربون الطبيعيين يهتمون به كما هو كائن فعلا أكثر من اهتمامهم به كما يجب أن يكون , فلا يعدون التربية عملية إعداد للمستقبل ,ولكنها إعداد للحاضر.(اليماني,ص84)
التطبيقات التربوية للفلسفة الطبيعية

المعلم:

المعلم في منظورها شاهدا محايدا معاونا للطفل ويهيئ له فرصا لتنمية طبيعته الخيرة ,ويجب أن يتصف المعلم بالإخلاص,والصبر,والصدق. وان يكون حكيما غير متسرع في الحكم على الطفل. وعلى المعلم أن لا يستخدم العقاب بل يدع العقاب للطبيعة كما لو كان نتيجة طبيعية لسوء فعلتهم.( ناصر.ص304)

المتعلم:

أما بالنسبة للمتعلم  فيجب الاهتمام بميول الأطفال على أساس أن التعلم عملية طبيعية الغرض منها مساعدة الفرد وتشجيعه على النمو , وان الاستفادة من الميول أمر يساعد على تعلم الأطفال (اليماني ,ص87)

وأيضا هذه الفلسفة جعلت التلميذ مركز العملية التربوية بدلا من المعلم واعتمدت الفلسفة على التربية كوسيلة لخلق التلميذ الطبيعي الكامل.

إن الطفولة فترة يعيش فيها الطفل حياة الاحساسات لا حياة المعارف ,حياة الخبرة من خلال الحواس ,حياة يألف فيها العالم الطبيعي من حوله .( ناصر ,ص305)

المنهج:

أما المنهاج فعليه أن يراعي نمو الطفل واهتمامه من خلال الخبرة الذاتية له لأنه يولد باستعدادات فطرية وعلى المربين احترامها ,وتنمية الطبيعة الذاتية للطفل تتم من خلال استخدام الأنشطة والخبرات المناسبة للنمو,ويتألف المنهاج من العلوم الطبيعية والجبر والجغرافيا التي يجب تدريسها عن طريق الرحلات لا الكتب ويتعلم الحرف في مرحله معينه من العمر.(جعنيني,ص179)

ويرى روسو أن تجربة الطفل هي المصدر الوحيد للمعرفة وليس الكتاب المدرسي .أن الكتاب المدرسي والمنهج لا أهمية لهما ,إن الطبيعة هي الكتاب الوحيد الذي يتولى رعاية الطفل وتثقيفه.( ناصر,ص305)

طرق التدريس:

أما طرق التدريس فهناك ثلاث مبادئ في مجال التدريس وهي:

1-  مبدأ النمو: أي أن وظيفة المعلم توجيه النمو الطبيعي للطفل , فلا يدفع التلميذ للتعليم أو يجبره عليه.

2-  مبدأ نشاط الطفل:أي الاعتماد على النشاط الذاتي للطفل بان لا يعمل شيئا للطفل يستطيع هو أن يفعله بنفسه.

3- مبدأ الفردية: أي ضرورة السماح لكل طفل أن ينمو وفقا لطبيعته الفردية,لذا يجب على التربية أن تتكيف مع حاجات الطفل وألا يجبر الطفل ليكيف نفسه مع التربية العامة السائدة في مجتمعه.( ناصر,ص306)

واهم طريقة للتدريس هي الخبرة, إذ يؤمن الطبيعيين بأهميتها "فروسو" ركز على عدم إعطاء دروس شفوية للطفل مطلقا وان يتعلم الأشياء قبل الألفاظ وان يشارك في العمل والتجريب في المعامل, وان تهيا له دراسة الظواهر الطبيعية مباشرة كلما أمكن ذلك.

السلوك:

أما بالنسبة للسلوك فالطبيعيين لا يؤمنون باستخدام القوة أو العقاب البدني, أو اللجوء للسلطة أو القوة الغاشمة في التعلم أو في حفظ النظام وإنما تلجا إلى القانون الطبيعي الذي يربي الطفل طبقا لقوانين ونواميس الطبيعة, كما شجعت على الاعتماد على النفس في إدارة أنفسهم داخل المدرسة, كما نادت برفض سيطرة الدولة على التعليم وتطالب بأشراف الهيئات الأهلية وأهالي الأطفال .(اليماني,ص180)

الانتقادات التي وجهت إلى الفلسفة الطبيعية

1- إبعاد الطفل عن المجتمع وتركه في أحضان الطبيعي أمر غير واقعي ,لان الطفل بحاجة إلى الآخرين حتى يدرك نفسه وينمي إحساسه من خلال إدراك الآخرين وأحاسيسهم.

2-  تقليل أهمية الكتب أمر لا يمكن أخذه بعين الاعتبار لان الكتاب اصبح وسيلة فاعله لا غنى عنها في عملية التعلم.

3- قام روسو بتقسيم مراحل نمو وتربية الطفل إلى أقسام منفصلة وجعل لكل مرحلة خصائصها ووسائل تعليمها ووضع الجانب الوجداني في المرحلة الأخيرة ولكن علماء النفس والتربية وجدوا انه موجود مع الطفل في كل مراحل حياته.

4- قال روسو إن ميول الطفل وقدراته تظهر تلقائيا وذاتيا ولكن من المعروف إن كثير من الميول والقدرات ليست فطرية وإنما تكون نتيجة احتكاكه ببيئته وبالعالم الخارجي.

5-  فكرة الجزاء الطبيعي غير ممكنة التنفيذ وقد تعرضه للهلاك.

6-  آراؤه في تربية البنات تعد من اكثر الآراء تطرفا ولا يمكن الأخذ بها.(اليماني,ص88)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيد فضل اللة سيد
ترويحي متميز
ترويحي متميز



عدد الرسائل : 12
تاريخ التسجيل : 10/12/2020

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء ديسمبر 30, 2020 10:41 pm

المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه
الفلسفة الطبيعية :
جوهر هذه الفلسفة هى الإهتمام بعالم الطبيعة بإعتبارها الشئ الحقيقى , وإن الطبيعة ليست ملكا للإنسان , ولكن الإنسان هو ملك للطبيعة , فحياة الإنسان محكومة بقوانين الطبيعة , وإن منشأ الإنسان وتطوره وتكوينه الإجتماعى كل ذلك يتأثر بالطبيعة ، كما أن أعمال الإنسان هى سلسلة من الأسباب والنتائج ، وأهم الأفكار الأساسية لهذه الفلسفة هى  العالم الطبيعى فهى مفتاح الحياة التى تحوى مانراه ونشاهده ونفكر به , والطبيعة هى مصدر القيمة الأساسى ، والتركيز على أهمية الفرد أكثر من أهمية المجتمع , وتأكيد إستخدام الطرق العلمية فى الحصول على المعرفة المرتبطة بالطبيعة ، وكذلك تأكيد حرية وتطبيق الديقراطية فى مجال الحياة وتحرره من كل القيود الموجودة فى المجتمع .
المذهب الطبيعى :
ينتسب المذهب الطبيعي الى الفكر الفلسفي الحديث اكثر من انتسابه الى الفكر القديم ، وان كان البعض يرى ان مفاهيمه المعاصرة هي اقرب ما نكون الى المثالية والطبيعة – من ذلك – تعتبر الانسان كائنا بيولوجيا فهو نتاج التطور العضوي .
والطبيعة ترفض المفاهيم الغامضة والخوارق الطبيعية وتعتبر ان الطبيعة هي مرجع كل الامور قاطبة فهي المحك الاساسي للقيم ، وخلافا فهي لا تستبعد من مبادئها الطبيعية الانسانية واساسيتها الحيوانية .
التربية الطبيعية ومبادئها :
تحاول التربية الطبيعية ان تبقى متوافقة مع التطور في كل تنمية الفرد وهي بذلك لا تستبدل شيئا من مبادئ او نواميس الطبيعة وطرقها الخاصة بل هي تعينها في تحقيق اهدافها ، فالسلوك في شكله النهائي بناء للتوازن ، والرضا ولان الطبيعة تميل الى النظر للفرد كمخلوق بيولوجي فان ذلك يتطلب التعامل مع الطفل ككائن حي كلي ، حتى يمكن معاونة العقل على ان يصل الى اقصى نمو طبيعي له ، والتربية عملية ديناميكية ( نشطة ) تلبي الحاجات الروحية من خلال اساليب النشاط .
والطبيعيون القدماء أكدوا ان تربية الخلق يجب ان تكون مجردة ، بحيث تكون نتيجة السماح للطفل بالخضوع للنتائج الطبيعية لتصرفاته بدون الشعور بالحاجة الى التدخل الانساني .

من مفكري التربية  الطبيعية :
جان جاك روسو : ( 1712 – 1778 )
ولد جون جاك روسو في مدينة جنيف بسويسرا وذلك في عام 1712م هو من اصل فرنسي ، ويعد من اشهر المربين والمفكرين الذين ظهروا في القرن الثامن عشر .
ولقد تأثر روسو يآراء جون لوك فيما يرتبط بالعناية بالجسم والعقل والروح في تربية الطفل ، كما تأثر بآراء كومينوس فيما يرتبط بأن الطفل يتعلم من خلال حواسه
ولذا نادى بأهمية العودة الى الطبيعة وبأن تكون هي مصدر تعلم وتربية الطفل .
ومن اهم مؤلفات روسو في المجال التربوي نجد كتابه ( العقد الجتماعي ) الذي صدر في عام 1762 وتضمن مطالبته بالعدالة الاجتماعية وبتحقيق العدل والمساواة في المجتمع . وكذلك ايضا مؤلفه ( اميل ) الذي احدث ثورة في المفاهيم التربوية من خلال عرض افكاره وآرائه في تربية الطفل (اميل ) وكذلك في الاساليب التربوية الحديثة التي استخدمها في تربيته .
ولقد صدر مؤلفه (اميل ) في عام 1762 وهو يتكون من خمسة اجزاء وخصص روسو الاجزاء الاربعة منها لتربية اميل من خلال اربع مراحل عمرية ، بينما اختص الجزء الخامس والاخير بتربية صوفي لتصبح زوجة لاميل حتى تعمل على اسعاده ورعاية بيته واولادهما .
ويشمل الجزء الاول من تربية اميل المرحلة العمرية من ميلاده حتى سن الخامسة . واكد روسو على ضرورة الاهتمام بالتربية الجسمية للطفل في هذه المرحلة العمرية
وكذلك اهمية اتاحة الفرصة امامه لتنمية حواسه من خلال تجاربه مع الاشياء المختلفة ومن خلال اللعب الحر وعمل الاشياء التي يحبها دون ان تفرض عليه من الخارج ، وبما يتفق مع ميوله ورغباته .
وكذلك تضمن الجزء الثاني من تربية اميل المرحلة العمرية من سن الخامسة حتى سن الثانية عشرة . وقد اوضح روسو انه يجب ان تقتصر التربية في هذه المرحلة العمرية على تربية الحواس وذلك من خلال الاحتكاك بقوى ومظاهر الطبيعة . كما اكد على اهمية الالعاب والمناشط البدنية والفنون اليدوية كوسائل لتنمية خبرات الطفل وحواسه
بينما تعرض روسو في الجزء الثالث من تربية اميل في مرحلته العمرية من الثانية عشرة حتى الخامسة عشرة الى التربية العقلية من خلال تزويده بالمعلومات وبالمعرفة التي تفيده ومن خلال تعليمه شيئا من بعض العلوم . الا انه اشار الى عدم الاعتماد على الكتب في تحقيق ذلك ، بل يجب ان تكون المعرفة مستمدة من تجاربه ونتيجة لخبراته .
كما خصص روسو الجزء الرابع من تربية اميل في مرحلته العمرية الممتدة من سن الخامسة عشرة الى سن العشرين لتدريبه على العلاقات الاجتماعية حيث يبدأ في التعامل مع المجتمع ومشكلاته . ولذا يركز روسو على تربية اميل من الجوانب الدينية والروحية والعاطفية بعد ان يكون قد تم تنمية جسمه وحواسه المختلفة وكذلك قدراته العقلية في المراحل السابقة لنموه . كما يؤكد روسو على ان تربية اميل خلال تلك المرحلة العمرية يجب ان تتم من خلال القدوة وليس عن طريق النصح والارشاد .
في حين خصص روسو الجزء الخامس والاخير من كتابه (اميل) لتربية صوفي التي سوف تصبح زوجة لاميل ، واكد على اهمية تربية جسمها حتى تكون رشيقة القوام ومتمتعة بالصحة وباللياقة البدنية .
اهمية التربية الجسمية للطفل لدى روسو :
يرى جون جاك روسو ان للتربية الجسمية اهمية حيوية في تربية الطفل وذلك لدورها في العودة الى الطبيعة للتربية الجسمية دور هام واكيد في عودة الفرد الى الطبيعة وفي توثيق العلاقة بين الفرد وبيئته الطبيعية وكذلك في تحقيق التوازن بينهما خلال المرحلة العمرية للطفل التي تمتد حتى سن الثانية عشرة .
ومن خلال التربية الجسمية يتعلم الطفل القفز والوثب لمسافة ابعد والوثب الى ارتفاع اعلى . كما يتعلم تسلق الاشجار وتسلق الجدران وحركات التوازن .
وكذلك يستمتع بمناشط رياضة الخلاء مما يزيد من فرص احتكاكه وتفاعله مع بيئته الطبيعية المحيطة به .
ومن اهم مزايا او ايجابيات الفلسفة الطبيعية مناداتها بالبعد عن التربية التقليدية وتأكيدها على ضرورة مراعاة المبادئ والاسس والآراء التالية في العملية التربوية للطفل ، وهي :
- اللعب مبدأ هام يجب مراعاته في العملية التربوية والتعليمية حيث يتم من خلال مناشطة اكتشاف ميول واستعدادات وقدرات الطفل كما يتم اشباع حاجاته . ولذا يرى روسو انه يجب الاهتمام بنشاط الطفل ومده بالوسائل التي يظهر من خلالها نشاطه ، فمن اقواله ما يؤكد على ذلك : احبوا الطفولة ويسروا لها العابها وفقا للميول الفطرية للطفل ، فمن منكم لم يأسف في بعض الاحيان على تلك السن التي لا تفارق الابتسامة فيها الشفاة والتي تكون فيها النفس البشرية في سلام وهدوء دائمين ؟ فلماذا تريدون ان تحرموا الاطفال الابرياء من متعة تكاد من قصرها ان تفوتهم
- الاهتمام بميول الاطفال على اساس ان التعليم يعد بمثابة عملية طبيعية لمساعدة الفرد في نموه وذلك باعتيار ان الطفل هو محور العملية التربوية . ولذا يجب ان تتجه اليه التربية اكثر من اتجاهها نحو المربي او المدرسة او الكتاب او المادة التعليمية .
ـ مراعاة خصائص النمو المميزة لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل في العملية التربوية او العملية التعليمية .
ـ التأكيد على التربية السالبة للطفل وذلك حتى بلوغه سن الثانية عشرة . اذ يرى روسو انه لا يجب ان نلقن الطفل الدروس بطريقة لفظية بل يجب الاهتمام بتعليمه من خلال التجربة وذلك لانه يستفيد منها اكثر من استفادته من الكتب .
ـ ابراز الجانب الوجداني في عملية التعليم والمناداة بأن التعليم يجب ان يتم في جو من المرح وعن طريق اللعب .
ـ مراعاة مبدأ التدرج في العملية التعليمية ومراعاة معيار النضج في تعليم الاطفال الخبرات والتجارب .
ـ الاهتمام بقيمة العمل اليدوي واحترامه .
ويعد من مؤسسي المذهب الطبيعي في الفلسفة ، ويمكن ايجاز افكاره الاساسية في الدعوة الى اعلاء شأن الطبيعة والعودة الى حياة بعيدة عن الافتعال والتكلف ، كما دعا الى الحط من شأن المدنية التي كانت قائمة في عصره واعادة تنظيم المجتمع على ضوء الاعتبارات والقوانين الطبيعية ، والعمل على اعادة تنظيم الدين بما يتفق والطبيعة البشرية ، والايمان بحق الناس جميعا في الحياة ، وكان ابرز ما دعا اليه واهتم به هو الدعوة الى تربية الطفل بما يتفق وطبيعته وميوله وحاجاته على ضوء القوانين والظروف الطبيعية ، وقد اشتمل مؤلفه ( اميل ) على اغلب الافكار التؤبوية التي نادى بها .
** افكار روسو حول التربية البدنية :
يعد روسو من غلاة المنادين بالاهتمام بالتربية البدنية والتربية الصحية والترويح ودعا الى ممارسة النشاط البدني من العاب رياضة في الخلاء ، بين ربوع الطبيعة وتحت ظل قوانينها فان ذلك ادعى لاتاحة الفرص المناسبة لاحتكاك الانسان بمظاهر الطبيعة المادية وعناصرها والحياة في كنفها بعيدا عن حياة المدن التي هاجمها روسو واطلق عليها انها ليست مقابر للجنس البشري .
وعن التربية الصحية يرى روسو ان علم الصحة هو اهم علوم الطب ، واعتبر التربية الصحية فضيلة اكثر منها علما ، فالاعتدال والعمل هما عنصرا الصحة الحقيقية للانسان فالكسل وقلة النشاط البدني والحركي تفتح الطريق امام المرض فالعمل يشحذ شهية الانسان ، والاعتدال يعصم الفرد من مزالق الاطراف والتخمة
وتعتبر ماي فريدريك ان طبيعة روسو قد صبغت كافة الوان النشاط البدني والترويحي وبالذات التربية البدنية الامريكية لفترة طويلة من الزمن .
ولقد دعا روسو سواء بصراحة او بشكل ضمني الى مزاولة النشاط البدني بشكل طبيعي ، ونادى بالتوازن كمبدأ يحكم هذا النشاط ، فاعطى مثالا من خلال كتابه ( اميل ) بأننا يجب الا ندع العادة تتحكم في الطفل ، فيستخدم يديه الاثنين بدلا من يد واحدة ، ولا يجب ان يتعود على ممارسة نشاط بذاته في ساعة معينة .
جوهان هينريك بستالوزي ( 1746- 1827 )
ولد فى مدينة زيورخ بسويسرا عام (1746م) وكانت اراؤه متأثرة بافكار روسو وبالإتجاه الطبيعى وقد حاول تربية ابنه الوحيد وفقا لما عرضه روسو من ارائه فى تربية للطفل إميل إلا ان اكتشف العديد من المزايا والجوانب السالبة فى التوجهات التربوية لروسو وعبر عنها فى كتابه التربوى ( مذكرات والد ) ، كما جعل بستالوزى من الحواس المخنلفة للجسم بوابة للمرور منها إلى امداد الطفل بالمعلومات وبالعلم من خلال اعتماده على الملاحظة وتدريب حواسه وتوجيه نظره إلى ماحوله من مناظر موجوده بالطبيعة حتى يمكن التفاعل معها وفحصها والتعرف على اشكالها واجزائها ، ثم التعبير عنها بطريقة ذاتية ، كما اعتبر بستالوزى ان التربية هى عملية طبيعية وليست صناعية والنمو العضوى للفرد يتم وفقا لقوانين محددة ومنظمة لسير عملية النمو وله ثلاث جوانب رئيسية هى :
الجانب العقلى : ذلك الجانب الذى يتحقق من خلال احتكاك الفرد ببيئته المحيطه ومن خلال خبراته .
الجانب الجسمى : ذلك الجانب الذى يمكن للفرد من خلاله عن مناشطه الحركية الصادره عن دوافعه وحاجاته الداخلية .
الجانب الأخلاقى : ذلك الجانب المرتبط بتنمية علاقات الفرد بغيره من الأفراد وبعلاقته مع ربه .
وقد ضمن منهج الدراسة فى مدرسته للمرحلة الإبتدائية المواد والخبرات الدراسية التالية :
ـ دروس مشاهدة الطبيعة
ـ الجغرافيا
ـ الملاحظة الحسية
ـ القراءة
ـ الرسم
ـ الكتابة
ـ الحساب
ـ الموسيقى
ـ الدين
ـ الأخلاق
وتقبل بستالوتزي العديد من افكار روسو الطبيعية واثراها من خلال افكاره التي اطلق عليها البعض الواقعية الحسية ، اليه يرجع الفضل في توجيه الانظار الى اهمية الربط بين دراسة قضايا التربية وبين موضوعات النمو العقلي للطفل ، وهو يعتقد ان المعارف الحقيقية تتأتى من خلال ملاحظة الاشياء وفحصها من خلال الحواس بشكل افضل من عرضها بشكل لفظي باستخدام الكلمات .
ويعتبر بستالوتزي من اوائل المفكرين التربويين الذين اشاروا الى مظاهر النمو العضوي للطفل ، حت انه قرر القوانين التي يسير عليها النمو الانساني لا تقل في دقتها وتحديدها عن قوانين العالم الطبيعي .
وتتلخص افكار بستالوتزي التربوية فيما يلي :
- التربية هي نمو جميع قدرات وملكات الفرد البدنية والعقلية والخلقية     باتساق .
- النمو هدف رئيسي ، وذلك يعني ان يكون الطفل محور الاهتمام .
- النمو يتحدد من خلال ثلاثة مظاهر هي الرأس ، اليد ، والقلب .
- النشاط الذاتي والتلقائية هي انسب ظروف تنمية العقل والعمل على استقلاله .
- العلاقة الودودة بين الطفل والمعلم هي اساس نجاح اي نظام مدرسي .
هذا ، وقد نادى بستالوتزي بأن يشتمل المنهج على الانشطة الرياضية والالعاب في مراحل التعليم الاولى .
فريدريك ولهلم فروبل (1782- 1852)
ولد فى ولاية ثورنجيا بألمانيا عام (1782م) وبعد اتمام دراسته الجامعية قام بإفتتاح اول مدرسة له فى بلدة كيلهاو على نمط بستالوزى عام (1817) ويعد فروبل الموسس لرياض الأطفال والرائد لحركة رياض الأطفال فى العالم والموسس لفلسفتها ولمبادئها التربوية التى تقوم عليها مناهجها وطرقها .
كما طبق فروبل منهجا اقترحه لدور الحضانه ولرياض الأاطفال التى اسسها واشرف عليها بغرض تحقيق النمو المتكامل للطفل ، ولقد اشتمل المنهج على العديد من اوجه الانشطة الذاتيه للاطفال وكذلك العديد من الالعاب والخبرات التى تقوم على اساس التعمامل مع الاشياء المادية والامور المحسوسة فى الطبيعة .
   
قد صنف فروبل اوجه النشاط التى يجب ان يشملها منهاج رياض الاطفال الى الانواع التالية :
ـ العاب حركية بمصاحبة الموسيقى والغناء : تمثيل اصحاب الحرف او حياة بعض الحيوانات اوبعض الاحداث الطبيعية.
ـ أشغال يديوية : ينتج من خلالها الاطفال الاخشاب والحلقات وقص الورق والرسم والطين والصلصال.
ـ قصص مسلية : تكون مبنية على الحوار والمحادثة ويصاحبها اشعار واناشيد.
ـ أعمال الحديقة : وهى تلك الأعمال التى تتم فى الحديقة وتتمثل فى زراعة بعض النباتات والزهور .
وهو صاحب فكرة رياض الاطفال ولقب بمكتشف الطفولة  ، وكان أغلب اهتمام فروبيل منصبا على الاصلاح التربوي بوجه عام . كما قاد حركة "النزعة النفسية " التي كان قد بدأها بستالوتزي.
ولقد آمن فروبيل بمبدأ التطور العضوي وعلى ضوئه اشار الى ان قوانين النمو الاقتصادي تعمل في المظاهرالعقلية والنفسية بنفس الطريقة التي تعمل بها في المظاهر البدنية ، كما اعتقد ان الفرد يعيد في جميع مظاهر نموه ما قد تم في تطور النوع البشري والمراحل التي مر بها هذا النوع وكان تفسيره لظاهرة اللعب مبنيا اساسا على هذا التطور ، فالطفل عندما يمارس العابا تشبه سلوكيات الانسان البدائي فانه يكون بذلك تعبيرا عن نوازع وميول داخلية

وتتخلص افكار فروبيل التربوية فيما يلي :
الانسان ذو طبيعة خلاقة وهو يتميز بالنشاط الاختياري والحركة الذاتية وليس مجرد اسفنجة يمتص معارفه من الخارج بسلبية .
دوافع الفرد للسلوك والنشاط ليست حاجات جسمية فقط او الية مادية نفعية بل دوافع روحية وان كان هذا يتعارض مع الفكر الطبيعي الذي ينتمي اليه .
للنمو مراحل متدرجة يجب ان توضع في حسبان التربويين .
للعب اهمية كبيرة للطفل وبخاصة في مراحل النمو الاولى وهو الوسيلة المثلى للتعبير عن مشاعره وافكاره وهو الطريقة والمنهج الذي ينمو من خلاله بدنيا وعقليا وخلقيا .
هذا ، وما زال لافكار فروبيل صدى واسع في الاوساط التربوية وعلم النفس ، كما ان صناعة لعب الاطفال قد استفادت من افكاره عن اللعب ، ويمكن القول بأن التربية الحركية كنظام تربوي لأطفال مدينة ببعض الفضل لافكار فروبيل .
ومن الالعاب التي كان يطبقها فروبيل في رياض الاطفال والتي ما تزال محل اعجاب المربين ومشرفي رياض الاطفال – العاب تدريب الحواس، والتدريب على الارقام والحروف ، التمثيل والمحاكاة ، العاب البناء والتركيب ، حتى ان اهم الانتقادات التي وجهت لفكره التربوي انه كان شديد التركيز على العاب الطفل ونشاطه الحركي والبدني الحر على حساب المعرفة المنظمة والتحصيل الدراسي بمفهومه الاكاديمي .
تنظر الطبيعة الى كل من الانشطة البدنية ووضع البيئة الطبيعية كأسس لتنمية النوع الانساني ، ومن خلال هذا المفهوم يجب ان يعد الفرد لتفهم قيم البيئة الطبيعية كأنسب نظام للتنمية من خلال انشطة بدنية طبيعية ، افضل من عوامل التحضير المفتعلة في البيئة الاصطناعية .
والعقل في نظر الطبيعيين هو وسيلة الانسان في فهم الطبيعة ، ويجب ان يسهم النشاط الحركي التلقائي او الموجه في اثراء هذا الفهم ، فقوانين الطبيعة مثل الجاذبية والقصور الذاتي وعلاقة القوة برد الفعل يجب ان تشكل محتوى برنامج التربية البدنية ان يتعرف على حاجات الفرد في الحياة وما هي ظروف اشباع هذه الحاجات بشكل طبيعي بعيد عن الافتعال ، وهذا يعني ان الطبيعية هي افضل تسهيلات متاحة للتربية البدنية ، وكلما بعدنا عن تلك الاجهزة المعقدة واقتربنا من انشطة الخلاء كان ذلك افضل .
كل الاطفال العاديين يميلون الى النشاط البدني ، والى حب الاستطلاع والاستكشاف والبحث عما هو غامض او ما يشكل بالنسبة له خبرة جديدة ، وبالتدريج يزداد ميلهم الى التجمع والانشطة الاجتماعية واللعب وهي اشكال سلوكية شائعة ، وكل الجهود التربوية – وبالذات في التربية البدنية – يجب ان تبدأ من هذه النزعات الفطرية .
والتربية الحركية هي فلسفة للعمل التربوي البدني المبني اساسا على حركة الطفل الطبيعية في سبيل المزيد من النمو والتكيف مع البيئة .
ومن هذا المنطق جاءت الدعوة الى ان يخضع الطفل للنتائج الطبيعية لتصرفاته ،
يجب ان تهتم التربية البدنية بتقديم خبرات النجاح والفشل والمحاولة والخطأ ، والانتصار والهزيمة ، وهي امور طبيعية يواجهها الطفل في حياته وفي العابه ويجب ان توضع في اطار المسابقات الرياضية ، حتى يمكن ان يتعلم الطفل كيف يدير جسمه بمزيد من الحركات البارعة الرشيقة مثله في ذلك مثلما يتحكم في انفعالاته ليصبح اقل تصلبا في مجتمعه ومع اقرانه .
واللعب بالنسبة للطفل متنفس طبيعي يتيح له اطلاق العنان للخيال ، وهي طريقة مناسبة لنموه ونضجه ، ولان الميول والاهتمامات فطرية وموجودة بدون افتعال .
واللعب يتيح اخصب الظروف لتربية الطفل تربية طبيعية ، وفي نفس الوقت ينال الطفل قدرا من السعادة الانسانية والحقوق الآدمية ، ويجب ان يكون ذلك هو الهدف الاسمى لكل تربية .
افكار واطر التربية البدنية الطبيعية :
وفي التربية البدنية جهود كثيرة تعبر عن الطر او الانظمة التي تشكلت من خلال مفهوم فلسفي طبيعي ، مثل جهود فردريك لودفيج يان الذي استخدم نوعا من التدريبات الحركية اطلق عليه جمباز الموانع ، كاحد انشطة الخلاء .
وذلك يجعل الشباب يمارسون حركاتهم بطريقة طبيعية خالية من التعقيد ، عن طريق الاستعانة ببعض الموجودات الطبيعية كالاشجار وبعض الحيوانات في الغابات والحقول ، ويقال ان ذلك هو احد اصول الجمباز الحديث .
وفي عام 1774 قدم بيسدوا في مدرسته المعروفة باسم(الفيلانثروبينام) اول برنامج مدرسي التربية البدنية يقوم على اسس الفكر الطبيعي ، حيث عهد لي يوهان ف سايمون بتدريس التربية البدنية والالعاب ، فكان ذلك اول مدرس تربية بدنية في العصر الحديث ، وكان موقع التدريس في الهواء الطلق وبين الاشجار وكا المحتوى عبارة عن تدريبات الفروسية والمبارزة والوثب والرقص ، وقد اضاف عليها سايمون ما اطلق عليه ( التمرينات اللاغريقية ) التي تشتمل على الجري والوثب والرمي والمصارعة ، وبعد ان تولى دي تويت المدرسة اضاف السباحة والتزحلق والرماية بالقوس والسهم .
والتاريخ يحفل بجهود رواد عظام في التربية البدنية الطبيعية امثال جوتس موتس ، كرستيان كاي اندريه ، وسالزمان .

تأكيدات الطبيعة في التربية البدنية والرياضية :
الاهداف التربوية الطبيعية :
يعرض كويل وجهات النظر التالية حول الاهداف التربوية الطبيعية :-
المدرسة بمثابة حارس ومكون للشخصية الانسانية ، وهو بستاني اكثر من كونه بناء .
التربية عن طريق الطبيعة تكون باعلاء فضائل الفرد وتوفير المناخ المبنى على اساس حقوق الفرد .
المدرسون لا يدرسون موضوعاتهم انما يدرسون لتلاميذهم بمعنى ان الاهتمام منصب على التلميذ اساسا .
لا فائدة ترجع من صنع رجل لائق عقليا اذا اهملنا لياقته البدنية .
التربية يجب ان تكون ممتعة مع استخدام المعينات الطبيعية ما امكن للمساعدة في توجيه التعلم .
التلقائية ، النشاط الذاتي في اكتساب المعارف والمهارات هو هدف تربوي في حد ذاته .
وقدم المفكر التربوي الطبيعي هربارت سبنسر الافكار التربوية التالية لتعبر عن وجهة نظره في اختيار الانشطة الملائمة لتحقيق الاهداف التربوية .
اعلاء قيم النشاط المرتبطة بالوقاية والصحة والامان
يجب ان تؤمن ان الانشطة من ضروريات الحياة كاكتساب المهارات الممهدة للحرف والمهن .
الاهتمام بالانشطة التي تعمل على بث الارتقاء بمستوى العلاقات الاجتماعية والسياسية والمواطنة الصالحة .
الاهتمام بالانشطة التي يواجه بها الفرد اوقات فراغه من اجل تذوق الحياة بطريقة طبيعية بحيث يقدر البيئة الطبيعية ويحافظ عليها .
اعتبارات في المنهج والمحتوى :
الاهتمام بادارة المحتوى على ضوء قوانين التطور ومراحل النمو الطبيعية
اختيار الانشطة على ضوء اهتمامات التلاميذ وايضا مراحل النمو وواقع التسهيلات .
اتاحة اكبر فرصة لكي تتبوأ التمرينات غير الشكلية مكانتها في البرنامج .
تنوع انماط النشاط يتيح فرصا اكبر لنمو الشخصيات المتفردة ويلبي احتياجات كل فرد على حدة .
التأكيد على انشطة الخلاء والانشطة التي تتم في بيئة طبيعية .

المذهب الطبيعي والتربية الترويحية :
لقد تمثل هدف التربية عامة في المذهب الطبيعي في حالة الكمال المعيشي في حدود امكانات الفرد ولتحقيق هذا الهدف كانت هناك اغراض مثل حفظ وحماية النوع ان يكسب قوته ورعاية الاسرة ، تفهم البناء الاجتماعي ، السياسي ، واخيرا وليس اخرا كيفية استخدام وقت الفراغ .
ولقد دعى هيربرت سبنسر الى الاهتمام باللياقة البدنية وتنمية الامكانات والقدرات البدنية ، وقد ارجع ذلك الى ان الطبيعة ذاتها تتطلب رجالا ونساءا اقوياء اصحاء .
ان عنصري اللهو والسعادة اللذين يصحبان النشاط البناء اثناء التمرين يمثلان اهتماما كبيرا لدى الطبيعيين . فهناك اعتقاد راسخ بان اللعب ماهو الا نشاط طبيعي اثاره ملحوظة يوفر الحرية في اختيار النشاط المنظم .
وقد وجد الطبيعيون ان الفترة مابين الست سنوات الى سن الستة عشر تقريبا مزدحمة بالمناهج الدراسية والتنمية الذهنية للطلاب حتى ان هناك ظاهرة تجاهل احتياجات الجسم وحقائق النمو البدني في هذه المراحل . ولذلك يهتم الطبيعيون بان على رواد الترويح او مدرسي التربية الرياضية ان يتفهموا ويكونوا على علم ودراسة واقعية للنمو والتطور الانساني وخصائص مراحل النمو حتى يكون هناك تناسق بين ما يعطى من انشطة تعمل على النمو الجسماني والانشطة التي تعمل على النمو الذهني ، وكذلك تقديم نواحي النشاط بطريقة طبيعية واينما كان الفرد مستعدا بدنيا وعقليا وعاطفيا لتقبل انواع النشاط .
ونجد ان الطبيعيين يعتقدون في اللعب والترويح وعلى الاخص التربية في الخلاء او الترويح في الخلاء ، لانهم يهتمون بدراسة الطبيعة ومظاهرها وانها يجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من التربية العامة وتتمثل في المعسكرات المدرسية .
وقد بنى الطبيعيون نظرياتهم الخاصة باللعب على اساس بيولوجي . وهيربرت سبنسر هو المسئول عن نظرية الطاقة الزائدة كإحدى نظريات اللعب . فالفرد لديه طاقة ووقت غير مستخدم كذلك لديه رغبات ودوافع من الصعب ان تتحقق وان تعيد الفرص لمقابلة هذه الاحتياجات ، ونظرية اللعب من اجل الاعداد للحياة المستقبلية او نظرية الطاقة الزائدة ماهي الا تفسير لدافع اللعب ، والطبيعة توفر لنا الفرص للهرب من ضغوط الحضارة والتمدين وتهيئ لنا فرص الاستمتاع بحواسنا وتغمرنا بالسعادة
ونظريات اللعب تتداخل مع نظريات الترويح ، فاللعب للصغار ترويح الكبار ففي اشعارنا واغانينا ومختلف مظاهر الفن ، فإننا نشيد بالطبيعة بمظاهرها واصواتها ، فالارض توفر لنا الاطمئنان لانها اساسا مصدر وكذلك منبع الحياة .
 مبادئ فلسفية للتربية الترويحية :
ان الاسس الفلسفية لمجال التربية الترويحية لم تأخذ مكانتها من حيث البحث والدراسة كأحد المجالات التربوية الحديثة ، وذلك لان طبيعة التربية الترويحية تختلف تماما عن اي من مجالات التربية الاخرى ، فالتربية الترويحية ليست منهجا مستقلا في نظام المنهج المدرسي ، بل تتداخل في جميع المناهج الدراسية بطريقة مباشرة او غير مباشرة . فمثلا اذا نظرنا الى مناهج التربية الفنية فانها تهدف الى تذوق ، تعلم ، ممارسة مهارات متعددة منها الرسم ، الطباعة ، النحت ، التجليد ، التصوير ، الغناء ، واللعب على الة موسيقية ، والتمثيل والكتابة والقراءة ... الخ . تلك الخبرات التي تتميز بقيمتها .
كذلك اذا نظرنا الى مناهج التربية الرياضية فإنه الى جانب تنمية اللياقة البدنية فإنها تهدف الى تذوق بعض الالعاب والرياضات التي يمكن للتلميذ ممارستها في وقت فراغه
وتشتمل مناهج مبادئ العلوم والطبيعة على معلومات تستخدم في ممارسة مهارات في صناعة العطور والصابون والزيوت المختلفة ، ويقدم التلاميذ انتاجهم في معارض تقيمها المدارس ، وحتى مناهج اللغة العربية فانها تهدف الى تذوق قواعد النحو والصرف وتذوق الشعر والنثر وتعلم كيفية القراءة الناقدة وكيفية التعبير عن النفس من خلال الكلمة المكتوبة مثلا . ومناهج الجغرافيا تنمي المعرفة الجغرافية للوطن والعالم وتنمي الاتجاهات الايجابية نحو الرغبة في السفر والترحال للمعرفة على الطبيعة .
ومناهج التاريخ في المراحل الدراسية المختلفة تعمل على تنمية التذوق لمعرفة تاريخ البلاد والاحداث والافراد ، وتهدف التربية الدينية الى تعلم قواعد الاديان والتعرف على الخالق والايمان به وبرسله ، والتربية الوجدانية احد اهداف التربية الترويحية تنبع من خلال الايمان بعظمة الخالق عن طريق الطبيعة التي خلقها الله . اي ان التربية الترويحية لها مكانتها في كل فرع من فروع الدراسة سواء كانت علوما انسانية او علوما طبيعية ، وتعتمد التربية الترويحية اعتمادا كبيرا على الدور الذي يلعبه المدرس في تنمية التذوق لدى التلاميذ وذلك لاستخدام المعلومات والمعرفة النظرية في الممارسة العملية اثناء وقت فراغ التلاميذ ، وهذا هو هدف التربية الترويحية .


عدل سابقا من قبل سيد فضل اللة سيد في الأربعاء يناير 06, 2021 3:24 am عدل 1 مرات (السبب : تثبيت)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ا.د يحي حسن -المدير العام
المدير العام
ا.د يحي حسن -المدير العام


عدد الرسائل : 176
العمر : 65
تاريخ التسجيل : 31/08/2008

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: 5- المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه المثاليه   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالثلاثاء يناير 05, 2021 4:30 am

5- المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه المثاليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://recration.yoo7.com
Mohamed alaaeldin Mohamed




عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 04/01/2021

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الفلسفة(φιλοσοφία)   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالثلاثاء يناير 05, 2021 5:26 pm

مفهوم الفلسفة
الفلسفة كلمة مشتقة من اللفظ اليوناني فيلوصوفيا (بالإغريقية: φιλοσοφία)، بمعنى محبة الحكمة أو طلب المعرفة. وعلى الرغم من هذا المعنى الأصلي، فإنه يبقى من الصعب جدا تحديد مدلول الفلسفة بدقة. لكنها، بشكل عام، تشير إلى نشاط إنساني قديم جدا يتعلق بممارسة نظرية أو عملية عرفت بشكل أو آخر في مختلف المجتمعات والثقافات البشرية منذ أقدم العصور.
وحتى السؤال عن ماهية الفلسفة "ما الفلسفة؟" يعد سؤالاً فلسفيّاً قابلاً لنقاش طويل، وهذا يشكِّل أحد المظاهر الأساسية للفلسفة في ميلها للتساؤل والتدقيق في كل شيء والبحث عن ماهيته ومختلف مظاهره وأهم قوانينه. لكل هذا فإن المادة الأساسية للفلسفة مادة واسعة ومتشعبة ترتبط بكل أصناف العلوم وربما بكل جوانب الحياة، ومع ذلك تبقى الفلسفة متفردة عن بقية العلوم والتخصصات. توصف الفلسفة أحيانا بأنها "التفكير في التفكير"، أي التفكير في طبيعة التفكير والتأمل والتدبر، كما تعرف الفلسفة بأنها محاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون.
شهدت الفلسفة تطورات عديدة مهمة، فمن الإغريق الذين أسّسوا قواعد الفلسفة الأساسية كعلم يحاول بناء نظرة شموليّة للكون ضمن إطار النظرة الواقعية، إلى الفلاسفة المسلمين الذين تفاعلوا مع الإرث اليوناني دامجين إياه مع التجربة ومحولين الفلسفة الواقعية إلى فلسفة ٱسمية، إلى فلسفة العلم والتجربة في عصر النهضة ثم الفلسفات الوجودية والإنسانية ومذاهب الحداثة ومابعد الحداثة والعدمية.
الفلسفة الحديثة
حسب التقليد التحليلي في أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة، تنحو الفلسفة إلى أن تكون تقنية بحتة تركز على المنطق والتحليل المفهومي. وبالتالي فإن مواضيع اهتماماتها تشمل نظرية المعرفة، والأخلاق، طبيعة اللغة، طبيعة العقل. هناك ثقافات واتجاهات أخرى ترى أن الفلسفة دراسة الفن والعلوم، فتكون نظرية عامة ودليل حياة شامل. وبهذا الفهم، تصبح الفلسفة مهتمة بتحديد طريقة الحياة المثالية وليست محاولة لفهم الحياة. في حين يعتبر المنحى التحليلي الفلسفة شيئاً عملياً تجب ممارسته، كما تعتبرها اتجاهات أخرى أساس المعرفة الذي يجب إتقانه وفهمه جيداً.

معنى الفلسفة
الفلسفة لفظة يونانية مركبة من جزأين "فيلو"، بمعنى "محبّة"، و"صوفيا"، بمعنى "حكمة"، أي أنها تعني، في الأصل اليوناني، "محبة الحكمة وليس امتلاكها". وتستخدم كلمة الفلسفة في العصر الحديث للإشارة إلى السعي وراء المعرفة بخصوص مسائل جوهرية في حياة الإنسان ومنها الموت والحياة والواقع والمعاني والحقيقة. وتستخدم الكلمة ذاتها أيضاً للإشارة إلى ما أنتجه كبار الفلاسفة من أعمال مشتركة.
إن الحديث عن الفلسفة لا يرتبط حصرا بالحضارة اليونانية، لأن الفلسفة جزء من حضارة كل أمة، لذا فإن سؤال "ما الفلسفة؟" لا يقبل إجابة واحدة. لقد كانت الفلسفة في بادئ عهدها أيام طاليس تبحث عن أصل الوجود، والصانع، والمادة التي أوجد منها، أو بالأحرى العناصر الأساسية التي تكوّن منها. وطال هذا النقاش فترة طويلة حتى أيام زينون والسفسطائيين الذين شاع عنهم أنهم استخدموا الفلسفة في التضليل والتغليط من أجل تغليب وجهات نظرهم. لكن الفترة التي بدأت من أيام سقراط، الذي وصفة شيشرون بأنه "أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض"، من حيث إنه حوّل التفكير الفلسفي من التفكير في الكون وموجده وعناصر تكوينه إلى البحث في ذات الإنسان، أدت إلى تغيير كثير من معالمها، بتحويل نقاشاتها إلى طبيعة الإنسان وجوهره، والإيمان بالخالق، والبحث عنه، واستخدام الدليل العقلي في إثباته. واستخدم سقراط الفلسفة في إشاعة الفضيلة بين الناس والصدق والمحبة، وجاء سقراط وأفلاطون معتمدين الأداتين العقل والمنطق، كأساسين من أسس التفكير السليم الذي يسير وفق قواعد تحدد صحته أو بطلانه.
سؤال: "ما الفلسفة؟" سؤال أجاب عنه أرسطو بالقول إنه يرتبط بماهية الإنسان التي تجعله يرغب بطبيعته في المعرفة. وعلى هذا فحديثنا لم يعد ضرورياً. إنه منته قبل أن يبدأ، وسيكون الرد الفوري على ذلك قائماً على أساس أن عبارة أرسطو عن ماهية الفلسفة لم تكن بالإجابة الوحيدة عن السؤال. وفي أحسن الأحوال إن هي إلا إجابة واحدة بين عدة إجابات. ويستطيع الشخص - بمعونة التعريف الأرسطي للفلسفة - أن يتمثّل وأن يفسر كلاً من التفكير السابق على أرسطو وأفلاطون والفلسفة اللاحقة لأرسطو. ومع ذلك سيلاحظ الشخص بسهولة أن الفلسفة، والطريقة التي بها أدركت ماهيتها قد تغيرا في الألفي سنة اللاحقة لأرسطو تغييرات عديدة.
وفي الوقت نفسه، ينبغي ألا يتجاهل المرء أن الفلسفة منذ أرسطو حتى نيتشه ظلت - على أساس تلك التغيرات وغيرها - هي نفسها، لأن التحولات هي على وجه الدقة احتفاظ بالتماثل داخل "ما هو نفسه" (...) صحيح أن تلك الطريقة نتحصّل بمقتضاها على معارف متنوعة وعميقة، بل نافعة عن كيفية ظهور الفلسفة في مجرى التاريخ، لكننا على هذا الطريق لن نستطيع الوصول إلى إجابة حقيقية أي شرعية عن سؤال: "ما الفلسفة؟" أما اليوم، وبالنظر إلى ما هو متوفر من المعارف وعلى ما هو متراكم من أسئلة وقضايا مطروحة في العديد من المجالات إلى التقدم الذي حققه الفكر البشري في مختلف المجالات، فلم يعد دور الفيلسوف فقط "حب الحكمة" أو طلبها والبحث عنها بنفس الأدوات الذاتية وفي نفس المناخ من الجهل الهائل بالمحيط الكوني وتحلياته الموضوعية كما كانت عليه الحال سابقا، إن الفيلسوف الآن بات مقيداً بالكثير من المناهج والقوانين المنطقية وبالمعطيات المكتسبة في إطار من التراكمات المعرفية وتطبيقاتها التكنولوجية التي لا تترك مجالاً للشك في مشروعيتها. في ظروف كهذه، وأمام تلك المعطيات لم يعد تعريف الفلسفة متوافقاً مع الدور الذي يمكن أن يقوم به الفيلسوف المعاصر والذي يختلف كثيرا عن دور سلفه من العصور الغابرة.
مباحث الفلسفة 'مبحث الوجود. 'مبحث المعرفة. مبحث القيم. ==
مواضيع فلسفية
تطورت مواضيع الفلسفة خلال فترات تاريخية متعاقبة وهي ليست وليدة يومها وبحسب التسلسل الزمني لها تطورت بالشكل التالي:
• أصل الكون وجوهره.
• الخالق (الصانع) والتساؤل حول وجوده وعلاقته بالمخلوق.
• صفات الخالق (الصانع) ولماذا وجد الإنسان؟
• العقل وأسس التفكير السليم.
• الإرادة الحرّة ووجودها.
• البحث في الهدف من الحياة وكيفية العيش السليم.
ومن ثم أصبحت الفلسفة أكثر تعقيداً وتشابكاً في مواضيعها وتحديداً بعد ظهور الديانة المسيحية بقرنين أو يزيد. يتأمل الفلاسفةُ في مفاهيم كالوجود أَو الكينونة، أو المباديء الأخلاقية أَو طيبة، المعرفة، الحقيقة، والجمال. من الناحية التاريخية ارتكزت أكثر الفلسفات إمّا على معتقدات دينية، أَو علمية. أضف إلى ذلك أن الفلاسفة قد يسألون أسئلةَ حرجةَ حول طبيعةِ هذه المفاهيمِ.
تبدأُ عدة أعمال رئيسية في الفلسفة بسؤال عن معنى الفلسفة. وكثيراً ما تصنف أسئلة الفلاسفة وفق التصنيف الآتي :
• ما الحقيقة؟ كيف أَو لِماذا نميّز بيان ما بانه صحيح أَو خاطئ، وكَيفَ نفكّر؟ ما الحكمة؟
• هل المعرفة ممكنة؟ كَيفَ نعرف ما نعرف؟
• هل هناك اختلاف بين ما هو عمل صحيح وما هو عمل خاطئ أخلاقياً (بين القيم، أو بين التنظيمات)؟ إذا كان الأمر كذلك، ما ذلك الاختلاف؟ أَيّ الأعمال صحيحة، وأَيّها خاطئ؟ هَلْ هناك مُطلق في قِيَمِ، أَو قريب؟ عُموماً أَو شروط معيّنة، كيف يَجِب أَنْ نعيش؟ ما هو الصواب والخطأ تعريفاً؟
• ما هي الحقيقة، وما هي الأشياء التي يُمْكِنُ أَنْ تُوْصَفَ بأنها حقيقية؟ ما طبيعة تلك الأشياءِ؟ هَلْ بَعْض الأشياءِ تَجِدُ بشكل مستقل عن فهمنا؟ ما طبيعة الفضاء والوقت؟ ما طبيعة الفكرِ والمعتقدات؟
• ما هو لِكي يكون جميل؟ كيف تختلف أشياء جميلة عن كل يوم؟ ما الفن؟ هل الجمال حقيقية موجودة ؟
في الفلسفة الإغريقية القديمة، هذه الأنواع الخمسة من الأسئلة تدعى على الترتيب المذكور بالأسئلة التحليلية أَو المنطقيّة،أسئلة إبستمولوجية، أخلاقية، غيبية، وجمالية.
مع ذلك لا تشكل هذه الأسئلة المواضيعَ الوحيدةَ للتحقيقِ الفلسفيِ.
يمكن اعتبار أرسطو الأول في استعمال هذا التصنيفِ كان يعتبر أيضاً السياسة، والفيزياء، علم الأرض، علم أحياء، وعلم فلك كفروع لعملية البحث الفلسفيِ.
طوّرَ اليونانيون، من خلال تأثيرِ سقراط وطريقته، ثقافة فلسفية تحليلة، تقسّم الموضوع إلى مكوّناتِه لفَهْمها بشكل أفضلِ.
في المقابل نجد بعض الثقافات الأخرى لم تلجأ لمثل هذا التفكر في هذه المواضيع، أَو تُؤكّدُ على نفس هذه المواضيعِ. ففي حين نجد أن الفلسفة الهندوسية لَها بعض تشابهات مع الفلسفة الغربية، لا نجد هناك كلمةَ مقابلة ل فلسفة في اللغة اليابانية، أو الكورية أَو عند الصينيين حتى القرن التاسع عشر، على الرغم من التقاليدِ الفلسفيةِ المُؤَسَّسةِ لمدة طويلة في حضارات الصين.فقد كان الفلاسفة الصينيون، بشكل خاص، يستعملون أصنافَ مختلفةَ من التعاريف والتصانيف.و هذه التعاريف لم تكن مستندة على الميزّاتِ المشتركة، لكن كَات مجازية عادة وتشير إلى عِدّة مواضيع في نفس الوقت. لم تكن الحدود بين الأصناف متميّزة في الفلسفة الغربية، على أية حال، ومنذ القرن التاسع عشرِ على الأقل، قامت الأعمال الفلسفيةَ الغربيةَ بمعالجة وتحليل ارتباط الأسئلةِ مع بعضها بدلاً مِنْ معالجة مواضيعِ مُتخصصة وكينونات محددة. الحقيقة....ما هي؟ واين نجدها؟
الحقيقة ككلمة عامة هي اتحاد الاجزاء في كل متكامل’ وقد اجهد افلاسفة انفسهم في ايجاد المعنى الذي نطوى هذه الكلمة عليه فمنذ الفلاسفة اليونان مرورا بالفلاسفة العرب والصينيين إلى هذه الفلسفات الحديثة التي حاولت جاهدة ايجاد الحقيقة في كل اشكال الوجود نجد ان بعضها فشل في البحث عنها في حين ان البعض خرج بمنطق مريض حاول فيه تعويض هذا الفشل فمثلا الفيلسوف اليونانى افلاطون ظل يبحث طوال حياته عن الحقيقة وفى النهاية خرج بمنطق يقول ان الله خلق العالم ثم نسيه وهذا في حده ذاته اشد درجات الفشل. والسؤال الهام هنا اين يمكننا ان نجد الحقيقة؟ في كتاب قصور الفلسفة للفيلسوف ول ديورانت هناك تساؤل يقول كيف نجيب على سؤال بيلاطس الخادع؟ هل نتبع عقلنا المغامر؟ ام الحكم الغاشم لحواسنا؟ وأما السؤال فهو ما هي الحقيقة؟ في رايى الحقيقة هي نتيجة لمجموعة من المقدمات الكبرى التي تتجمع داخل العقل الإنسانى في حين ان الحقيقة نفسها لا توجد داخل العقل لان عقول البشر مختلفة فاذا كانت متشابهة اختفى معيار الصواب والخطا وكذلك لا توجد في الحواس لان جميع حواس البشر متشابهه فالكل يرى الشجرة_مثلا_ على هيئتها والجميع يشعر بالحرارة والبرودة على درجات متفاوتة اما إذا اضطربت الحواس بشكل أو باخر فسيختفى معيار اصدق والكذب لذا فنحن لانثق في الحواس كمعير للحقيقة لانها ناموس ثابت وازلى.
الدوافع والأهداف والطرق
كلمة "فلسفة" مشتقة أساساً من اللغة اليونانية القديمة (قَدْ تُترجمُ ب "حبّ الحكمة". أو مهنة للاستجواب، التعلّم، والتعليم). يكون الفلاسفة عادة متشوّقين لمعرفة العالم، الإنسانية، الوجود، القيم، الفهم والإدراك، لطبيعة الأشياء. يمْكن للفلسفة أَنْ تميّز عن المجالاتِ الأخرى بطرقِ استقصالها للحقيقة المتعددة. ففي أغلب الأحيان يُوجّهُ الفلاسفةُ أسئلتُهم كمشاكل أَو ألغاز، لكي يَعطوا أمثلةَ واضحةَ عن شكوكِهم حول مواضيع يجدونهاَ مشوّشة أو رائعة أو مثيرة. في أغلب الأحيان تدور هذه الأسئلةِ حول فرضياتِ مختبئة وراء اعتقادات، أَو حول الطرقِ التي فيها يُفكّر بها الناسِ. يؤطر الفلاسفة المشاكل نموذجياً بطريقةٍ منطقيّة، حيث يَستعملُ من الناحية التاريخية القياس المنطقي والمنطق التقليدي.
منذ فريجه وراسل يستعمل على نحو متزايد في الفلسفة نظام رسمي، مثل حساب التفاضل والتكامل المسند، وبعد ذلك يعمل لإيجاد حل مستند على القراءة النقدية ويالتفكير.
كما كان سقراط ، فإن الفلاسفة يبحثون عن الأجوبة من خلال المناقشة، فهم يردّون على حجج الآخرين، أَو يقومون بتأمل شخصي حذر. ويتناول نقاشهم في أغلب الأحيان الاستحقاقات النسبية لهذه الطرق. على سبيل المثال، قد يتسائلون عن إمكانية وجود "حلول" فلسفية جازمة موضوعية، أو استقصاء بعض الآراء الغنية بالمعلومات المفيدة حول الحقيقة. من الناحية الأخرى، قَدْ يَتسْائلونَ فيما إذا كانت هذه الحلولِ تَعطي وضوحَ أَو بصيرةَ أعظمَ ضمن منطقِ اللغةِ، أو بالأحرى تنفع كعلاجِ شخصيِ. إضافة لذلك يُريدُ الفلاسفةُ تبريراً للأجوبة على أسئلتهم.
اللغة الفلسفية تعتبر الأداة أساسية في الممارسة التحليلية، فأي نقاش حول الطريقةِ الفلسفيةِ يوصل مباشرةً إلى النِقاشِ حول العلاقةِ بين الفلسفةِ واللغة. أما ما بعد الفلسفة، أي "فلسفة الفلسفة"، التي تقوم بدراسة طبيعة المشاكلِ الفلسفية، وطرح حلول فلسفية، والطريقة الصحيحة للانتقال من قضية إلى أخرى. هذه النِقاشِ يوصل أيضاً إلى النقاشِ على اللغة والتفسيرِ. هذا النقاش ليست أقل ارتباطاً بالفلسفة ككل، فالطبيعة ونقاش الفلسفة لها كان دائماً ذو دور أساسي ضمن المشاورات فلسفية. وجود الحقول مثلا في باتا الفيزياء كان إحدى نقاط النقاش الطويل : (انظر ما بعد الفلسفة). تحاول الفلسفة أيضاً مقاربة وفحص العلاقات بين المكوّنات، كما في البنيوية والتراجعية. إن طبيعة العلم تفحص عموماً ضمن شروط (انظر فلسفة العلم) ، وللعلومِ المعينة، (الفلسفة الحيوية) .
استعمالات غير أكاديمية
تطلق كلمة فلسفة في أغلب الأحيان بشكل شعبي، للدلالة على أيّ شكل من أشكال المعرفة المستوعبة. فهي قَدْ يُشيرُ أيضاً إلى منظورِ شخص ما على الحياةِ (كما في "فلسفة الحياة") أَو المبادئ الأساسية وراء شيء ما، أَو طريقة انْجاز شيء ما (كما في "فلسفتي حول قيادة السيارة على الطرق السريعةِ"). هذا أيضاً يدعى عموماً باسم رؤية كونية. يطلق لفظ (فلسفي) أيضا على ردّ الفعل الهادئ (الفلسفي) على مأساة مما قد يعني الامتناع عن ردودِ الأفعال العاطفيةِ لمصلحة الانفصالِ المُثَقَّفِ عن الحدث المأساوي. هذا الاستعمالِ نَشأَ عن مثالِ سقراط، الذي ناقشَ طبيعةَ الروحِ بشكل هادئ مَع أتباعِه قبل شربه لجرعة السم حسب حكم هيئةِ محلفي أثينا. يقوم الرواقيين على أثر سقراط في البحث عن الحرية من خلال عواطفِهم، لذلك الاستعمال الحديث للتعبيرِ رواقي للإشارة إلى الثبات الهادئ.كما أن العامة من الأفراد أو كما يطلق عليهم رجل الشارع يستخد كلمة ”فلسفة” في التعبير عن المفاهيم الغامضة أو المركبة والتي يصعب علية استيعابها. لتصبح الكلمة تعبر عن الشعور السلبى للفرد تجاة موضوع ما أو حول موقف معين.
ثقافات فلسفية
قام أعضاء العديد من المجتمعات بطرح أسئلة فلسفية وقاموا ببناء ثقافات فلسفية مستندة على أعمالهم أو أعمالِ شعوب سابقة. تعبير "فلسفة" في السياق الأكاديمي الأمريكي الأوربي قَد تحيل بشكل مُضَلَّل إلى الثقافة الفلسفية في الحضارة الأوربية الغربية أو ما يدعى أيضاً "فلسفة غربية "، خصوصاً عندما توضع في مقابلة مع "فلسفة شرقية "، التي تتضمن الثقافات الفلسفية المنتشرة بشكل واسع في آسيا. يجب التأكيد هنا على أن الثقافات الفلسفية الشرقية والشرق الأوسطية أَثرت بشكل كبير على الفلاسفة الغربيين. كما أن الثقافات اليهودية والروسية، والثقافات الفلسفية الأمريكية اللاتينية والإسلامية كانت ذات تأثير واضح على مجمل تاريخ الفلسفة. من السهل تقسيم الفلسفة الأكاديمية الغربية المعاصرة إلى ثقافتين، فمنذ استعمال التعبيرِ "فلسفة غربية" خلال القرن الماضي اكتشفت في أغلب الأحيان تحيزات تجاه واحد من مكونات الفلسفة العالمية. الفلسفة التحليلية تتميز بامتلاكها نظرة دقيقة تقوم على تحليل لغة الأسئلة الفلسفية. بهذا يكون الغرض من هذه الفلسفة أَن يَعرّي أيّ تشويش تصوري تحتي كامن. هذه النظرة تسيطر على الفلسفة الإنجليزية الأمريكية، لكن جذوره ممتدة في قارة الأوروبية، تقليد الفلسفة التحليلية بدأَ به فريجه في منعطف القرنِ العشرون، وواصله مِن بعده بيرتراند رسل، جي. إي. مور ولودفيج فيغينشتاين. أما الفلسفة القارية فهو تعبير يميز المدارِس المختلفة السائدة في قارة أوروبا، لكن يستخدم أيضاً في العديد من أقسام العلوم الإنسانية الناطقة بالأنجليزية، التي قَدْ تفحص لغة، نظرات غيبية، نظرية سياسية، perspectivalism، أَو سمات مختلفة أو الفنون أوالثقافة. إحدى أهم اهتمامات المدارِس الفلسفية القارية الأخيرة هي المحاولة لمصالحة الفلسفة الأكاديمية بالقضايا التي تظهر غير فلسفية. إن الاختلافات بين الثقافات في أغلب الأحيان تستند على الفلاسفة التاريخيين المُفضَلين في هذه الثقافات، أَو حسب التأكيدات على بعض الأفكارِ أو الأساليبِ أَو لغةِ الكتابة. أما مادة البحث والحوارات كُلّ يُمْكِنُ أَنْ يُدْرَسها باستعمال طرقِ مختلفة إشتقّتْ مِنْ أخرى، وكانت هناك نواح شائعة هامّة وتبادلات بين كافة الثقافات. الثقافات الفلسفية الأخرى، مثل الأفريقية، تعتبرُ نادرة في الدراسات حيث لم تتلق الاهتمام الكافي من قبل الأكاديميين الغربيين. بسبب التأكيد الواسع على الانتشارِ للفلسفة الغربية كنقطة مرجع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود السيد البدوي




عدد الرسائل : 1
تاريخ التسجيل : 10/12/2020

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الواقعيه   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء يناير 06, 2021 1:15 am

المقدمة:
جاءت الفلسفة الواقعية لتناقض الفلسفة المثالية وتختلف معها اختلافاً جذرياً فالفلسفة المثالية تنكر العالم المادي وترى أن عالم الحقيقة هو عالم الــمُـثل، أما الفلسفة الواقعية فتؤمن بالواقع المادي المحسوس، وأنه مصدر كل الحقائق
وترجع الواقعية في الفكر الفلسفي إلى الفيلسوف اليوناني أرسطو، الذي انطلق مخالفاً لمعلمه أفلاطون، وقد عُد موقف أرسطو هذا معبراً عن الواقعية المعتدلة أو المنطقية، إلا أنها لم تظهر كمدرسة فكرية مستقلة حتى القرن التاسع عشر، وقد ساهم جون لوك بإعطائها دفعاً قوياً، حيث أضاف عدداً من المفاهيم لها وتقوم فكرة الفلسفة الواقعية على أن مصدر كل الحقائق هو هذا العالم (عالم الواقع) أي عالم التجربة والخبرات اليومية.
تعريف الفلسفة الواقعية:
الواقعية في اللغة: مشتقة من الفعل(وقع) وهي كلمة تدل على حصول الشيء وثبوته ووجوبه وأحقيته والأصل في تسمية راجع للأساس الذي تقوم عليه وهو الاعتقاد في حقيقة المادة فالحقيقة موجودة في عالم الأشياء الفيزيقية ووجودها
فالواقعية تعني الاعتقاد بأن العالم الطبيعي والمادي هو مصدر كل الحقائق، حيث أنه هو المصدر الوحيد، فكل ما هو موجود في العالم الخارجي من هواء وإنسان وحيوان ليس مجرد أفكار في العقول، بل موجود وجود حقيقي في حد ذاتها مستقله عن العقل .
 
 
 
أسباب ظهور الفلسفة الواقعية:
ظهرت الفلسفة الواقعية لتناقض أفكار ومنطلقات الفلسفة المثالية، والتعارض بين المثالية والواقعية يكمن في فكرة أساسية وهي: أن المثالية تنكر العالم المادي، وترى أن العالم الحقيقي الوحيد هو عالم المثل. في حين أن الفلسفة الواقعية تؤمن بالواقع المادي المحسوس وأن هذا الواقع مصدر كل الحقائق
أسس الفلسفة الواقعية:
يمكن عرض أهم الأسس والمبادئ الرئيسة التي يلتقي عندها التفلسف الواقعي 
1-   أن العالم الطبيعي المادي (الحقيقي) له وجود مستقل عن الفكر:
فالعالم الطبيعي أساسه مادي ووجوده حقيقي وهو قائم بذاته، ومستقل عن العقل أو الفكر، وما العقل إلا محصلة التجارب والخبرات الحسية المستمدة من عالم المادة.
الميتافيزيقا الواقعية: جميعهاً تشترك في أنها صنعت من مادة خام، بمعنى أن لكل منها جانب مادي، وعلى الرغم من أنها جميعاً تشترك في جانبها المادي أو ما أسماه أرسطو بالهيولة، إلا أن كل شيء من هذه الأشياء مختلف في طبيعته عن الأشياء الأخرى.
ومن ذلك يقول أرسطو بافتراض المادة/ الصورة Matter/ Hypothesis ويقضي هذا الافتراض أن الأشياء كما تتباين في الطرق التي تنتظم بها المادة حالة تكوينها، مما يؤدي إلى تمايز الأشياء وتباينها، فإن ثمة اختلافاً آخر يقع بين الأشياء في قدر كل من المادة والصورة من الشيء المحسوس، فالأشياء السفلي تغلب عليها المادة أكثر مما تغلب الصورة، فالأرض أقرب الأشياء إلى المادة النقية أو المادة الأولى الخالصة، وكلما ارتفعنا إلى أعلى سادت الصورة وغلبت على المادة، وهكذا كلما تحركنا من أسفل إلى أعلى فإن الأشياء تتحرك نحو صورة أكثر ومادة أقل، حتى يصل الأمر في النهاية إلى صورة خالصة بلا مادة وهي التي أسماها بالمحرك الأول أو الله .
2-   التكافل بين الحواس والعقل:
حيث ترى الواقعية إن الحواس باعتبارها أدوات للعقل، تنقل وقائع العالم الخارجي وصورته إلى عقل الإنسان، فيدرك العالم ويتفاعل مع بيئته، ويرى الواقعيون انه يمكن التغلب على خداع الحواس وقصورها بإخضاعها لسيطرة العقل وإحكامه والاستعانة بالمنهج العلمي.
3-   المزج بين الجسم والعقل:
يتفق الواقعيون أن الإنسان أحد أفراد النوع الحيواني، وانه جزء من هذا العالم وخاضع لقوانينه وانه يتكون من عقل وجسم متحدين.
وتجدر الإشارة إلى أن فكرة النشؤ والارتقاء بين الكائنات عند أرسطو، وذلك طبقاً لما هو كائن من اختلاف في علاقة الصورة بالمادة فيما بينها تختلف عن نفس الفكرة عند عالم البيولوجيا دارون، حيث تنفي تماماً فكرة أرسطو الارتقاء من نوع إلى أخر من الموجودات، حيث يقول أرسطو بأزلية وأبدية الموجودات فالإنسان هو الإنسان منذ خليقته، ولم ينجم عن حيوان آخر أدنى منه من جراء الارتقاء الحادث في العلاقة بين الصورة والمادة، وإنما الارتقاء في نظر أرسطو هو الاتجاه في نفس الشيء من مادة أكثر وصورة أقل إلى مادة أقل وصور ة أكثر، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من التحديد والتمايز بين الأنواع دون التحول من نوع إلى نوع آخر، في حين قال دارون بفكرة الارتقاء فيما بين الأنواع .
4-   المعرفة عملية استكشاف العالم المادي:
الحقيقة سابقة في الوجود للإنسان وعلى الإنسان السعي وراء المعرفة واكتشاف القوانين والمبادئ الموجودة في العالم لذا ينكر الواقعيون وجود أفكار فطرية في الإنسان، أي أنه يولد وعقلة صفحة بيضاء. ومصدر المعرفة هي حقائق ومفاهيم قائمة بذاتها ومستقلة عن العقل وأن العقل يكتشفها ويكتسبها نتيجة لمروره بالخبرات.
5-   التغير صفة هذا العالم إلا أن الحقائق ثابتة:
ترى الواقعية أن الطبيعة وعناصرها نامية ومتغيرة، إلا أن هذا التغير نسبي كون العالم خاضع لقوانين ليس للإنسان إلا سلطة قليلة عليه.
6-   معيارية القيم اجتماعية:
تؤمن الواقعية بأن الحسن ما استحسنه المجتمع، والقبيح هو ما يراه قبيحاً، أي إن القيم معيارها المجتمع فالقيم في الواقعية متغيرة.
مدارس الفلسفة الواقعية (اتجاهاتها):
تعد الواقعية واحدة من أقدم الفلسفات وبسبب تاريخها الطويل كان لها كثير من المحدثين ويندرج تحتها العديد من المدارس
فبالرغم من الاتفاق على الاعتقادات الرئيسية إلا أن هناك اتجاهات مختلفة أدت إلى وجود عدة اتجاهات ومدارس يمكن أن نصنفها إلى ثلاث مدارس واقعية .
أولاً: الواقعية الكلاسيكية:
وتعرف أحيانا باسم الواقعية الإنسانية، وهي أصل الفلسفات الواقعية الأخرى، وهي واقعية أرسطو (382-322ق.م) مؤسس هذه الفلسفة وكان أرسطو واقعي النظرة، تجريبي النزعة، ويعتقد الواقعي الكلاسيكي أن العالم الخارجي موجود بالفعل حتى وإن كان بعيداً عن تناولنا وإدراكنا، كما تؤمن الواقعية الكلاسيكية بمدركات الحس وتثق بها ثقة لا حدود لها. ويطلق البعض على هذه الحقبة اسم الواقعية الساذجة لأنها كانت تعكس موقف الإنسان الاعتيادي، كما أنها ترى أنه لا حاجة إلى التدخل السماوي لتفسير الكون أو الوجود ويمجدون سيطرة العقل على الوجود .
 
ثانياً: الواقعية الدينية:
يؤكد أصحاب الواقعية الدينية والذين من أشهر أعلامها عالم الدين القديس توماس الاكويني إن العالم المادي حقيقي ويقوم خارج عقول أولئك الذين يلاحظونه، ولكنهم يؤكدون أن كلا من المادة والروح قد خلقها الخالق، ومعرفة الخالق تتم بالحدس والإلهام، ويمكن الحصول على المعرفة بالعقل، والإنسان من وجهة نظر الواقعية الدينية مزيج من المادة والروح، وهو حر ومسئول عن تصرفاته وقد وضع على الأرض ليعبد خالقة وكما خلق الإنسان بقدرة الخالق فانه بعد الموت تصعد روحة لكي تعيش مع الخالق.
وبهذا فان الفلسفة الواقعية الدينية تشمل أفكار الكلاسيكية إلا أنها تصبغها بصبغة دينية محاولة التوفيق بين العقل والدين مستخدمة العقل في الدفاع عن الدين بوجه عام.
وكان من بين الفلاسفة المسلمين الإمام الغزالي وابن سيناء الذين طوعوا تعاليم أرسطو فكانت فلسفاتهم تدعونا إلى تأمل الواقع الكوني بالعقل
ثالثاً: الواقعية العلمية أو الطبيعية:
يشير (العتيبي) إلى أن هذه المدرسة تقوم على أن المعرفة تأتي أولاً للإنسان عن طريق حواسه، من خلال اكتساب المعرفة.
لذلك جاءت هذه المدرسة بعد ثورة العلم الطبيعي في أوروبا خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر. وكان من أبرز روادها فرانسيس بيكون وجون لوك، وقد أدرك فلاسفة الواقعية العلمية أو الطبيعية أهمية العلم وطريقته العلمية والتجريب لمعرفة الأشياء والعالم الخارجي، لذا دعوا إلى تطبيق المناهج العلمية لدراسة جوانب الحياة البشرية، فالإنسان كائن بيولوجي لدية مناشطة العقلية والروحية، وفي القرن العشرين تأثرت الواقعية العلمية بالتقدم العلمي.
مذاهب الفلسفة الواقعية:
تبلورت الفلسفة الواقعية في عدد من المذاهب الأوربية بدءاً من القرن السادس عشر على النحو التالي:
1)  المذهب الإنساني الواقعي:
ساد خلال القرن السادس عشر، وقد اهتم بدراسة الآداب اليونانية والكلاسيكيات القديمة للاستفادة منها في واقع الحياة التجريبية، وذلك من خلال معرفة تراث الماضين، معرفة الدوافع الإنسانية ونظم الحياة البشرية، وايضاً لمعرفة الحقائق التاريخية والعلمية .
 
2)  المذهب الاجتماعي الواقعي:
ساد خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وكان يدعو إلى اعتبار التربية العملية ذات مضمون اجتماعي، وأنها تعد الإنسان للمستوى الذي يجعله يفهم حقوقه وواجباته، ويكون ذلك؛ من خلال تحقيق الحياة الاجتماعية الناجحة والسعيدة للفرد وتهذيب أخلاقه وتشكيل ميوله وطباعه وتنمية قدراته واتجاهاته بما بجعله عضواً نافعاً في حياته العملية .
3)  المذهب الحسي الواقعي:
ساد خلال القرن السابع عشر، ويهتم أصحابه بدراسة الظواهر بالطريقة استقرائية عملية، حيث قام هذا المذهب على الاعلاء من شأن الحواس ومن شأن الادراك الحسي في اكتساب المعرفة في عملية التربية .
4)  المذهب الطبيعي الواقعي:
ساد خلال القرن الثامن عشر ويعتمد على استخدام التربية كأداة للإصلاح الاجتماعي، وأن تكون الأولوية للعلوم الطبيعية في المناهج وبهذه الدعوة تبلورت الحركة العلمية للتربية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mohamed sobhy




عدد الرسائل : 1
تاريخ التسجيل : 25/12/2020

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه البرجماتيه   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء يناير 06, 2021 1:20 am

الفلسفة البراجماتية
مقدمة
يُعدُّ الفكر الفلسفي الأمريكي نسيجاً من خامات متعددة مستوردة من مختلف أصقاع العالم، حمَلَ بذورَها أناسٌ رحلوا عن بلدانهم باحثين عن الثروة والحرية، ويُمثل هؤلاء الناس شريحة منتقاة مِن المتعلمين والمغامرين والرأسماليين (الشرقاوي، 1956). وحَمَلَ هؤلاء معهم من ضمن ما حملوا أفكاراً تبشيرية وتأملات دينية، ونبوءات توراتية وفنوناً جميلة وفلسفات متنوعة، وكل هذه وغيرها قد لعبت أدوارها في تشكيل الفكر الأمريكي (شنايدر، 1964).
وقد ورثت الأجيالُ المتأخرة مِن المهاجرين عن المهاجرين الرُّواد الجرأة والإقدام، والاعتماد على النفس، وحُبَّ المغامرة، والتحرّر مِن التقاليد، وتوظيف العقل في تطويع الطبيعة، واعتبار التقدم المنجز والنجاح المادي الملموس دليلاً واضحاً على صحة السبل والوسائل التي يتبعونها، وهذه السمة تمثل جوهر الفلسفة البراجماتية (الشرقاوي، 1956).
لقد أثارت التركيبة السكانية للولايات المتحدة الأمريكية جدلاً متعمقاً حول المفاضلة بين الأجناس التي كونتها، وقدرة البوتقة الأمريكية على صهر وتحليل هذه الأجناس واستيعابها، وإخراج عجينة أمريكية جديدة وسليمة ديمغرافياً واقتصادياً وسياسياً. من هذه العجينة نشأ جيلٌ جديدٌ ترك خلفه نقائصه وعيوبه، وراح يعمل وفق قواعد جديدة، بعيداً عن الكسل والفراغ، والاستسلام للفقر والعبودية (كيتشام). وفي ظل هذا المجتمع الجديد، نشأت البراجماتية التي تؤمن بأنّ ظروف الحياة يمكن تحسينها بالتصميم على العمل المستنير بالعقل، وأنّ المُثل الأخلاقية فارغة وعقيمة إذا انفصلت عن وسائل تحقيقها، وأنّ الحقيقة ليست ثابتة، بل هي في تغير دائم، وأنّ الإنسان قادر على إعادة تشكيل الظروف بعزمه وإرادته.
ظهرت البراجماتية كفلسفة أمريكية تمقتُ البحث النظري العقيم الذي يركز على كُنه الأشياء ومصادرها، وأخذت تركز على نتائج الأعمال وعواقبها، وأجازت للإنسان أنْ يتخذ مِن أفكاره وآرائه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أولاً، ثم السير بالحياة نحو السُمو والكمال ثانياً (علي، 1995)، وظهرت كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي حملها المهاجرون الألمان، ووجدت صداها عند نفر من الشعراء والكتاب الأمريكيين مثل: (إمرسن)، ثم انتقلت بعد ذلك إلى نفر من الأساتذة الجامعيين المختصين في الدراسات الفلسفية، ومن أبرزهم (جوزيا رويس) أستاذ الفلسفة في جامعة (هارفرد)

لقد أحس (جون ديوي) بقوة الأشكال المتنافرة للبيولوجيا الفلسفية، واستخدمها استخداماً نقدياً، ومن ثمّ راح يُعدّ مذهبه الخاص في علم النفس، والذي ظهر كنص سنة 1887م. وشعر جماعة من خريجي(هارفرد) بضرورة التوجه نحو الفعل ونحو المستقبل وما يستتبعه من مسؤوليات كبيرة، فآمنوا بمنهج العلم التجريبي، واعتبروه منهجاً سليماً في التفكير، وقالوا: إنّ الفلسفة لا بد لها أن تقوم على أساس من العمل والخبرة والتجريب، ومنهم: (تشارلز بيرس) و(وليام جيمس).
لقد عَرَفَ (بيرس) مُصطلح البراجماتية من دراسة للفيلسوف الألماني (إيمانويل كانت) الذي كان يُميز بين ما هو براجماتي وما هو عملي فالعملي ينطبق على القوانين الأخلاقية، بينما البراجماتي ينطبق على قواعد الفن وأسلوب التناول، اللذين يعتمدان على الخبرة. وكان (بيرس) تجريبياً مشبعاً بعقلية المَعمل، واهتم بالتفكير المنطقي وطرائقه في إيضاح المدركات العقلية. أما (وليام جيمس) فيرى أنّ مصطلح البراجماتية مشتق من الكلمة اليونانية التي تعني المزاولة والعمل، والطابع الذي ألبسه (جيمس) للبراجماتية هو الطابع النفعي، فكان يتعامل مع صدقية الأفكار من منطلق القيمة الفورية cash value، وكان يقول: إن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل إلى أن يعترضها مُعترض ويثبت زيفها وبطلانها، و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض.
أما (جون ديوي) فقد عُرف اتجاهه بـ (الوسيلة) أو الأداتية، والوسيلة هي محاولة لتكوين نظرية منطقية دقيقة للمدركات العقلية، والأحكام والاستنباطات في شتى صورها، وتحاول إقامة تمييزات وقواعد منطقية تلقى تأييداً عاماً عن طريق استخلاصها من وظيفة العقل من حيث هو وسيط ومن حيث هو بناء (علي، 1995).
الأصول الفلسفية:
إذا كانت كل فلسفة لا بد لها من تربية تُحيلها من معانٍ وأفكار في أدمغة الفلاسفة إلى سلوك وإجراءات يسير وفقها الإنسان في حياته، فإننا لا نستطيع فهم وجهات نظر البراجماتية التربوية مالم نقف على المعالم الرئيسية لنظرتها الفلسفية. فالبراجماتية تعد منهجاً في التفكير أكثر منها نظرية عامة تتكون من أفكار ومواقف تجاه موضوعات وقضايا فلسفية، كالإنسان والقيم والمعرفة، وسوف تكون الصورة واضحة عند مؤسسي البراجماتية الرئيسيين، وهم: بيرس و وليام جيمس، وديوي.
التفسير الإجرائي للمعنى عند بيرس:
على الرغم من تعدد وجهات النظر حول المقصود بالمعنى، فإنها تكاد تلتقي جميعاً عند معنى واحد وهو: أنّ شيئاً يرمز إلى شيءٍ آخر، وكلا الشيئين يكونان من كائنات العالم الواقع، فقد يلاحظ الإنسان ارتباطاً بين ظاهرتين طبيعيتين، بحيث إذا حدثت إحداهما تحدث الأخرى، كارتباط البرودة بالانكماش، والحرارة بالتمدد. وكما أنّ العلة قد تكون معنى للمعلول، فقد يكون المعلول معنى للعلة. وأول فيلسوف كان قد بَحثَ في المعنى بحثاً جدياً هو(سقراط)، الذي وجّه جهده الأكبر لمناقشة المعاني المختلفة للمبادئ العقلية الكامنة وراء الظواهر السلوكية، للوقوف على المعنى الواضح السليم لتلك المبادئ والمفاهيم التي يصدر عنها الناس في سلوكاتهم. واستمر الفلاسفة يتناقشون في مشكلة المعنى، واتجهوا اتجاهات شتى منها:
المدرسة الشيئية، التي تجعل المعنى حقيقة قائمة بذاتها في العالم الخارجي.
المدرسة التصورية، التي تجعل المعنى تصوراً ذهنياً قائماً في عقل الإنسان.
المدرسة الاسمية، التي تجعل المعنى كائناً في دلالة اللفظ على مسمياته الجزئية.
المدرسة البراجماتية، التي تجعل المعنى قائماً في طريقة السلوك إزاء لفظ معين، فإذا كان هناك تجريدٌ فإنه يكون لطريقة السلوك، وليس لصفات الأشياء(المرجع السابق).

ملامح الفكر التربوي البراجماتي:
الأهداف:
تتضمن الأهداف دافعا يُحس به الفرد أو الجماعة، ثم يتحول هذا الدافع إلى رغبة، ثم تتحول الرغبة إلى تفكير في تحقيقها، و يتم التحقيق عن طريق تغيير الظروف بالوسائل المناسبة إلى ظروف جديدة تجسد هذه الرغبة، و ينشأ كل هذا وسط مشكلة تتطلب مواجهة أو حَلا.ّ
المعايير التي تحقق الأهداف:
يفترض بالهدف أن يكون وليد الظروف الراهنة، و مبنيا على الأمور الجارية فعلا، أما الأهداف المستوحاة من مَعين خارجي فهي تقيد الذكاء و لا يبقى أمام العقل إلا مجرد الاختيار الآلي للوسيلة.وينبغي أن يكون الهدف مَرِنا قابلا للتغيير حتى يلائم الظروف، و لا يتأتى ذلك عندما يكون الهدف مفروضا من قبل سلطة خارجية. ويجب أن يُمثل الهدف دائما إطلاق فعاليات الإنسان و تحريرها، و بمعنى آخر ينصب أمام العقل نهاية أو خاتمة لعملية ما، فما من وسيلة نستطيع أن نجد بها العمل إلا إذا وضعنا نصب أعيننا الأشياء التي تنتهي بها.
الصفات التي تتميز بها الأهداف:
يجب أن يبنى هدف التربية على الفعاليات الذاتية للمتعلم، بما في ذلك استعداداته الفطرية و عاداته المكتسبة، وينبغي أن يكون قابلا للتحول إلى طريقة للتعاون مع فعاليات المتعلمين، و ما لم يؤد الهدف إلى وضع أساليب معينة للعمل فلا قيمة له، فإذا كان تطبيقه واجبا في كل حال فما جدوى ملاحظة التفاصيل التي ليس لها في الأمر عد و لا حسبان. كما ينبغي على المربين الحذر من الأهداف التي يزعم بأنها عامة أو نهائية، فلا شك في أن كل هدف مهما بلغ من التحديد يبقى هدفا عاما بما يتفرع عنه من العلاقات لأنه يفضي إلى ما لا حصر له من الأشياء (علي، 1995).
الأساس الخِبريّ للتعليم:
أيّ مصدر يُمكن لنا أنْ نستمدَّ منه المَوادّ التعليمة ونحنُ في حالة من الوثوق والاطمئنان؟ لم يرضَ فلاسفة اليونان أن يعتمدوا في أمر مثل هذا على الواقع الخبري؛ لأنّ مجاله لا يتعدى في نظرهم الشؤون العملية البحتة التي تدل على النقص و الحاجة و الرغبة، أما المصدر الذي كانوا يعدونه أهلا للثقة و الاعتماد عليه فهو أن تقوم مواد التعليم على مجموعة من المبادئ الثابتة المجردة مما لا نستطيع أن نلتمس له وجودا في العالم الخبري، فليس لنا أن نعدّ ما نتعلمه من الأمور العملية معرفة، فالمعرفة لا بد أن تستند إلى يقين، و اليقين لا يُلتمس إلا في الأمور العقلية البحتة، لذلك قامت مواد التعليم عندهم على أساس نظري عقلي صوري بحت. أمّا في الفلسفة البراجماتية فيرى جون ديوي أنه يمكن الاعتماد على الخبرة، و أنه يمكن للمربي أن يمد التلميذ بخبرات تستغرق ضروب نشاطه، شريطة ألا تكون مُنفرة حتى تشجعه على الحصول على خبرات أخرى مرغوب فيها في المستقبل، و يُسمّي (ديوي) هذا الشرط باستمرار الخبرة، ويرتبط استمرار الخبرة بحقيقة أخرى هي أنّ الخبرة لا تحدث في فراغ بل تتأثر بالبيئة دائماً، فلا أحد ينكر أن الخبرة التي يكتسبها طفل في بيئة مثقفة تختلف عن تلك التي تتميز بالجَدب والاضمحلال الثقافي. وما دامت التفاعلات التي تقوم بين الإنسان وبيئته الطبيعية والاجتماعية هي التي تكوّن قوام الخبرة، فعلى المدرسة أن تهيئ بيئة تتسم بالحيوية والواقعية يمكن أن يحدث فيها هذا التفاعل ويمكن للتلميذ أن يكتسب نتيجة هذا التفاعل المعاني المهمة اللازمة لزيادة خبرته وتعلمه، و يقول علماء النفس إن التعلم يستند إلى مبدأين مُهمّين هما:
أنّ ما نتعلمه يجب أنْ نمارسَه.
- أنّنا لا نتعلم كل شيء نمارسه، فنحن نتعلم فقط الشيء الذي ننجح في أدائه.
لقد لحِق بأوجه النشاط المختلفة في الحياة الاجتماعية هذه الأيام تغيرات كبيرة تجعل من اليسير النظر العلمي السليم إلى العمل، واعتباره الطريق الصحيح إلى التعلم و المعرفة، فقد أدى تغلغل العلم التطبيقي في كل جانب من جوانب حياتنا فتعددت المخترعات و الآلات، و أصبحت تتطلب مقدرة لا يُستهان بها من العلم و الذكاء و المهارة الفنية، وأدّى كل هذا إلى عدم قصر الأعمال اليدوية على الخدم و العبيد كما كان الحال أيام اليونان و العصور الوسطى، فقد تغيرت الأوضاع و الأحوال و تحتم على الأفراد أنْ يسيروا في أعمالهم مستنيرين بهدي الفكر و إرشاد الذكاء
إذا كانت طريقة العلم التجريبية قد أظهرت سُخف ما كان شائعا بين الخبرة و المعرفة فإن من أهم الاعتبارات التي يجب أن تركز عليها التربية أنه لا وجود لمعرفة حقة إلا أن تكون مقرونة بالعمل، فما يقوم به التلميذ من تسميع داخل الفصل لا يقيس بشكل صحيح ما أحرزه من تقدم، وإنما بمدى قدرته على العمل و النشاط و السلوك القائم على البصر و الذكاء. وما دمنا نريد أن نقيم العملية التعليمية على أساس خِبري فلا بد من التخلص من النظرة المتعسفة التي تضع هوة بين خبرة التلميذ و مختلف المواد الدراسية على أنهما مختلفان نوعا. إن الأحداث و الحقائق التي تدخل في خبرة التلميذ الحاضرة و تلك المتضمنة في المواد الدراسية إنما هي العلاقات و الحدود النهائية لحقيقة واحدة.
لكن هل يعني أخذ التربية مادتها من الخبرة الحاضرة أن تتجاهل الماضي؟! كلا، فإنّ تراث الماضي يمدنا بوسيلة ناجحة نفهم بها الحاضر، و كما يجد المرء نفسه مُجبَرا على أن يفتش في ماضيه حتى يفهم ما هو فيه من ظروف كذلك فإن ما تسفر عنه الحياة الاجتماعية الحاضرة وثيق الصلة بالماضي، و هذا يعني أنّ أهدافنا التعليمية المرتبطة بالمستقبل وموادنا الدراسية المرتبطة بالخبرة الحاضرة لا تنجح إلا إذا وصلناها بالماضي.
قد يكون هنالك مَن يقول: إنّ التعلم عن طريق الخبرة يزود التلميذ بأمور جزئية، و مهما أحرز من تقدم و نمو في العلوم المختلفة فإنه لا يستطيع أن يصل به إلى المعرفة الحقيقية. و الفلسفة البراجماتية لا تعترض على هذا النقد و هو أنّ التعلم عن طريق الخبرة لا يقف بنا إلا على أمور العالم الجزئية، لكنها تعترض على النتيجة المستخلصة من هذه الحقيقة، لأنها تعتبر أنّ هذه الأمور الجزئية هي حقيقة العالم و ليس من حقيقة أخرى تكمن وراءها.
تطبيع العقل:
يتميز الإنسان عن بقية الكائنات بأنه يملك جوهرة ثمينة تسمى العقل، وقد عكس الإنسان هذه الفكرة عن نفسه على الطبيعة والكون كله. فتخيل الكون ذا طبيعة مادية يكمن وراءها عقل كبير يُسيِّرها ويُدير شؤونها كما يُسيِّر عقلُ الإنسان جسمَه، ويرى البراجماتيون أنه من الخطأ الادعاء بوجود عنصر منفصل وقوة خفية اسمها العقل، وسندهم في ذلك ما ذهب إليه داروين من أنّ الإنسان كغيره من الكائنات حلقة في سلسلة التطور، إنّ العقل كما استنتجوا هو هذا التوجيه الذكي لضروب التفاعلات بين الإنسان وبيئته، والتفاعل هو الخبرة، والخبرة جزء من الطبيعة، ومن هذا يمكن القول إنّ العِلم قد انتهى إلى ما يُسمّى (تطبيع العقل) أي جعل العقل جزءاً من الطبيعة وظاهرة من ظواهرها، وهذا معناه أن ليس أمامنا في دراسة الظواهر سوى منهج واحد هو المنهج العلمي. يقول وليام جيمس في كتابه(أصول علم النفس): "العلامة الدالة على وجود العقل في أي ظاهرة سلوكية هي أنْ نلحظ فيها استهدافا لغايات مستقبلية، واختياراً للوسائل المؤدية إلى بلوغ تلك الغايات" (علي، 1995، ص110)، (الهمشري، 2001،ص 93).
طريقة التفكير العِلمي في التربية:
وجّهت التربية التقليدية جهودَها نحو التحفيظ والتسميع، والنقل والتكرار والتقليد، مما أدى إلى قتل روح الابتكار لدى التلاميذ، وتحولهم إلى نوع سيِّئ من المواطنين، ذلك النوع الذي لا يصلح إلا لكي يؤمر فيطيع، وتوضع له الخطط فينفذ، لأنه يعيش على فتات أفكار الآخرين. وقد تنبه فلاسفة البراجماتية إلى هذه الحقائق، فاعتنوا بأمر التفكير ومحاولة إقامته على أسس من التجريب العلمي، وجَعْله عنصراً أساسياً في العملية التربوية، ويذهب ديوي إلى أنّ التفكير ما هو إلا محاولة تتم عن قصد و وعي بهدف الكشف عن الروابط بين أفعالنا وما يترتب عليها من نتائج، وأنه ليس مجرد مرآة تعكس الواقع الموجود.
ونستنتج ممّا سبق أنّ التفكير ضَرْبٌ من السلوك المتصل، وأنّ له أدوات يستخدمها، وهذه الأدوات هي ما يُعرَف بالمعاني وما يقابلها في اللغة من ألفاظ. ولا يثار التفكير إلا لإرضاء حاجة أو رغبة، فإذا كانت الحاجة أمّ الاختراع، فإنه يمكن أن يقال أيضاً: بأنها أمّ التفكير، والتفكير من أهم وسائل حلّ المشكلات وأسرعها، ولا يترك (ديوي) الأمر على عواهنه؛ فقد وضع معايير نميز بها بين المشاكل الصحيحة والمشاكل المزيفة، حتى لا نقع فيما وقع فيه كثيرون من افتعال المشاكل حتى يتم التفكير
إنّ الأفكار تظل ناقصة ما دامت أفكاراً، ومن هنا فهي مؤقتة، والتطبيق وحده هو محك اختبارها، وهو الذي يُلبسها لباس الحقيقة ويُكسبها كمال المعنى، لذلك كان من الضروري منحُ المدرسة فرصاً لتجريب الأفكار واختبار صحتها، كأن تجهَّز المدارسُ بالمعامل والورش والمسارح؛ لكي تزوِّد التلاميذ باتجاهات إيجابية: كالتحرّر مِن التعصّب والانحياز، وتركيز الاهتمام داخل الفصل الدراسي على تحمّل المسؤولية الأخلاقية، فكثير من الناس يعتنقون مبادئ معينة، ثمّ يهربون منها عندما تواجههم مشكلة، والمدرسة أحياناً تسهم في إيجاد مثل هذه العادة السيئة لدى التلاميذ؛ إذ تقدم لهم مواد دراسية بعيدة عن خبراتهم، وفوق مستوى مداركهم(علي، 1995).
التوجيه الاجتماعي للتربية:
يقول (جون ديوي):إنّ التربية ظاهرة طبيعية في النوع البشري بمقتضاها يصبح المرء وريثاً لما كوّنته الإنسانية من تراث ثقافي. وبالتقليد والمحاكاة تتحقق التربية الاجتماعية بطريقة لا شعورية، وبحكم معيشة الفرد في المجتمع، يتحقق للحضارة الإنسانية الانتقال من جيل إلى آخر.والتربية المقصودة تتطلب دراية بنفسية الطفل من جانب، وحاجات المجتمع من جانب آخر.
لقد حدد ديوي اجتماعية التربية بعملية تمييز بين الكائنات الحية والكائنات الجامدة أولاً، ثم في داخل سلسلة الكائنات الحية نفسها ثانياً، ولعلّ طبيعة العصر الذي نعيش فيه تعد من أقوى الدعائم التي تتطلب توجيه التربية توجيهاً اجتماعياً سليماً، فعصرنا اليوم عصر تغير جذري وسريع بفضل ما ابتكره الإنسان عن طريق التجريب العلمي من مبتكرات واختراعات، لكنّ التقدم الذي حدث في المجالين التكنولوجي والاجتماعي لا يسيران بشكل متقارب، فقد يسبق التقدمُّ التكنولوجيُّ التقدمَّ الاجتماعيَّ؛ فيُسبِّب ما يُسمّى بالهوة الثقافية التي يترتب عليها سوء في التكيف الاجتماعي، وكل هذا يبرر الدور الطليعي للتربية في خدمة المجتمع.
معالم فكر جون ديوي:
يعتقد جون ديوي بتعذر الفصل بين الطبيعة البشرية والتجربة، فالتجربة جانب مهم من جوانب الطبيعة البشرية، أما الطبيعة فهي مصدر معرفتنا والأساس الذي تصدر عنه تصرفاتنا وتجاربنا، لذلك ألحّ على ضرورة اهتمام الفلسفة بمشكلات الإنسان في عالم يتغير باستمرار، واعتبرَ الأفكار أدوات لحل المشكلات الإنسانية، ووَصفَ خمسَ مراحل لحلّ المشكلة، وهي:
الإحساس بوجود مشكلة تستحق الدراسة.
التعريف بالمشكلة وتحديدها.
اقتراح حلول ممكنة للمشكلة، أو صياغة عدد من الفرضيات كحلول مؤقتة لها.
استنباط النتائج المُمكنة فكرياً.
التحقق مِن التجربة مِن أجل تأكيدها أو رفضها (جعنيني، 2004) و (الهمشري، 2001).
وأطلق ديوي على منطقه اسم (نظرية البحث)، وبها يعارض سائر النظريات المنطقية قديمها وحديثها، معتبراً أنّ أساس العلم في عصره قد تغير عما كان عليه سابقاً، فالعلم القديم كان يقوم على أساس الصفات الكيفية لا على أساس المقادير الكمية، والعِلم الحديث يهتم بالعلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة، وينظر إلى الحركة على أنها ظاهرة متجانسة بشتى صورها وأشكالها.ونعَتَ مذهبَه بالوظيفي لاعتباره أنّ المعرفة آلة ينبغي توظيفها في خدمة متطلبات الحياة، وأنّ أهم ما يميز الخبرة اتصالها واستمراريتها، فتيارها متصل، يفضي كل جزء منها إلى الجزء الذي يليه. واهنمّ بالطريقة أكثر من اهتمامه بالإجابات المجردة، وقال:يجب عدم توقع إجابات نهائية وثابتة، والأفضل التعامل مع كل مشكلة إنسانية وقت ظهورها، لكي تطرح الحلول الممكنة في ظل مواقف الحياة الفعلية، وهو يرى أنّ معيار صحة الفكرة أو خطئها يكمن في فاعليتها ونتائجها في النشاط الإنساني، أي اختبارها في بوتقة الواقع، وأن وظيفة البحث ليست الوصف، بل التغيير لخدمة الأغراض الإنسانية.
وفي كتابه (الديمقراطية والتربية) لم ينقد ديوي النظرية الفردية، كما فَعَلَ (روسو) في كتابه (إيميل)، كما أنه لم يقم بنقد (النظرية الاجتماعية) كما فَعَلَ (هيجل)، ولكنه دافع عن مجتمع ديمقراطي تتوازن فيه قيمة الفرد وقيمة الجماعة، والجماعة النموذجية هي التي تتصف بالمرونة التي تساعد على نمو شامل للفرد لا رضوخه لسلطة مطلقة، باسم مصلحة المؤسسة تارة أو باسم السياسة العليا تارة أخرى، وقال: إنه لا تتم تغذية القدرات الاجتماعية والفردية عند الأطفال إلا في ظل مجتمع ديمقراطي، واعتبر أنّ المجتمع الديمقراطي لا يمكن أنْ يتحقق في ظلِّ أديان تمارس التمييز والتفرقة بين الناس.واهتمّ بالتربية اهتماماً كبيراً في فكره وممارساته، وقال: إنّ الحياة تسعى إلى دوام وجودها عن طريق التجدد المستمر، والتربية أداة لنقل أهداف المجتمع ومعارفه من جيل إلى جيل، فهي التجدد المستمر بعينه، وهي عملية نمو لا هدف لها إلا المزيد من النمو، بل إنها الحياة نفسها(المرجع السابق).
لقد صوّرَ (ديوي) تطوّر تفكيره في أربعة أمور هي:
الاهتمام بالعملية التربوية نظرياً وتطبيقياً، لأنّ التربية تشكل جوهر اهتمامات الإنسانية جمعاء.
إخراج منطق واقعي لا صوري، يلغي الثنائية الموجودة بين منهج العلوم ومنهج الأخلاق، فالعلم هو التفكير النظري والأخلاق هي السلوك العملي في الحياة.
تخليص عِلم النفس ممّا عَلِقَ به من أفكار ميتافيزيقية، والتركيز على الشعور والوعي وتطبيق علوم الحياة على نفسية البشر.
تطبيق مبادئ العِلم الحديث ومناهجه وطرقه على العلوم الإنسانية.
لقد نجَحَت البراجماتية في أمريكا لأنها كانت بمثابة جدل قائم بين المثالية الأمريكية والوضعية الفرنسية والتطورية البريطانية. وكانت تحاول التقاط الأيدلوجية المبعثرة التي بشرَ بها مفكرو ما قبل الداروينية، رافضة كل أنواع اليوتوبيا والحقائق النهائية المطلقة، مؤكدة على المجتمع التعددي والذكاء الذرائعي، وقرنت الفلسفة بالحياة واعتبرتها أسلوباً لحلّ المشكلات الإنسانية، واعتبرت أنّ الإنسان بمقدوره تطويع الواقع وفقاً لأهدافه وحاجاته، وشجّعتْ تبريرَ المواقف بذريعة أنها تأتي بالمنفعة على صاحبها.

[1] المراجع:
الشرقاوي، محمد عبدالمنعم (1956)، الولايات المتحدة أرضاً وشعباً ودولة.
القاهرة: النهضة المصرية.
الهمشري، عمر أحمد (2001)، مدخل إلى التربية. عمّان: دار صفاء للنشر و
التوزيع.
جعنيني، نعيم حبيب(2004)، الفلسفة وتطبيقاتها التربوية. عمّان: دار وائل للنشر.
شنايدر، هربرت (1964)، تاريخ الفلسفة الأمريكية. ترجمة: محمد فتحي
الشنيطي، القاهرة: مصر.
علي، سعيد اسماعيل (1995)، فلسفات تربوية معاصرة. الكويت: عالم المعرفة.
كيتشام، رالف، ثورة الفكر الأمريكي 1750- 1820م، ترجمة: ثابت رزق الله،
القاهرة: النهضة المصرية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود ابراهيم شريعي يوسف
ترويحي جديد
ترويحي جديد



عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 04/01/2021

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه البرجماتيه   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء يناير 06, 2021 1:35 am

مقدمة نحو الفلسفة:
إن دراسة الفلسفة كشكل ظاهري مرتبط بحاجات المجتمع إنما يؤدي إلي تحقيق الأهداف العامة التي أرساها المجتمع الانساني، ويبقي المجتمع في حاجة إلي دراستها باستمرار وذلك بسبب الحراك الاجتماعي والتطور في الأفكار والإدراك نحو المستجدات الحديثة، فنظرة المجتمعات المتحضرة إلي الفلسفة يحركها تقدم وتطور الحياة بكافة مجالاتها الاجتماعية والسياسة، الاقتصادية ، الرياضية ، فالتغيير النوعي ف الإنسان ليس هو بالضرورة تغيير في النمط الظاهري فقط، إنما الأهم هو التغيير العقلي الذي يتمشي مع كل جديد وفق ترتيب وتنظيم لرد الفعل العقلي تجاه مستلزمات الواقع والحقائق المحيطة بالمجتمع الانساني، فالعرف السائد أن الإنسان هو الذي يقود كل الأشياء بحيث يطوعها نحو رغباته، ولكن هل هناك شئ ما يقوي علي أن يقود الإنسان إلي التفكير والي توجيه الأفعال بدءاً بالمواقف والظروف المحيطة في الحياة اليومية التي لا تنتهي حتي إقناع النفس بأنها سوف تواجه الفناء........ نعم هي الفلسفة التي تقود الإنسان إلي ذلك.
وفي سياق متصل نجد أن الفلسفة تشارك مشاركة الثقافة والتي يشار إليها بأنها هي تراث الإنسان من عادات ومعتقدات ، أما الفلسفة فهي تراث فكر الإنسان المرتب والمنظم المرتبط بحل قضايا الإنسان الادراكية وما يحيط به في عالمه من علاقات وثوابت ومتغيرات.
منذ نشأة الإنسان وهو يعيش علي الأرض في حياة متغيرات مختلفة مصحوبة تارة يقيم مقبولة في المجتمع وتارة أخري بأنماط من الأفعال الغير مقبولة، ويبقي الأنسان في حيرة من التساؤلات عن قيمة كل شئ يحيط به من أفعال وسلوك وعادات ومعتقدات وتقاليد ونظم، لذا فان أسئلة الإنسان كان لابد أن تتوجه إلي العقل وحكمة وجوده لقيادة حياة البشرية.
وإلي نظرة أخري حول المعني الداخلي للإنسان تجاه ربط الفلسفة بأفكار مشوشة مثيرة للجدل، وأفكار أخري تعظم الفلسفة أو الحكمة ، فهناك من يرفض التعامل مع الفلسفة وذلك بسبب الخوض في الوجودية وأسبابها والطبيعة وقدرتها علي البقاء والمحافظة علي الإنسان حيث يرون أن التفكير في هذه الأشياء درب من دروب المحرمات علي العقل أن يفكر وأن يحاول ف كيفية صنع الوجودية والطبيعة، وهناك اخرون يرون أن الله ميزنا بالعقل وإعماله وتدريبه علي اكتساب ما في الوجود من بدايات ونهايات وايات مختلفة وما يسكن الطبيعة وحراك الحياة التي لا تتوقف، لذا فانه طالما يبحث الإنسان في العلاقة بينه وبين الكون بشكل منظم تبقي الفلسفة في عقل المجتمعات باقية ما بقي الدهر والسبب أنها تشكل الحجر الاساسي في ظاهرة طرح الأسئلة مستندة علي بدايات رموز الأسئلة لماذا هذا – يكيف هذا – متي أقبل – لمن تكون، حيث أن طرح الأسئلة هي أساس كل فكر متقدم وأساس لكل قضية.
إن ثورة التعليم في العقود الأخيرة من القرن الماضي أدت بالإنسان إلي التفكير في استخدام أساليب البحث العلمي للوصول إلي الحقائق وعليه فقد ساد المجتمعات المتحضرة تخطيط علمي أدي إلي ثورة متفجرة من التكنولوجيا العلمية وغيرها، هذه التكنولوجيا التيي ركبت ظهر هذا القرن الذ نعيشه وأدت إلي تغيير في مفاهيم التفكير وإعمال العقل وتحليل الواقع وما بعد الواقع، والقفز السريع إلي أبعد ما يتصور عقل الإنسان من مشاهد غر متكررة في طبيعة المكتشفات العلمية، إذ لابد من وجود فلسفة حقيقة نابعة من صميم المجتمع المتحضر تبرز حقائق الإنسان ومدركاته حول وجوده وشخصيته، كذلك حول علاقاته مع المجتمع كأحد المساهمين ف بنائه.
لماذا ولدت الفلسفة من رحم الحقائق، إن الإجابة علي هذا السؤال مبنية علي أن تحليل النتائج المبنية علي الواقع الفعل ينبئ بتصميم النظريات والأسس والمبادئ التي تهتم بطبيعة الواقع، كما أن التعامل مع الحقائق يصل بالإنسان إلي فهم أصل وجوده البشري، هذا الفهم لا يتعارض مع الحقائق بل أن هذه الحقائق تمد العقل بعبارات أو معلومات معنوية أو مركبة ولكنها هي بنية من الأفكار المتماسكة المرتبة المنظمة، لذا نجد أن حكيم الزمان (الفيلسوف) هو الإنسان الذي يجتهد في فهم ما يحيط به من واقع ذو معني هذا الفهم يتصف بالترابط الفكري.
أولاً: مفهوم البراجماتية:
عرفها المعجم الفلسفي بأنها:
مذهب يرى أن معيار صدق الأداء والأفكار إنما هو في قيمة عواقبها عملا، وأن المعرفة أداة لحزمة مطالب الحياة وأن صدق قضية ما هو كونها مفيدة ، والبراجماتي بوجه عام: وصف لكل من يهدف إلى النجاح أو إلى منفعة خاصة. (المعجم الفلسفي، 1983، ص32).
أنا من حيث الاصطلاح: فقد مرت بثلاث مراحل، كل مرحلة تنتمي إلى فيلسوف من فلاسفة البراجماتية وهم (بيرس، جيمس، ديوي):
فقد عرفها بيرس : من دراسته للفيلسوف الألماني (كانت) -وهذا يعني أنا البراجماتية تأثرت إلى حد ما لا بروح الحياة الأمريكية وحدها، وإنما ببعض المؤثرات الأوروبية- حيث ميز (كانت) البراجماتي من العملي ، فالعملي ينطبق على القوانين الأخلاقية التي يعدها أولية (قبلية) في حين أن البراجماتي ينطبق على قواعد الفن وأسلوب التناول الذين يعتمدان الخبرة ويطبقان في مجال الخبرة. ( اليماني، 2004، ص 90)
وأن معيار الحقيقة هو العمل المنتج لا التأمل النظري (المعجم الفلسفي، 1983، ص 32).
أما وليم جيمس: فقد أعطى للبرجماتية طابع النفع، فقد استخدم على اصطلاح (القيمة الفورية) لما نصفه بأنه صادق، وكأن العبارات الصادقة مثل السلع المطروحة في السوق، قيمتها فيما يدفع فيها من ثمن لا في ذاتها.
أما جون ديوي: فقد عرف اتجاهه بما يسمى بـ ( الوسيلة) نسبة إلى (وسيلة) وأحياناً نسميها (الأداتية) نسبة إلى (أداة) وقد استطاع ديوي أن يرسي دعائم الفلسفة البرجماتية، ويحدد معالمها، وقد جعل الفلسفة البراجماتية منهجاً علميا تجريبيا محدداً. ( اليماني، 2004، ص 90)
ويضيف الحجيلي(2010، ص279) أن ديوي ينظر إلى المعرفة كأداة للعمل، ووسيلة للتجربة، فالفكرة أداة فعل لديه.
وتعرف البراجماتية بأنها: فلسفة تصور العصر العلمي الذي نعيش فيه اليوم بصفة عامة، وتصور الحياة العملية التي يعيشها الأمريكيون في مدينتهم الصناعية الحديثة بصفة خاصة. (الحجيلي،2010، ص 278).
والفلسفة البراجماتية لها عدة مسميات: فيطلق عليها أحياناً الفلسفة العلمية أو النفعية ، أو الإجرائية، أو الأدائية، الوسيلة أو الوظيفة أو التجريبية. (ناصر، 2004، ص332).
والبراجماتية Pragmatism مصطلح فلسفي يعني لغوياً ما هو عملي، كما يستخدم المفهوم – البراجماتية- ليصف كل النظريات أو الممارسات التي تؤكد على النتائج والغايات وما يعود منها من نفع، وذلك من خلال تجريبها وإعمالها في الواقع الحياتي.
ثانياً: نشأة البراجماتية:
يعتقد العديد من العاملين في حقل التربية أن الفلسفة البراجماتية فلسفة أمريكية وليدة القرن التاسع عشر إلا أن الحقيقة عكس ذلك فهي ليست أمريكية النشأة وليست وليدة القرن التاسع عشر ، بل قديمة قدم الفلسفة اليونانية ، تقود جذورها إلى الفكر الإغريقي. وتعزى جذورها إلى هرقليطس ، الذي ركز على فكرة التغيير المستمر، وقد تأثرت البراجماتية بالتراث التجريبي البريطاني، حيث تنتسب أصلا إلى الفلسفة الوضيعة المنطقية التي نشأت على يد كانت وامتدت إلى إنجلترا ومنها انتقلت إلى الولايات المتحدة.(السورطي، 2009، ص 591)
من هذا يتبين لنا أن الفلسفة البرجماتية قديمة حديثة ؛ قديمة لأن جذورها تعود إلى العصر الإغريقي، وحديثة لأنها ظهرت بحلتها الجديدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي كانت تطغى على الفكر الأمريكي، والتي جاءت إليه من أوروبا على وجه التحديد من ألمانيا، ثم انتقلت بعد ذلك إلى نفر من الأساتذة الجامعيين المختصين  في الدراسات الفلسفية في جامعة هارفارد، ونظرا لتغير الظروف الاجتماعية في المجتمع الأمريكي وتحول الناس من زراع في الريف إلى صناع في المدن والاهتمام باستغلال الموارد الطبيعية ، مما أعلى من شأن العمل واليد ، لم يعد التيار المثالي على قوته ومن ثم كان لابد أن يحدث رد فعل عكسي يرمي للأخذ بالمنهج العلمي وازداد إقبال الناس على الدراسة العلمية في حل مشكلاتهم، حيث شعر جماعة من خريجي (هارفارد) بضرورة التوجه نحو الفعل والمستقبل، فآمنوا بمنهج العلم التجريبي، واعتبروه منهجاً سليما في التفكير، وقالوا: أن الفلسفة لابد لها أن تقوم على أساس من العمل والخبرة والتجريب حتى تكون أداة فعالة لخدمة المجتمع البشري ومنهم : (تشارلز بيرس) و (وليام جيمس) . (اليماني، 2004، ص 89 – 90)
أي أن الفلسفة البراجماتية تعد من أكثر الفلسفات التي اقتربت – كفلسفة – من العلم، فبعد أن كانت الفلسفة وما تتطلبه من تفكير يعتمد على التأمل والتجريد ومعالجة القضايا الكبرى، ظهرت الفلسفة البراجماتية برؤيتها إلى ضرورة التوجه نحو الفعل أو العمل، والتفكير في القضايا الفلسفية في إطار علمي وبمنهج تجريبي، وأنه على الفلسفة كي تخرج مما وضعت نفسها فيه من الدوران في حلقة مفرغة، أن تأخذ بمقومات التفكير العلمي ومبادئه.
ثالثاً : أبرز الرواد للفلسفة البراجماتية.
تشارلز بيرس:
ولد تشارلز بيرس في عام 1839م وكان أول فيلسوف أمريكي يخرج على العالم بفكر جديد يبلور فيه الحياة العقلية كما تمثلت في القارة الجديدة وتوفي عام (1914م)، ويعتبر "بيرس هو الرائد الأول للبراجماتية، وذلك عندما نشر مقالة كتبها عام 1878، بعنوان (كيف نجعل أفكارنا واضحة، وأشار فيها إلى: أن عقائدنا إنما هي تحديد أي سلوك وأي فعل تصلح لإنتاجه، وإننا لكي نتأكد من وضوح أية فكرة، علينا أن ننظر في الآثار والنتائج العملية التي تحققها في الواقع، سواء كانت هذه النتائج مباشرة أو غير مباشرة، ويقول "بيرس" عن نفسه: إنه عندما كان يدرس المدارس الفلسفية كلها، ويتتبع طرائق الفكر عند أصحابها، لم يكن ينظر إليها من وجهة نظر الفيلسوف اللاهوتي، الذي يتناول مادته وكأنما هي معصومة من الخطأ، بل كان ينظر إليها من وجهة نظر الباحث العلمي في معمله، فيبحث عن الجديد الذي لم يُعرف بعد، ولقد أوجز " بيرس" فلسفته بقوله : (إن فلسفتي يمكن وصفها بأنها محاولة فيزيائي أن يصور بنية الكون تصويراً لا يتعدى ما تسمح به مناهج البحث العلمي، مستعيناً في ذلك بكل ما سبقني إليه السالفون، لكنني لن أصنع في هذا طرائق الميتافيزيقيين في الاستنباط الذي يقيمونه على فروض من عندهم، ويصلون به إلى براهين يصفونها بالصواب القطعي الذي لا يتعرض للتعديل على ضوء ما قد تكشف عنه البحوث العلمية فيما بعد، كلا، بل طريقتي هي طريقة العلم نفسها، وهي أن أقدم صورة للكون على سبيل الافتراض الذي ينتظر الإثبات على أساس ما قد يتكشف لنا من حقائق، ولذلك فأول ما يتميز بقابليته للصواب وللخطأ، وفق ما تقدمه المشاهدة لنا بعدئذ من الشواهد).
فمذهب "بيرس" البراجماتي هي نظرية في "المعنى" ولا شأن لها بعد ذلك، أصدق الكلام أم لم يصدق في الواقع، حيث أنها تنظر لجميع الأفكار بنفس المنظار، وأنه ليست هناك فكرة معصومة، وينبغي إخضاع الجميع للبحث العلمي، ومن خلال النتائج يتم الحكم بصحة تلك الفكرة من عدمها، مع ملاحظة ان النتائج قد لا تتم على يد نفس الفيلسوف وإنما قد تتم بعده بزمن. (الحجيلي، 2010، ص 281-285).
وليم جيمس:
ولد وليم جيمس في عام 1842م، شد رحاله إلى أوروبا وأكمل دراسته العليا في الطب، ثم عين في هارفارد على وظيفة مدرس لعلم وظائف الأعضاء، واستطاع أن يؤسس أول معمل لعلم النفس التجريبي في أمريكا مما أدى إلى بروزه كشخصية فذة غير عادية مما كان له الأثر الكبير والقوي على مجمل الفلسفة الغربية في القرن العشرين، حيث ألف عدة مؤلفات في الفلسفة والفكرة الرئيسية في فلسفة "وليم جيمس" هي نفسها الفكرة الرئيسية عند أنصار الفلسفة "البراجماتية" وفي الفكرة الخاصة بتحديد مفهوم "المعنى"، وهو أن ما يجعل للعبارة "معنى" كونها ذات نتائج عملية تترتب على تنفيذها، أما إذا كانت أمامك عبارة لا تدري كيف تحولها إلى تجربة حسية تحسها بحواسك، كانت تلك العبارة بغير " معنى" ، ومن زعم أنه يفهم لها "معنى" فهو مخدوع ، إلا أن "وليم جيمس" تفرد عن "البراجماتيين" جميعاً بنظرية أخرى يضيفها إلى نظرية "المعنى" هي نظرية " الصدق" أو " الحق" ، وفي ذلك يقول جيمس :" إني أسمي الفكرة صادقة فيما أبدأ بتحقيقها تجريبياً، فإذا انتهيت من التحقق وتأكدت من علاقة الفكرة أسميتها نافعة ، إن الصدق أعلى مراحل التحقق والفائدة أعلى مراحل الصدق. بمعنى أن صدق الفكرة يقاس بمدى ما تحققه من قيمة فورية منصرفة، وهو يقصد من ذلك التأكيد على الدور المؤثر الذي ينبغي أن تلعبه الأفكار والمعتقدات في حياتنا العلمية. (الحجيلي، 2010، ص 285-289) (المجيدل وآخرون، 2014، ص 120).
جون ديوي:
ولد جون ديوي عام 1859، وقد ولد ونشأ في أسرة زراعية ريفية في ولاية بأقصى الشمال الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، "وفي أثناء دراسته الجامعية، درس فلسفة " هيجيل" فتأثر بها، شأنه في ذلك شأن كل دارس للفلسفة، حيث كانت الموجة " الهيليجية" إذ ذاك قد طغت على كل ما عداها من موجات الفكر الفلسفي، سواء في القارة الأوروبية بما فيها " إنجلترا" أم القارة الأمريكية، وقد انتقل "جون ديوي" إلى "شيكاغو" في أوائل نضوجه الرجولي، فلحظ اختلافاَ كبيرا بين الحياة التي كان يعيشها في شرق الولايات المتحدة وبين ما يراه حاضراَ. فحصل على الدكتوراه في الفلسفة، تولى التدريس بجامعة (مينسوتا) و(ميتشغان)، ثم عين أستاذاً للفلسفة والتربية في جامعة "شيكاغو" سنة 1896م.
فقد رأى القوم في شيكاغو لا يؤمنون بالجلوس الهادئ على كراسي ثابتة القوائم، يدرسون "نظريات" لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يؤمنون بالعمل اليدوي وبالسعي الدؤوب الذي لا يفتر لحظة عن الإنتاج والخلق"، فأثر هذا في تفكيره وجعله يؤمن بأن مقياس الصواب هو النتائج، فما كانت نتيجته نجاحاً في حل المشكلات العملية فهو صواب. وأن كل شيء في حياة الإنسان قابل للتغيير إذا دعت الضرورة لذلك. بل لابد من تغيير قواعد الأخلاق إذا اقتضى الإصلاح هذا التغيير، وكذلك لابد أن تتغير أسس السياسة والاقتصاد والتربية وكل شيء قد يظن به الدوام والثبات في سبيل تغير الحياة تغيرا يجعلها أكثر ملائمة للعصر الجديد.
وقد برز في الحياة الاجتماعية والسياسية من خلال رحلاته المختلفة إلى الخارج لإلقاء المحاضرات، أما أهم الكتب التربوية التي ضمن فيها نظرياته وخبراته فهي: الطفل والمنهج، علم النفس والمنهج الفلسفي، المدرسة والمجتمع، الديموقراطية والفلسفة وغيرها من مئات المقالات والبحوث في حقل التربية وعلم النفس والأخلاق والمنطق والاجتماع.
ولقد كان "جون ديوي" ثالث ثلاثة أعلام ضخام حملوا الفلسفة البراجماتية على كواهلهم، وهم إن اتفقوا في أصول الفلسفة، إلا أنه كان لكل واحد منهم لون يميزه. واللون الذي يميز ديوي  هو محاولته استخدام منهج العلوم عند التفكير في القيم، فينبغي أن تكون الصورة المثلى لقيمة من القيم بمثابة فرض عملي يخضع للتجربة العملية، فإذا ثبت صدقه كان بها و إلا وجب أن نصوغه صياغة أخرى لتحقق للإنسان والإنسانية الحياة المبتغاة. وإن أهم موضوع تناوله ديوي هو الفكر وتحليله، فالأفكار ما طبيعتها؟ وما أصلها؟ وكيف تطورت؟.
ولقد انفرد ديوي دون غيره من البراجماتيين بالمذهب الوسائلي أو الذرائعي، وهو أن ليس هناك حقيقة قائمة بذاتها، بل أن كل حقيقة هي خطوة في طريق متسلسل طويل يؤدي إلى حل المشكلة في النهاية، وهذ الحل الأخير يستحيل أن يكون حقيقة قائمة بذاتها بل سرعان ما تكون خطون في حل مشكلة أخرى جديدة.
كما يرى أن الفكرة لا تسمى فكرة مالم تكن ذات علاقة وثيقة بموقف ماثل أمام صاحبها و أن تقدم له حلاً مقترحاً لهذا الموقف، فتكون الفكرة صائبة إذا طبقت فنفعت، ومالا تطبيق له فلا معنى له.(الحجيلي،2010، ص289-293).
الفلسفة البراجماتية (فلسفة الذرائع) Pragmatism
المذهب العملي (فلسفة الذرائع): فلسفة أمريكية تتخذ من النتائج العملية مقياساً لتحديد قيمة الفكرة الفلسفية وصدقها. فالمذهب العملي يركز علي التجربة كمفتاح للحياة ، فبدلاً من الإهتمام بالواقع هذه الفلسفة تهتم بالمعرفة وبسبب وجهة النظر تلك كانت تسمي في أول عهدها بالتجاربة، ولم يكن مصطلح البراجماتية أو المذهب العملي معروفاً حتي أواخر القرن الثامن عشر. وبمفهومها الحديث تسعي هذه الفلسفة بالأمريكية اليي ما يلي:
1 – تجربة الإنسان تغير مفهوم الحقيقة، صاحب المذهب العملي يؤمن بالتغيير، فهو لا يقبل أي أفكار أو قيم أو حقائق لا تتصف بالمرونة، فهو يؤمن أن تجارب الإنسان تسبب الأفكار والقم والحقائق، وتجعلها متحركة، البراجمات يقول: أن التجربة وحدها هي سبيل الحقيقة وهذا الذي لا يمكن إختباره ، لايمكن معرفته او اثباته.
2 – النجاح هو النتيجة الوحيدة لقيمة وصدق النظرية، المعرفة والتجربة تساعدان الإنسان لأن يكتشف ما هو صواب، ولكن الحقيقة يجب ان تكون مرنة. فحقيقة اليوم، ربما تكون خطأ الغد، صاحب المذهب العملي يؤمن بقوة بالطريقة العملية في حل المشكلات ، فهو يعتبرها أفضل الطرق للوصول إلي المعرفة. فالمعرفة ذاتها، يعتقد أنها مجرد خطوة في طريق المعرفة الأوسع للتجربة، يعتقد البراجماتي أن النظرية العاملة هي نظرية صحيحة التي لا تعمل خاطئة.
3 – الإنسان هو عضو متكامل مع باقي أعضاء المجتمع وافعالة تنعكس علي هذا المجتمع، يؤمن البراجمات بأن الإنسان والمجتمع ، يجب ان يعيشا في إنسجام وبالتالي، فإن أفعال أحدهما تؤثر مباشر علي الاخر هو يؤمن بالديمقراطة، وبالتالي فإن حاجات مجموعة يجب ان تتوافق مع حاجات كل فرد في المجموعة. بالنسبة لصاحب المذهب العملي، فإن القيم تعتبر مسألة فردية، وما هو صواب أو خطأ يعتمد علي حكم الفرد، وبيئته وظروفه ، مع أن نتيجة أي فعل يقوم به أي فرد تقاس بقيمته للمجتمع ككل.
كان Heraclitus من أوائل الفلاسفة اليونان الذن ألفوا في البراجماتية فقد ذكر أن العالم وقيمة وأفكاره في حالة تغير مستمر. ويقول Quintilian بأن التعلم هو نتاج التجربة ويقول Francis Bacon الفيلسوف الإنجليزي، بأن المجتمع والعلم، يجب ان يعملان سوياً من أجل المعرفة، ولا يستطيع أحدهما أن يعمل بكفاءة دون الاخر، كان Charliess peirece أول براجماتي أمريكي، قد كتب بأن ممارسة الحقيقة، هي المعيار الوحيد لقياسها. يقول William James بأن النظرية تكون جيدة ، إذا عملت وتكون سئة إذا لم تكن عملية.
كان John dewey هو أشهر البراجماتيين الأمريكيين لمدة عصور كانت البراجماتية تنسب إليه، بسبب تأثير فكره علي هذه الفلسفة. كانت نظرية Dewey أن كل شئ نعرفه يخضع للتغير . ويستحيل أن نعتبره ثابتاً. كان Dewey يعتبر أن الحياة عبارة عن تجربة مستمرة وغير منتهية، كان يشعر أن تعلم كيف تفكر هو أعظم أهداف الحياة كانت فلسفة Dwey (ديوي) هي الأكثر تأثراً في مجال التربية حيث كون تأثيرها أكبر علي الرياضة والتربية البدنية.
تعد الفلسفة الراجماتية (الزرائعة) إحدي الفلسفات الأوائل التي رفضت مبدأ الإزدواجية الميتافيزقية. تطورت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، حيث قال البراجماتيون أن خبرات الفرد البدنية ومن ثم الجسم موجودين أينما يبدأ الفرد في معرفة الحقيقة.
ويدعي البراجماتيون أيضا، أن البشر هم كيانات مجسدة. ويقصد بالبراجماتيون بالتجسيد أن العقل او الروح خاصين بالجسد يتكاملات معاً في كيان واحد طبقاً لرأي Thomas.
إن البراجماتية (الفلسفة العملية) تمثل أول موقف، يري أن الجسد له قيمة في ذاته (قيمة وجودية) وذلك بدلاً من كونه مجرد خادم للعقل. وتقترح فكرة أن كل المعارف تبني علي خبرة الفرد، تكاملاً بين العقل والجسد ويظهر هذا قيمة الجسد كمصدر للمعرفة.
نشأة الفلسفة الزرائعية (العملية) من الرغبة في عمل شيئين ، تحديد الإختلافات والفروق بين العديد من الفلسفات التي نشأت خلال 2500 عام الماضية، وتطوير طريقة عملية للتعامل مع الإنفجار الإجتماعي الناتج من التغيرات السريعة في المجتمع الأمريكي. ونتيجة لذلك يمكن أن تعرف الفلسفة العملية بانها إستجابة فلسفية للمتغيرات التي حدثت مؤخراً في القرن التاسع عشر. كما دونها الفييلسوف Philip Smith
كانت الفلسفات القديمة غير قادرة علي التعامل مع هذه القضية ونتيجة لذلك ، وجد الناس أنفسهم في فراغ ملئ بالعديد من الموضوعات والقضايا الهامة، فالموضوعات التي كانت تتسم باتجاهاً فكرياً عقلانيياً وعملياً. ونالت الحركة التقيمية في البداية ، تأييداً شعباً، لأنها يمكن أن تملا هذا الفراغ في كلا الأمرين. وهي تتناسب حقاً مع المشهد الأمريكي. نشأت وترعرعت في الولايات المتحدة، حيث لا يوجد لها اياً من عيوب النماذج الواردة من أوروبا ومنذ الوهلة الأولي، تم تصممها لإعادة دمج وتوحيد الثقافة الأمريكية. وبحلول القرن العشرين، تم تركييبها وتطويرها جيداً لتتماشي خصيصاً مع هذا الغرض.
لا يمكننا أبداً أن نغفل أهمية الفلسفة البراجماتية في الثقافة الأمريكية، أو ربما دون أي مبالغة ، فلسفة الثقافة الأمريكية. إن البراجماتية نشأت في نفس الوقت، وكانت نتاجاً للتأثيرات الفلسفية والديموغرافية dempgraphic والتكنولوجية السابق ذكرها.
يري أنصار البراجماتية، أن الخبرات تعتبر مفتاح البحث عن الحقيقة، وليست المثالية أو الواقعية، فالحقيقة الأسمي، يجب أن تختبر ويجب ألا تكون حقيقة مطلقة الظروف ، فالظروف تختلف من شخص لأخر بإستمرار ، ولذلك فالبراجماتية تتسم بالحيوية وأنها تتجدد بإستمرار.
نظر البراجماتيين في طريق البحث عن المعرفة إلي الحقيقة التي حدثت في موقف محدد. هذا الموقف إذا حدث، فهو حقيقي في هذه اللحظة، فالحقيقة هي وظيفة تنتج عن الوقت أو سياق الكلام الإجتماعي وتعتبر حقيقة جيدة إذا نجحت فالجديد في الفلسفة البراجماتية إذن، هي أنها استبدلت النظر إلي الماضي، النظر إلي المستقبل فبدلاً من أن تهتم بتحليل الأشياء والمعرفة، وردها إلي أصولها البسيطة التي جعلت إهتمامها منصرفاً إلي ربط معارفنا بعالم التجربة، لابد من حيث النشأة أو الأصل، بل من حيث النتائج التي تترتب علي هذه الفكرة أو تلك في عالم الواقع.
وأفضل ما في الفلسفة الراجماتية في برامجها هو تنمية وتطور الفعالية الإجتماعية لدي، الطلاب وذلك نسبة إل البراجماتي الأمريكي المشهور John Dewey (جون ديوي) 1966م الذي يري أن الطلاب في حاجة إل أخذ الفرصة ليكتسبوا خبرات حل المشكلات المجتمعية، وكذلك لصبحوا أعضاء أكثر فاعلة في المجتمع وذلك يتم من خلال مشاركتهم في حل المشكلات. وأيضاً من خلال تركيز القائمين بالعملية التعليمية.
فالمنهج أضاً كحجرة الدراسة، يجب أن يركز علي الطفل، إن مقابلة إحتياجات كل فرد هو الأكثر أهمية من المواد الدراسية ذاتها إنتشرت وإمتدت طريقة التفكير تلك عن طريق المنهج، كما وجدت في المدرسة اللاصفية.
كانت نظرة البارجماتية للتربية البدنية علي أنها تكامل بين الطفل ومجتمعه، أي نشاط له قيمة إجتماعية ، يكون مقبولاً، وأي تمرينات رياضية شكلية لا تمثل قيمة في المنهج البراجماتي.
يمثل المنهج والبرنامج في التربية البدلية جزءاً هاماً ف منهج المدرسة ككل. ومن النتائج علي ما يحتاجه الطلاب، وما جذب إنتباههم ويتناسب مع ميولهم، فالمناهج التي يكون الطالب فيها هو محورها الأساس، تساعده علي تطبيق نظريات وطرق جديدة وأيضاً تجربة مجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة ، كما يساعد العمل الجماعي تحت الضغط في تطوير المهارات الشخصية في حل المشكلات، في حين أن المشاركة في ممارسة الأنشطة الحركية أيضاً تزيد فرص إكتشاف الكثير من طرق حل المشكلات.
طبيعة الفلسفة البراجماتية (الذرائعية)
يؤكد المذهب الذرائعي، علي اهمية الخبرة كمفتاح للحياة، فهي فلسفة تؤكد مفهوم المعرفة Knowledge. ولكن هذا المذهب يمثل التطبيق. العملي للواقع. فقد أطلق غالباً اسم Experlemntalism أ التجريب في البحث العلمي.
وهي أيضاً نتاج أحد أقوي التقدمات العلمية علي مر العصور، الأعمال التطويرية للجينات الت قام بها Charles Drawin حيث لم تكن قيمة أعمال داروين بالنسبة للرياضة والتربية البدنية واضحة في البداية، ومع ذلك فإن تأثيره علي العقل الحديث مسجل في المجالات التاريخية والفلسفية بإختصار. غير داروين التفكير تماماً، بإعتباره أن المنظومات البيولوجية وخصوصاً أجسادنا هي إستجابت لبعض التغيرات في البيئية، ونتيجة لذلك يمكن تفسير أن الجسد البشري المتحرك بأنه إستجابة لبيئة متغيرة.
اصبحت إمكانية درسة الجسد البشري بإستخدام الفلسفة البراجماتية أمراً اكثر سهولة يمكننا تكوين معلومات عن كيفية أداء وظائف الجسد تحت الضغط الفسولوجي، القوي البدنية التي تشكل الجسد. وتتحكم في الحركات، وكذا إستخدام كافة الطرق العلمية الأخري لفهم الحركة البشرية.
لقد غدت هذه الفلسفة بمفهومها الحديث علي أنها الفلسفية الأمريكية الذي تزعمها المربي الأمريكي Charles S.Plerce وخلاصة هذا المذهب يؤكد فاعلية أية فكرة تحددها النتائج التي يحصل عليها من خلال تطبيق هذه الفكرة عملياً. فإذا كانت نتائج هذه الفكرة حسنة ، فالفكرة جيدة. فالحقيقة بالنسبة لمعتنق المذهب العملي تبحث في ما يستنفر عنه من تطبيقات في المواقف العملية. وأن التفكير المنطقي يعد أمراً ثانوياً بالنسبة لما يسفر عنه التطبيق من مواقف الحياة العملية.
ونحن عندما نلاحظ مدرساً او صاحب المذهب المثالي Idealism، يزعم ان النظرية Theory، تعمل لانها صحيحة، نجد أن المدرس العملي، يقول إن النظرية صحيحة لأنها تعمل، والفلسفة العملية تشجيع الفرد علي قبول أي شئ عملي، قدير ومرضي. لأن هذا المذهب طريقة إلي الحقيقة عن طريق العمل.
اما نظرة المذهب العملي تجاه التربية. فيعدها تنمية إمكانات الفرد، لكي يستطيع أن يتصرف في مواقف معينة، وهو بنفس الوقت يؤكد النشاط والفاعليات المدرسية ، ويعد Dewey أحد رواد حركة النشاط في التربية، تأثيره في التربية في الولايات المتحدة كبير، وخاصة في مجال التعليم ونظرياته.
لقد أكد Dewey ف فلسفته العملية الأمور التي تأثرت بها الكثر من المدارس التربوية في العالم وهذه الأمور هي :
أولاً: ضرورة إنتقال مركز العناة من المواد الدراسية إلي الطفل ونتيجة لهذا الإنتقال أصبحت أكثر المدارس متمركزة حول الطفل في تنمية صفاته البدنية والعقلية والحركية.
ثانياً: يجب أن ينتمي التعليم إلي حاجات وميول الطفل، أي أن جميع الفاعليات والنشاطات البدنية ، يجب أن تشبع رغبات وحاجات الأطفال النفسية والبدنية والإجتماعة.
ثالثاً: تأكيد مبادئ الديمقراطية أساساً في استقرار المدرسة ورفض مبدأ إخضاع الطفل للسلطة.
رابعاً: يجب أن ينبع النظام من الطفل، ولا يفرض عليه عن طريق القوة الخارجية.
خامساً: إن التمرينات والألعاب (التعليم) يمكن أن يتم عن طريق الممارسة أو عن طريق إكتساب الخبرة من خلال برنامج حر.
أهم الأفكار الأساسة للفلسفة البراجماتية
يمكن ان نوجز أهم الأفكار الأساسة للمذهب الزرائعي فيما يلي :
أولاً : التركيز علي الخبرة العملية في الوصول للحقيقة
ثانياً : النجاح هو المقياس الوحيد لقيمة وحقيقة النظرية
ثالثاً: الإنسان والمجتمع وضرورة الإنسجام بينها من خلال توافر الديمقراطية للفرد والمجتمع.
رابعاً: التربية من أجل فعالية المجتمع. وهدفها تعليم الطفل وتزويده بالمعلومات والمهارات التي تجعله قادراً علي أخذ دوره في المجتمع.
خامساً: التربة هي مركز الطفل ومحوره، فالطفل مهم بالنسبة لمدرس المذهب العملي، ولهذا فكل طفل يحب أن يعامل بطريقة مختلفة عن الاخرين.
سادساً: التركيز علي مسألة حل المشكلة في علم التعبير (حل المشاكل) Problem Solving
المذهب البراجماتي للرياضة والتربية البدنية :
يمكننا أن نوجز أهم الأفكار الأساسية التي تؤكد في مجال الرياضة والتربية البدنية من خلال ما يلي :
أولاً: الإيمان بتطوير وتنمية الفرد كلياً بما يشمل العقل والجسم والروح.
ثانياً: التربية هي السمة الإجتماعية الفاعلة
ثالثاً: أهمية الفروق الفردية وضرورة تميزها من المجموعة.
رابعاً: الأفضلية للفاعليات ذات الطابع الإجتماعي في الطبيعة
خامساً: المنهاج هو عبارة عن مجموعة للخبرات التي تقرر حسب حاجات ورغبات المتعلم.
سادساً: التشديد علي أهمية التقويم أكثر من قيمة الإختبارات
سابعاً: يؤكد المنهاج أهمية التقويم الذاتي
ثامناً: التعليم يتحقق من خلال طرق حل المشاكل للتلاميذ أنفسهم ، التي تعتبر مفيدة في عملية تنمية التفكير لديهم.
تاسعاً: تأكيد الفاعليات المتنوعة ، التي تعتبر ذات خبرة مفيدة وهامة للتلميذ.
عاشراً: الانسجام بين الإنسان والمجتمع












المراجع
مصطفي السايح محمد , محمد حسين عبدالمنعم , فلسفه التربية الرياضية . ط1 , 2007
كمال عبدالحميد اسماعيل , التطور الفلسفي للرياضة والتربية البدنية , دار الفكر العربي , 2013
مجمع اللغة العربية ،(1983)،المعجم الفلسفي، القاهرة.
الحجيلي، منصور عبدالعزيز،(2010)، البراجماتية عرض ونقد، السعودية:  مجلة الدراسات العقدية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود ابراهيم شريعي يوسف
ترويحي جديد
ترويحي جديد



عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 04/01/2021

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة التربية الرياضية من منظور تربوي    مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء يناير 06, 2021 1:43 am

الفلسفة التربوية للرياضة والتربية البدنية :
يعتبر أفلاطون أول من نادي بأثر الرياضة والتربية البدنية في تكوين الأخلاق الكريمة والسمات الحميدة ، إذ كان يعتقد أنها أهم وأقيم من الفوائد الجسمانية وكان التمرين في نظرة ليس غاية في ذاته بل وسيلة للكمال الخلقي والسمو الأدبي .
وأن المران البدني لا ينبغي أن يغالي فيه للحدود القصوي ولكن لا ضرر مطلقآ من أن الفرد في تدريبه الرياضي ، حتي يصل إلي الكمال المنشود .
تعد الرياضة والتربية البدنية النوع الهام والحيوي من أنواع التربية العامة ، وذلك لأنها تربية عن طريق الممارسة تهدف إلي التنمية الشاملة المتزنة .
ولقد أدرك مدرسو التربية الرياضية أن الطفل ينمو أجتماعيآ وأنفعاليآ من عام إلي عام مثلما ينمو بدنيآ وحركيآ ، فهو يكتسب قدرآ كبيرآ من السلوك الأجتماعي والمهارات التي تكفل له الأتصال بالناس بالإضافة إلي قدر من التحكو والإنضباط الذاتي .                                                                                      هذا النمو الشمولي هو أساس الفلسفة التربوية التي يجب أن يسود أي نظام تربوي ، لأن الأنسان كائن شمولي لا يمكن عزل جسده عن روحه كما لا يمكن عزل عقله عن بدنه وهو يواجه حياته علي هذا الأساس وذلك لو أنصب الأهتمام بتربية البدن فقط ، كرعاه الماشية فيخرج الشاب إلي المجتمع مفتونآ بعضلاته ، مأخوذآ بقوته ، مفتقدآ القيم والمبادئ و رجاحة العقل ، وإذا ما أنصب الأهتمام علي التنمية العقلية فقط دون البدن ، يخرج الشاب إلي المجتمع مزودآ بالمعارف والمفاهيم والقيم ، ولكنه مفتقد إلي اللياقة البدنية والصحة .    )2 : 54-59 (
كما اتجه المجتمع الحديث بدعواه و التأكيد عليها تجاه الاستفادة من الأنشطة المختلفة للتربية الرياضية كوسيلة لتحقيق أهداف التربية العامة ، فتربية الجسم و العقل و الروح أصبحت من الاتجاهات العصرية المقبولة لدى كافة الشعوب و مفكري التربية ، وعليه فقد قام العديد من الخبراء فى مجال التربية الرياضية بعمل دراسات علمية وطرح أفكار ورؤية  متجددة جديرة بالدراسة و البحث من أجل العمل على تقبل الأنشطة الرياضية ( البدنية والحركية ) كإطار للعمل التربوي أو كمجال حيوي لتحقيق أهداف التربية العامة .
أما تربية الفرد من الجانب البيولوجى فهى نوعا من التحكم فى الطبيعة و عوامل البيئة من أجل أداء أفضل للأفراد . ويرى زاروفسكى Zarowiski أن النمو بجميع مجالاته ( العقلية –  الحركية ...الخ ) هو قافلة التعبير عن ما هو موروث فى بيئة الطفل ، فالطفولة هي مجموع الوظائف المستمر للسلوك في اتجاه النضج ، ثم يمكن القول أن الطبيعة الموروثة للأفراد تعبر بشكل ايجابي فوق أنماط الطبيعة الملائمة التى تهيئه التربية .
وفى التربية نجد ان المحك الاساسى لعملية التنشئة والبناء التربوي تتجه نحو التلميذ حيث أنه هو محرر طاقة التربية البيولوجية التى يتم التعامل معها فى اتجاهات عديدة أو لأغراض متنوعة وتوجيه هذه الطاقات كما وكيفا يتوقف على مدى تفهمنا لطبيعة الصلة الوثيقة بين الطبيعة والتنشئة .

1- فلسفة النمو الكلى :
لقد أدرك القائمين بتدريس التربية الرياضية أن الطفل ينمو اجتماعيا ووجدانيا من سنة إلى سنة مثلما ينمو بدنيا وحركيا . فهو يكتسب قدرا كبيرا من السلوك الاجتماعي والمهارات التي تكفل له الاتصال بالناس بالإضافة إلى قدر من التحكم الذاتي .
هذا النمو الكلى هو أساس الفلسفة التربوية التي يجب أن تسود أى برنامج تربوي ، لأن الإنسان كائن كلى ( شمولي ) وهو يواجه حياته على هذا الأساس فلا يمكن عزل البدن عن الروح والعقل  لذا وجب الاهتمام بالتنمية الكلية الشاملة للأفراد حتى يصبح الفرد صحيا متكامل من جميع الجوانب التي تخدم حياته . ولعل هذا الجدل يلقى الضوء على قيمة وأهداف التربية الرياضية التي تهتم بالمجالات (البدنية – والصحية – والعقلية –والنفسية – والوجدانية– والحركية – والفكرية) .
2 - فلسفة القيم فى التربية الرياضية :
للتربية الرياضية طبيعة وبيئة خاصة بها تميزها وتميز برامجها عن أنشطة التربية العامة الأخري ، لذا فان القيم الناتجة عنها قلما تتوافر في غيرها من المقررات الدراسية الأخرى هذا بالإضافة إلى مجموعة القيم التربوية الأخرى التى تشارك المناهج فى تحقيقها .  أن الإدراك الخاطئ الذى تماس في فترة التطورات المشوشة حول مفاهيم وقيم التربية الرياضية الأصيلة بدأ يتلاشى مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرون ، وأصبحت التربية الرياضية تلعب دورا هاما فى تحسين اسلوب الحياة بشكل عام في المجتمع ،وذلك لأنها تتخلل حياتنا اليومية ، كما أنها عامل مساعد للفرد في إعداده للحياة حيث تجعل حياته صحية قوية كما تساعد الأفراد على التكيف مع المجتمع ،كما تعلم الأفراد التسامح و المحبة وتلعب دورا في حل بعض المشكلات الاجتماعية .
إن ميادين التربية الرياضية لم تهمل النواحي الذاتية فى الفرد ،بل وجدت طريقها إليها لتعمل على إعداده فرديا واجتماعيا في آن واحد ،فقسمت له ميادين الأنشطة الحركية إلى أنشطة فردية ينمى من خلالها الفرد قيم الإقدام والشجاعة والاعتماد على النفس وتحمل المسئولية . وأنشطة جماعية يتدرب خلالها على التخطيط التعاوني وتنفيذ الخطط معا فتقوى فيه روح التعاون والعمل من أجل النهوض بالمجتمع .
وبذلك يتبين لنا أن فلسفة القيم في التربية الرياضية تستهدف النمو الكلى (الشمولى ) عند الأفراد وتزيد من تفاعلهم مع المجتمع الذين يعيشون فيه كما تهذب ميولهم الأولية وتكسبهم قيم ومبادئ اجتماعية سامية .
من الصعب أن نحدد وظيفة التربية الرياضية أو نصفها وصفا معبرا شاملا . ذلك لأن الإنسان لا يتركب من جسم فحسب وهو لا يستطيع أن يقوم بنشاط حركي بدني دون أن يكون له علاقة بمقومات حياته و دون أن تتأثر الناحيتان العقلية و الوجدانية بها ، فالكيان اللجسمانى بأكملة يشترك فعليا في اى تمرين بدني والحركة أساس في نمو الشخصية و لذا كان من الواجب أن تعد مناهج شاملة معبرة تتضمن الحركات ذات الأهمية للفرد  و الواقع أن كل نشاط يقوم به الفرد هو في الحقيقة مزيج لعدة عناصر حيوية متداخلة بعضها فى البعض كما تتأثر بالبيئة أيضا .
وقد يتوافر لعنصر من عناصر سن البروز و السيطرة ولكن أن يعد الأصل والكل وعلى ذلك فالخبرة الرياضية ما هى إلا جسمانية ولكنها من حيث أهدافها ومعناها وعلاقتها عقلية ووجدانية واجتماعية وخلقية .
وتؤثر الخبرات البدنية في نمو الفرد وتطوره في خمس ميادين :
أ - في احتياجات الفرد البيولوجية .                                                                  
1- فالحركات كانت لازمة لبناء الانسان في حياته اليومية .                                      2- والحركة لها أهميتها في النمو العضوي والنمو الأجتماعي وبدون هذا النمو تعاق سائرالأجهزة الجسمانية كما يتعطل تقدم الأنسان في الحضارة .
3- يحتاج الأنسان إلي قوة جسمانية كحاجة إلي النمو العضلي.
4- والجهاز العضلي هو المسرح الحركي الرئيسي للقوة وهذا يعني أنه الوحيد الذي يغير من النشاط الحركي لأن أجهزة الجسم الأخري تشاركة النفع والفائدة .
فإذا انعدمت الحركة ضعف الجسم كله كوحدة ، من أجل ذلك قامت التربية الرياضية الحديثة بوضع مناهج شاملة تعدد فيها نواحي النشاط وفقآ لميول كل فرد وقدراته .
ب- في تطور الحياة :                                                                                    
جعلت المدينة الحديثة الإنسان في غير حاجة لكثير من مظاهر الحركة كما جعلت الضرورة الملحة للنمو العضلي في المرتبة الثانية إذا أصبح الإنسان في غير حاجة للعمل البدنى الذي هو أساس فى النمو العضوي والوظيفي . و إذا لم يعالج المجتمع هذة المشكلة فسوف يفقد الإنسان تدريجيا مرونة عضلاته وحساسيتها و قوتها و أثرها على الدورة الدموية وتخلص الجسم من الفضلات . اى سيؤدى ذلك إلى حياة الخمول والزهد إلى الشيخوخة المبكرة و المرض .
ومن هنا تظهر الوظيفة الرئيسية للتربية الرياضية المدرسية وهي خلق الميل للحركة و النشاط .
(ج) في التعبير عن الذات :
إن الحياة سلسلة متصلة من المشاعروالأحاسيس وما مظاهرها إلا وسائل للتعبير عن تلك الأحاسيس وتعد الرياضة وسائل الألعاب ونواحي النشاط الرياضي وسائل سامية المعنى يعبرها الناس في أعماق نفوسهم فالخبرة الرياضية مخرج للدوافع الطبيعية الكامنة و الغرائز الكامنة فى نفس الإنسان .
ويحقق اشتراك الفرد في بعض الوان النشاط ثلاثة مطالب نفسية :
1- فالعاب المنافسات تعتبر متنفسا للدوافع الغريزية القاتلة .
2 -تظهر القيم الخلقية فى فرص النشاط . كالحب و البغض كما تظهر الميول الطبيعية كالحرية و الإنشاء و الخلق .
3 - الإخلاد للراحة والتراخي بعد النشاط يتبع فى الفرد رغبه نفسية.

(د) في التقويم :
من الخير أن يمارس الشخص ناحية فنية أو رياضية ويبذل فيها جهده ثم يشعر بالرضا عن عمله لان تقديره لتلك الناحية يزداد ويبقى فى نفسه فترة طويلة وينبغي ألا يكون اتجاه التربية الرياضية قاصري على تقديم النتائج الخلابة العابرة للمباريات الاستعراضيات بل يجب أن تقدر المهارة فى اللاعب وهو في ساحة اللعب وزنها . وأن يكون لفهم اللاعب لطرق خصمه و أساليب تقديره فهذيه ولا ريب نواح تستحق التقدير كما تستحق أن تكون لها معايير - وهى لا تتولد إلا من الخبرات الرياضية .
والقدرة على التقويم له أهميته فى التربية الرياضية الحديثة حتى أصبح من واجبات المدرس أو القائد أن يبحث عن الأداء الدقيق للحركات ولا يرضي إلا بالسلوك الطيب . وأن يكون هو نفسة المثل الصالح لتلاميذه حتى يربى فى نفوسهم الذوق السليم و التربية الجمالية .
(ه) فى الخبرات التعليمية :
يتعلم الطفل الشئ الكثير عندما يتسلق شجرة لأول مرة ، وإذا قدرنا نشوة الفرح التي تغمر قلب الصبي إذا فاز في سباق التتابع أو كسب مبارة فى كرة الهوكي أو ما يكتسبه من مران وخبرة إذا فشل في إحدى هذه المباريات لأدركنا أن تلك هي الفرص التي يتعلم منها عن طريق نشاط وفاعلية بمعناها الكامل .
ويتدرب فيها محاولة الصواب والخطأ على أنواع السلوك . فالقدرة على الحركة وتسلق الأشجار ورمي الكرة هى فى الواقع قدرة الإنسان على عملية التعليم . ونحن نتعلم لأننا نستطيع الانتقال والتحرك من مكان إلى مكان والحركة هي الوسيلة فى كسب زالخبرة . والطفل يتربى عن طريق نشاط رياضي لان التربية الرياضية تعنى أولا وأخيرا بجو هو السلوك الانسانى ومظاهره وتحضر مجرد المهارة على اعتبار أنها غايات في حد ذاتها . ولكنها ترحب باستخدامها كوسائل فقط وتعنى التربية الرياضية فعلا بنمو الكائن الحي كوحدة متكاملة لا تتجزأ وتهتم برعايته حتى تتوافر له القدرة على تنظيم المجتمع الذى يعيش فيه وخلاصة القول ان الطفل فى لعبة يرتفع إلى مرتبة السيادة على نفسه والسيطرة على بيئته . (1 :244،243 )
أسس فلسفة التربية الرياضية :
علاقة فلسفة التربية الرياضية بفلسفة التربية العامة .
التربية ليست مجرد إعداد للحياة وإنما هي الحياة نفسها ومعايشتها وهنا تبرز معاني الخبرة في التربية ولا تتوقف عند سن معينة بل يبرز مفهوم التربية المستمرة من خلال تثقيف الفرد في حياته ،والتربية البدنية والرياضة تعد أسلوب للحياة وطريقة مناسبة للعيش من خلال خبرات الترويح البدني والمحافظة على الصحة وتنظيم الغذاء ومفهوم النشاط.
ويعد المدرس والمدرب متخصصا في مجال التربية الرياضية ناقلا للتراث الرياضي المتصل بالمجال والذي يتحدد بالأنشطة الرياضية الحركية وأشكالها الثقافية والاجتماعية كالتمرينات واللعب والمسابقات والرقص،وقد أخذت التربية الرياضية مكانة تربوية هامة للأطفال والشباب من خلال اللعب والألعاب التي تحكمها أنظمة وقوانين .
وينظر للتربية البدنية والرياضة كمجموعة من القيم والمهارات والمعلومات والاتجاهات التي يمكن إن يكسبها برنامج التربية الرياضية للأفراد لتوظيف ما تعلموه في تحسين نوعية الحياة ونحو المزيد من تكيف الإنسان مع بيئته ومجتمعه، وتنبثق الأسس التربوية من فلسفة المجتمع الذي يتمثل في القيم والمعتقدات والتقاليد، وكذلك جوانب التربية من الإطار الفلسفي لذلك المجتمع.
المعنـى اللغـوي:
لكلمة التربية أصول لغوية ثلاث:
الأصـل الأول: ربا يربو بمعنى زاد ونما.
الأصـل الثاني: ربى يربى على وزن خفي يخفى ومعناها نشأ وترعرع.
الأصـل الثالث: رب ّيرب ّبوزن مد ّ يمد بمعنى أصلحه وتولى أمره ،وساس وقام عليه ورعاه.
كما يضيف الرباعي “أي أن غذى الولد وجعله ينمو وربى الولد وجعله ينمو ، هذبه،فاصلها ”يربو“أي زاد ونما، وجعل أصلها رب الثلاثي، فلابد أن يجعل المصدر تربيا لا تربية يقال ”رب القوم يربيهم“ أي بمعنى ساسهم وكان  فوقهم، ورب النعمة , زادها، ورب الولد, رباه حتى أدرك صفوة القول أن التربية عند العرب تفيد السيادة والقيادة ، ويقولون عن الشيء الذي ينشئ الولد ويرعاه  ”المؤدب” والمهذب والمربى .
المعنى الاصطلاحي:
تعتبر التربية وسيلة المجتمع للمحافظة على بقائه واستمراره وثبات نظمه ومعاييره وقيمه الاجتماعية وتحقق التربية هذا الهدف بنقلها التراث الثقافي للجيل الجديد وبذلك يكون دور التربية هو تنمية السلوك الإنساني وتطويره وتغييره لكي يناسب كل ما هو سائد في مجتمع ما ،كما تعتبر التربية ظاهرة طبيعية في النوع البشري منذ وجود الإنسان على وجه الأرض وبمقتضاها يصبح الفرد وريثا لما حصلته الإنسانية والأجيال السابقة من حضارة ومدنية، وتتم هذه التربية لا شعوريا - التربية تلقائيا غير مقصودة –عن طريق المحاكاة بحكم وجود الفرد في المجتمع، وبذلك ،تنتقل الحضارة من جيل لآخر.
ويعرف فتنكس التربية: بأنها عملية مقصودة يتم من خلالها توجيه الأفراد للأفراد وليست المدرسة هي الأساس في التربية بل البيت والشارع ودور العبادة و يؤدي إلى إضافة أو تعديل في السلوك .
وفي رأي جارتان أن التربية : معناها واسع ولا تقتصرعلى ما نفعله من أجل أنفسنا وما يفعله الغير من أجلنا لتحقيق الغرض وقد تكون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،وهي "نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل بعد تعديله وتقنينه" وقد تكون عملية نقل التراث مقننة كما في الوضع المدرسي حيث تستلزم وضع خبرات التراث الثقافي في إطار تنظيمي كالمنهاج أو عملية غير مقننة عن طريق التلفاز أو الصديق أو الصحف.
ويوجد مفهوم آخر للتربية: إذ أنها مجموعة من العمليات التي توجه بشكل خاص اكتساب التعلم بهدف الإعداد للحياة.
ومن خلال المفاهيم السابقة يمكن القول بأن التربية لها عدة سمات أو خصائص :
- التربية عمل إنساني :التربية تقتصرعلى البشردون غيرهم .
- التربية عملية نشاط : هي عملية غير ملحوظة ونشطة ومستمرة بين الإنسان وبيئته.
- التربية عملية نمو : تساعد الإنسان على النمو وفق قدراته واستعداداته وظروف حياته بحيث يعود على نفسه ومجتمعة بالنفع والفائدة .
- التربية عن طريق الأفراد : تتم من خلال الأفراد لأنفسهم.
- قصديه: التربية عملية مقصودة هادفة موجهة يقوم بها المربون من خلال مواقف تربوية ويكون حصيلة التفاعل تغيرات في السلوك.
فوائد دراسة فلسفة التربية:
- الفهم : تعتمد التربية على فهم الأفراد للجوانب المكتسبة.
- إدراك العلاقات: التربية علاقات ترتبط بمظاهر الحياة.
- إزالة عوامل التناقص: عن طريق الخبرات التربوية وتحديد المفاهيم وانتقادها وإصلاحها.
- تزايد جديد للنمو التربوي : الفلاسفة ينتقدوا نظريات التربية مما يؤدي إلى نمو مفاهيم ومصطلحات جديدة
- إثارة الأسئلة : يجب أن تتعرض الأمور التربوية للسؤال والنقد والمقارنة لفحص الجوانب التربوية ومعالجتها بما يواكب تطور العصر.
مفهوم التربية الرياضية :
تتصف التربية البدنية والرياضة بمعنى واسعا وشامل يمكن أي شخص أن يحدد نوع النشاط الذي يمارسه في حياته، فأن تعريفها من وجهة نظر فردية قد لا تكفي، لذا يجب أن يكون تعريفها أكثر شمولية.
بيان معنى التربية البدنية لغة :
يتألف هذا المصطلح من مفردتين هما ( التربية ، والبدنية)
1- والتربية لغة مأخوذة من ( رببَ ) جاء في مختار الصحاح َ , و (ربَبه ُ)بمعنى رباه , و (مربي ) أيضا َّمن التربية , وجاء في القاموس المحيط ً, والتربيب ُ, التربية ُ, كالربت و الضرب السيد  على جنب الصبي  قليلا ّ لينام ً .
وجاء فيه ايضا  من باب (ربا), وربووت فى حجره ربوا وربوا ، وربيت رباء وربيا  نشات , وربيته تربية , غذوته ، كتربيته وعن خناقه , نفست .
فالظاهر أن الأصل في التربية هو التنشئة، وكذا يأتي بمعنى التنفيس عن النفس .
2- والبدنية مأخوذة من  ( بدن ) : و( بدن ) الإنسان جسده .
والبدن معروف أنه الجسد وارتباطه بالتربية يشكل مصطلح ( التربية البدنية ) والتي تعني : تنشئة الجسد والتنفيس عنه.

بيان معنى التربية البدنية إصطلاحا ً :
يتحدد الهدف الأساس ويتحقق معنى التربية البدنية بإنشاء الجسد وتنشئته بصورة ٍ سليمة ليتعدى اثر ذلك على النفس والعقل الإنساني .
وتعد الألعاب الرياضية هي الركن الأساسي للتربية البدنية وهذا ما يؤكده المختصين في مجال التربية البدنية الرياضية . ومن أمثلة ذلك :
يعبر السيد سابق عن التربية البدنية بـ ( الإعداد البدني ) ويعرفه بأنه : المحافظة على سلامة الجسد ، حتى يبقى الفرد قوي البنية بعيدا ً عن الأمراض والعلل ، قادرا ً على مواجهة الصعاب التي تعترضه ، وهو يعمل ويكدح ويكد ويكسب ولتحقيق ذلك لا بد من ممارسة الأنشطة الحركية الرياضية .
يقول د. عبد الرزاق الطائي : التربية البدنية والرياضية مصطلحان يتطابقان من حيث اشتراكهما في سلوك يستند إلى الحركة البدنية . حيث تنتمي التربية الرياضية والفعاليات الرياضية إلى جذع مشترك واحد هو الحركة الهادفة التي تربي الإنسان تربية بدنية شاملة ومتزنة في كافة النواحي البدنية والعقلية والنفسية والتربوية .
فمن حيث الهدف ومن حيث السلوك الحركي ، ترتبط الألعاب الرياضية بالتربية البدنية بصورة وثيقة لا انفصال عنها .
ويرى الباحث نبيل احمد أن الألعاب الرياضية ركن رئيس في العملية التربوية الجسدية والعقلية والاجتماعية .
من خلال ما سبق بيانه ، يتضح أن الألعاب الرياضية والتربية البدنية أمران متقاربان إذ تشكل الألعاب الرياضية غالبا ً الوسيلة المثلى عمليا ً لتحقيق التربية البدنية بصورة متكاملة سليمة إضافة إلى عوامل الخبرة والقيادة التربوية ونحوهما .
ويرتبط مفهوم الألعاب الرياضية كذلك بغيره من المفاهيم كمفهوم  ( اللهو ) الذي يدل على ترك ذكر أمر معين والإضراب عنه . أو الانشغال عن أمر بأمر آخر ، أو الغفلة عن أمر للانشغال بغيره ويأتي اللهو كذلك بمعنى اللعب ولا شك أن الألعاب الرياضية ذات مجال واسع لشغل الإنسان وإن لم يهذبها أو ينظم وقته وعمله تجاهها فقد تلهيه وتشغله عما ينفع من أمور دينه ودنياه .
وكذلك يرتبط مفهوم الألعاب الرياضية بمفهوم الترويح والذي يدور معناه حول التنفيس عن النفس، أي الترويح عنها . وهذا هدف رئيس لأغلب ممارسي الألعاب الرياضية .
مفهوم التربية البدنية و الرياضية:
مصطلح التربية البدنية هو ترجمة( Physical Education) وكلمة(Physical  )تعني البدن، وقد استخدمت للدلالة على المقومات الجسمية من تحمل وقوة, أما المصطلح Education)) تعني التربية أقترن هذا المفهوم بالجسم ليصبح التربية البدنية.
ظهرت حركات فلسفية واتجاهات تربوية حديثة لتصبح الصلة وثيقة بين التدريب البدني والتربية وتجمع بينهم ظاهرة حركة الإنسان أستخدم هذا المصطلح الجديد ليشير إلى عمليات التربية التي تتم عن طريق ممارسات وحركات وأنشطة بدنية .
ولقد لعبت الفلسفات التربوية الحديثة دورا رئيسا في تغيير جذري لمفهوم التربية البدنية  فلم تعد مجرد تدريب للبدن بل أصبحت تربية للفرد كوحدة متكاملة لتشمل العقل من تفكير وإدراك وتصور وتخيل وتهذيب للنفس من الانفعالات وتنمية الميول والدوافع والحاجات والاتجاهات والقيم الاجتماعية والتربوية وبدنية وهي من الأهداف الرئيسية لبرامج التربية الرياضية الحديثة.
إن ميدان التربية البدنية الرياضية يزخر بالعديد من التعاريف و المفاهيم و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على السواء ، و بذلك يمكن حصر تعريف التربية البدنية و الرياضية من خلال المفاهيم التالية :
تعرف ”ويست بوتشر 1990 wuest&bucher التربية البدنية بأنها : هي العملية التربوية التي تهدف الى تحسين الأداء الإنساني من خلال وسيلة الأنشطة البدنية المختارة لتحقيق ذلك .
وقد تناول كل من ”ويست بوتشر “هذا التعريف بالتحليل مشيرا الى أن التربية  البدنية و الرياضية تشمل على اكتساب وصقل المهارات الحركية ، و تطوير اللياقة البدنية و المحافظة عليها من أجل أفضل مستوى صحي ، ومن خلال اثأر طيبة و اكتساب المعارف و تنمية الاتجاهات الايجابية نحو النشاط البدني .
كما وضع ”هيذر نجتون “ عنصرين كمركز لاهتمام التربية البدنية .أولها نشاط العضلات الكبيرة ، و الفوائد التي قد تنجم عن هذا النشاط ، و ثانيهما المساهمة في صحة و نمو الطفل حتى يستفيد لأقصى قدر مستطاع من عملية التربية دون أن يكون هناك عائق لنموه .
و ذكرت ”ولمبكين “أن البعض يرى أن التربية البدنية و الرياضية ، هي مرادف  للتعبيرات مثل التمرينات ، الألعاب ، المسابقات الرياضية ، و بعد تعريف لكل من هذه التعبيرات ، أوضحت أن تضمين هذه المكونات في برامج التربية البدنية يعتمد على كون هذه البرامج منظمة أو عفوية ، تنافسية ، أو اختيارية ، داخل نطاق المجال الوظيفي أو خارجة ، وغير ذلك من متغيرات ، و لذلك فهي تفسر صعوبة وضع تعريف مانع جامع للتربية البدنية و الرياضية ، و لكنها أبت إلا أن تدلى برأيها في صياغة تعريف على النحو التالي ”التربية البدنية هي العملية التي  : يكتسب الفرد من خلالها أفضل المهارات البدنية ، العقلية الاجتماعية ، و اللياقة من خلال النشاط البدني .
و يعرف ”شارل كويل ” : “التربية البدنية هي العملية الاجتماعية لتعبير سلوكيات  الكائن البشري الناشئ أساسا عن استثارة اللعب من خلال أنشطة العضلات الكبيرة  و ما يرتبط بها من نشاط “.
ومن تشكسلوفاكيا (السابقة) يبرز تعريف ”كوبسكيكوزليك“:”التربية البدنية جزء من التربية العامة ، هدفها تكوين المواطن بدنيا و عقليا و انفعاليا و اجتماعيا  ”. بواسطة عدة ألوان من النشاط البدني المختار لتحقيق الهدف .
ومن فرنسا وضع ”روبرت بوبان“تعريفا للتربية البدنية : تلك الأنشطة البدنية  ” المختارة لتحقيق حاجات الفرد من الجوانب البدنية و العقلية و النفس حركية بهدف تحقيق النمو المتكامل للفرد .
ومن بريطانيا ذكر ”بيتر ارنولد“ تعريفا للتربية البدنية : ذلك الجزء المتكامل من العملية التربوية التي تثري و توافق الجوانب البدنية و العقلية ، الاجتماعية ، الوجدانية لشخصية الفرد بشكل رئيسي عبر النشاط البدني المباشر
وأيضا يعرف كوزيك " التربية البدنية والرياضة جزء من التربية العامة هدفها ً إعداد مواطن بدنيا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا بواسطة عدة أنواع من الأنشطة البدنية المختارة لتحقيق الهدف.
مما دفع رواد التربية الرياضية في الوطن العربي لاستحداث مصطلح التربية الرياضية بدلا من التربية البدنية رغبة منهم للقضاء على المفهوم البدني الضيق الذي اقترن بالرياضة، للتأكيد منهم على المفهوم التربوي الذي يركز على تنمية الفرد كوحدة متكاملة .
إن التربية الرياضية الحديثة جزء هام في العملية التربوية العامة لتربية إنسان من الناحية البدنية والعقلية والاجتماعية والنفسية عن طريق ممارسة الرياضة على أسس علمية صحيحة.
وتعتبر التربية الرياضية جزء أساسي في العملية التربوية الكلية ، فهي حقل معرفي يسعى إلى تحقيق هدفه وهو تطوير الأداء الإنساني من خلال النشاطات البدنية المختارة ، ولا بد من التفريق في هذا المجال بين عدة مفاهيم متعلقة بالتربية الرياضية .
أما في ما يخص معنى الرياضة اصطلاحا ، فزيادة عما ذكرناه يقول الدكتور مارتن دور نهوف : نستطيع تعريف الرياضة باعتبارها جزء أساسي من الثقافة البدنية و عامل لأكبر ديناميكية ، و الذي لا يتحقق إلا بفضل النشاط البدني   الرياضي المنظم و ذلك بارتباطه مع نشاط الروح ، وهذه الأنشطة النفسو رياضية تحقق من خلال مختلف أهداف الثقافة البدنية .
- أربعة أصناف أساسية للرياضة :
1- من أجل الصحة .
2- من اجل القدرات البدنية و الوصول الى أعلى مستوى .
3- من أجل الحصول على السرور و البهجة و المتعة في الحياة (كهواية) .
4- من أجل التفاعل الاجتماعي .
و باستعراض مجموعة التعريفات السابقة للتربية البدنية نجد انه يمكن استخراج العناصر المشتركة لمفهوم التربية البدنية و الرياضية و هي :
* أن الأنشطة الرياضية هي إحدى العمليات التربوية التي تهدف إلى تحسين السلوك الإنساني .
* أنها أهم العمليات التربوية التي يكسب من خلالها الفرد ، المهارات البدنية ، و العقلية و الاجتماعية و الأخلاقية .
* أن الحصائل و المكتسبات السلوكية الناتجة عن برامج النشاط البدني لا تثري و تنمي الجانب البدني فقط ، بل جميع الجوانب الأساسية للشخصية الإنسانية .
* أنها أهم عنصر لاستثارة اللعب و تفريغ الطاقات الكامنة لدى الإنسان و تحقيق التوافق النفسي .
* أنها أهم المجال لتحقيق التفوق الدراسي و التحصيل الأكاديمي من خلال إثارة دوافع التعلم لدى الإنسان .
الرياضــة :
الرياضة أحد الأشكال الراقية للظاهرة الحركية لدى الإنسان ، و هي طور متقدم من الألعاب و بالتالي من اللعب ، و هي الأكثر تنظيما ، والأرفع مهارة ، وكلمة رياضة في اللغة الانجليزية تعنى sport ، معناها التحويل و التغيير ، و لقد حملت معناها و مضمونها من الناس عندما يحولون مشاغلهم و اهتماماتهم بالعمل على التسلية و الترويح من خلال الرياضة .
و يشير”لوشن و سيج“الى أن الرياضة يمكن أن تعرف بأنها : ”نشاط مفعم  باللعب ، تنافسي ، داخلي و خارجي المردود والعائد ، يتضمن أفرادا أو فرقا تشترك في مسابقة ،وتقرر النتائج في ضوء التفوق في المهارة البدنية ، والخطط النشاط البدني :
يقول الدكتور”أنورأمين الخولي”، في تعريفه للنشاط البدني ما يلي :  “النشاط  البدني بمفهومه العريض هو تعبير عام فضفاض ، يتسع ليشمل كل ألوان النشاط البدني التي يقوم بها الإنسان و التي يستخدم فيها بدنه بشكل عام ، و هو مفهوم أنتروبولوجي أكثر منه إجتماعيا ، لان النشاط البدني جزء مكمل ، ومظهر رئيسي لمختلف الجوانب الثقافية لبني الإنسان فهو تغلغل في كل المظاهر و الأنشطة الحياتية اليومية الاجتماعية إن لم يكن هو الحياة الاجتماعية نفسها ، بدءا بالواجبات ذات الطبيعة البيولوجية مرورا بمجالات التربية و العمل و الإنتاج و الدفاع و الاتصال و الخدمات كالترويج و أوقات الفراغ أو التقليد و المظاهر الاحتفالية .
كما ”عرفه قاسم حسن بأنه : من : ميدان من ميادين التربية عموما و التربية البدنية   خصوصا و يعد عنصرا فعالا في إعداد الفرد من خلال تزويده بخبرات و مهارات حركية تؤدي إلى توجيه نموه البدني و النفسي و الاجتماعي و الخلقي للوجهة الايجابية لخدمة الفرد نفسه و من خلاله خدمة المجتمع .
التدريب البدنــــــي:
هو أحد واجبات التربية البدنية و الموجهة للواجبات العلمية  تكوين الخبرات الحركية و يعني الأعداد الكامل للبدن و النفس صوب تحقيق أفضل النتائج ،وهناك عدة تعاريف يمكن حصرها في النقاط التالية :
التدريب البدني : هوعملية تربوية لأنه عبارة عن وحدة من وحدات التعليم و التربية العامة .
التدريب البدني : هو عملية منظمة للناشئين و المستويات الرياضية العليا .
التدريب البدني : هو عملية مستمرة و بالتالي فهي لا تقتصر على فترة محددة بل تستمر لسنين .
اللياقة البدنية :
هو مفهوم أصبح مألوفا إلى حد كبير في ظل تنامي المعالجات الإعلامية بمختلف و سائلها و أدواتها للرياضة في العصر الحديث ، و يمكن تعريف اللياقة البدنية بأنها حالة نسبية من الإعداد البدني تمكن الفرد من التكيف مع الواجبات البدنية المطلوب أداؤها بكفاية ، دون تعب لا داعي له ، مع بقاء فائض من الطاقة البدنية ليستخدمها الفرد وقت الفراغ .
ويقول الدكتور”أسامة كامل“ في تعريفه للياقة البدنية مايلي : يستخدم مصطلح اللياقة البدنية عادة للدلالة على الحالة الصحية والسعة الوظيفية للطفل في أداء عمل معين ، و تشمل مكوناته : القوة العضلية ، و الجلد العضلي و الجلد الدوري التنفسي و المرونة .
اللعب و الألعاب الرياضية :
الألعاب أحد أشكال الظاهرة الحركية أو النشاط البدني ، وهي تحتل مكانا متوسطا بين كل من اللعب و الرياضة ، ذلك لأنها أكثر تنظيما من الرياضة ، كما أن الألعاب تتطلب قدرا من المهارة الحركية في مقابل الرياضة التي تتطلب قدرا من المهارة الحركية في مقابل الرياضة التي تتطلب أعلى حد من المهارة الحركية ، و الألعاب شكل متطور من اللعب ، ذلك لأنه عندما يتصف اللعب ببعض الخصائص و السمات يصبح ألعابا ، و التي يمكن تحديد أهم خصائصها على النحو التالي :
- قابليتها للتكرار (يمكن إعادة نفس النشاط أكثر من مرة)
- تنتهي بنتيجة محددة (هزيمة أو نصر)
- تتسم ببعض التنظيم (كتقسيم اللاعبين لفريقين)
- التربية الرياضية : جزء من التربية العامة التي تهتم بالمجموعات العضلية الكبيرة بهدف إيصال الممارسين لها إلى أعلى المستويات المهارية والبدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
وفي تعريف آخر هي منظومة الأنشطة البدنية التي تهدف إلى الارتفاع بمستوى المهارات البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية للأفراد والمجتمع كجزء من التربية العامة والشاملة للشخصية البشرية .
- الرياضة :  نشاط بدني تتوافر فيه صفة اللعب وتتضمن تنافسا مع الذات أو الغير ً
- النشاط الحركي : أي حركة يقوم بها الشخص في حياته اليومية كالمشي، حمل الأشياء، صعود الدرج، الأعمال المنزلية.
- اللياقة البدنية : مدى كفاءة البدن في مواجهة متطلبات الحياة أو قدرة الجهاز التنفسي والدورة الدموية على إستعادة حالتهم الطبيعية بعد أداء عمل بدني .
- الترويح : هي مجموعة الأنشطة البدنية التي يشترك بها الأفراد بأوقات حرة بعيدا عن الواجبات بهدف قضاء أوقاتهم في نشاطات بناءة وهادفة تتناسب مع ميولهم ورغباتهم لإدخال البهجة والسرور إلى النفس .
- اللعب: نشاط بدني أو ذهني حر وموجه يؤدى فرديا أو جماعيا من أجل تحقيق المتعة والسعادة .
- الصحة : حالة السلامة والتكامل والكفاية البدنية والعقلية (النفسية) والاجتماعية وليست مجرد فقط الخلو من الأمراض أو العجز.  :ً مراحل تطور مفهوم التربية البدنية حديثا
1- مرحلة التدريب البدني:
- ركزت على النواحي الصحية والمقاييس الجسمية واللياقة البدنية والنمو البدني.
- ركزت على جانب فقط هو الناحية البدنية .
2- مرحلة التربية البدنية:
منذ أكثر من مئة عام تغير مفهوم التدريب البدني إلى تربية بدنية، إن هذا المسمى ليس للبدن وإنما للتربية واستكمال العملية التربوية والمساهمة في حياة الفرد البيئي والثقافي.
3- مرحلة الاستفادة من التقدم التربوي:
- مفهوم التربية البدنية ظهر في القرن التاسع عشر، حينها بدأت تتحسن طرق وأساليب التدريس والأهداف والبرامج التربوية في مجال التربية البدنية.
- تغيرت البرامج والتمرينات من طابعها العسكري.
- أصبحت البرامج تهتم بالجوانب الترويحية للإنسان.
-  الاهتمام بالمنهج التربوي وأثره في وجود لإنسان ( السلوكية والانفعالية والمعرفية والاجتماعية).
- دخلت المسابقات الرياضية مكانا بارزا ً في المنهج ًالتربوي .
- ظهرت مرحلة التقدم في الاختبارات والمقاييس التربوية.
4- مرحلة توظيف سيكولوجية التعلم.
- ظهرت مرحلة الاهتمام بالسيكولوجية بعد الحرب العالمية الثانية فتم بناء الاختبارات النفسية والمعرفية والبدنية لتوجيه الجنود نحو الأسلحة المناسبة.
- وظفوا هذه الجوانب في العملية التربوية والتربية البدنية. - سيطرت تنمية الأداء المهاري على البرامج.
5- مرحلة النزعة المعرفية:
-الاهتمام بالمنهج البحثي وتأكيد هوية التربية البدنية كنظام ومهنة ظهر فيها الجانب المعرفي والمعلومات .
- زاد الاهتمام بالاختبارات المعرفية في مجال التربية البدنية.
- ساهمت المدارس الفلسفية في تطوير أهداف و قيم التربية البدنية، إذ شجعت تعرف الفرد على مكونات جسمه وعلاقته بالبيئة المحيطة به ِ.
الخلاصة يمكن تعريف التربية البدنية والرياضة على النحو الآتي :
مجموعة من أساليب وطرق ونظريات ومبادئ وقيم تستهدف الفرد لبناء شخصيته واتزانها حركيا وانفعاليا ً واجتماعيا ً.ً
أو الوسيط البدني الذي يهدف الى تطوير الفرد بدنيا وانفعاليا واجتماعيا للإعداد  للحياة .(3)
قائمة المراجع
المراجع العربية :
1-  كمال عبد الحميد أسماعيل  (2014م) : التطورالفلسفي للرياضة والتربية البدنية .
2-  مصطفي السايح محمد ، محمد حسين عبدالمنعم (2007م) : فلسفة التربية الرياضية ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ، الأسكندرية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود ابراهيم شريعي يوسف
ترويحي جديد
ترويحي جديد



عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 04/01/2021

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفردات مقرر المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالإثنين يناير 11, 2021 8:02 am

محمود ابراهيم شريعي يوسف كتب:
مقدمة نحو الفلسفة:
إن دراسة الفلسفة كشكل ظاهري مرتبط بحاجات المجتمع إنما يؤدي إلي تحقيق الأهداف العامة التي أرساها المجتمع الانساني، ويبقي المجتمع في حاجة إلي دراستها باستمرار وذلك بسبب الحراك الاجتماعي والتطور في الأفكار والإدراك نحو المستجدات الحديثة، فنظرة المجتمعات المتحضرة إلي الفلسفة يحركها تقدم وتطور الحياة بكافة مجالاتها الاجتماعية والسياسة، الاقتصادية ، الرياضية ، فالتغيير النوعي ف الإنسان ليس هو بالضرورة تغيير في النمط الظاهري فقط، إنما الأهم هو التغيير العقلي الذي يتمشي مع كل جديد وفق ترتيب وتنظيم لرد الفعل العقلي تجاه مستلزمات الواقع والحقائق المحيطة بالمجتمع الانساني، فالعرف السائد أن الإنسان هو الذي يقود كل الأشياء بحيث يطوعها نحو رغباته، ولكن هل هناك شئ ما يقوي علي أن يقود الإنسان إلي التفكير والي توجيه الأفعال بدءاً بالمواقف والظروف المحيطة في الحياة اليومية التي لا تنتهي حتي إقناع النفس بأنها سوف تواجه الفناء........ نعم هي الفلسفة التي تقود الإنسان إلي ذلك.
وفي سياق متصل نجد أن الفلسفة تشارك مشاركة الثقافة والتي يشار إليها بأنها هي تراث الإنسان من عادات ومعتقدات ، أما الفلسفة فهي تراث فكر الإنسان المرتب والمنظم المرتبط بحل قضايا الإنسان الادراكية وما يحيط به في عالمه من علاقات وثوابت ومتغيرات.
منذ نشأة الإنسان وهو يعيش علي الأرض في حياة متغيرات مختلفة مصحوبة تارة يقيم مقبولة في المجتمع وتارة أخري بأنماط من الأفعال الغير مقبولة، ويبقي الأنسان في حيرة من التساؤلات عن قيمة كل شئ يحيط به من أفعال وسلوك وعادات ومعتقدات وتقاليد ونظم، لذا فان أسئلة الإنسان كان لابد أن تتوجه إلي العقل وحكمة وجوده لقيادة حياة البشرية.
وإلي نظرة أخري حول المعني الداخلي للإنسان تجاه ربط الفلسفة بأفكار مشوشة مثيرة للجدل، وأفكار أخري تعظم الفلسفة أو الحكمة ، فهناك من يرفض التعامل مع الفلسفة وذلك بسبب الخوض في الوجودية وأسبابها والطبيعة وقدرتها علي البقاء والمحافظة علي الإنسان حيث يرون أن التفكير في هذه الأشياء درب من دروب المحرمات علي العقل أن يفكر وأن يحاول ف كيفية صنع الوجودية والطبيعة، وهناك اخرون يرون أن الله ميزنا بالعقل وإعماله وتدريبه علي اكتساب ما في الوجود من بدايات ونهايات وايات مختلفة وما يسكن الطبيعة وحراك الحياة التي لا تتوقف، لذا فانه طالما يبحث الإنسان في العلاقة بينه وبين الكون بشكل منظم تبقي الفلسفة في عقل المجتمعات باقية ما بقي الدهر والسبب أنها تشكل الحجر الاساسي في ظاهرة طرح الأسئلة مستندة علي بدايات رموز الأسئلة لماذا هذا – يكيف هذا – متي أقبل – لمن تكون، حيث أن طرح الأسئلة هي أساس كل فكر متقدم وأساس لكل قضية.
إن ثورة التعليم في العقود الأخيرة من القرن الماضي أدت بالإنسان إلي التفكير في استخدام أساليب البحث العلمي للوصول إلي الحقائق وعليه فقد ساد المجتمعات المتحضرة تخطيط علمي أدي إلي ثورة متفجرة من التكنولوجيا العلمية وغيرها، هذه التكنولوجيا التيي ركبت ظهر هذا القرن الذ نعيشه وأدت إلي تغيير في مفاهيم التفكير وإعمال العقل وتحليل الواقع وما بعد الواقع، والقفز السريع إلي أبعد ما يتصور عقل الإنسان من مشاهد غر متكررة في طبيعة المكتشفات العلمية، إذ لابد من وجود فلسفة حقيقة نابعة من صميم المجتمع المتحضر تبرز حقائق الإنسان ومدركاته حول وجوده وشخصيته، كذلك حول علاقاته مع المجتمع كأحد المساهمين ف بنائه.
لماذا ولدت الفلسفة من رحم الحقائق، إن الإجابة علي هذا السؤال مبنية علي أن تحليل النتائج المبنية علي الواقع الفعل ينبئ بتصميم النظريات والأسس والمبادئ التي تهتم بطبيعة الواقع، كما أن التعامل مع الحقائق يصل بالإنسان إلي فهم أصل وجوده البشري، هذا الفهم لا يتعارض مع الحقائق بل أن هذه الحقائق تمد العقل بعبارات أو معلومات معنوية أو مركبة ولكنها هي بنية من الأفكار المتماسكة المرتبة المنظمة، لذا نجد أن حكيم الزمان (الفيلسوف) هو الإنسان الذي يجتهد في فهم ما يحيط به من واقع ذو معني هذا الفهم يتصف بالترابط الفكري.
أولاً: مفهوم البراجماتية:
عرفها المعجم الفلسفي بأنها:
مذهب يرى أن معيار صدق الأداء والأفكار إنما هو في قيمة عواقبها عملا، وأن المعرفة أداة لحزمة مطالب الحياة وأن صدق قضية ما هو كونها مفيدة ، والبراجماتي بوجه عام: وصف لكل من يهدف إلى النجاح أو إلى منفعة خاصة. (المعجم الفلسفي، 1983، ص32).
أنا من حيث الاصطلاح: فقد مرت بثلاث مراحل، كل مرحلة تنتمي إلى فيلسوف من فلاسفة البراجماتية وهم (بيرس، جيمس، ديوي):
فقد عرفها بيرس : من دراسته للفيلسوف الألماني (كانت) -وهذا يعني أنا البراجماتية تأثرت إلى حد ما لا بروح الحياة الأمريكية وحدها، وإنما ببعض المؤثرات الأوروبية- حيث ميز (كانت) البراجماتي من العملي ، فالعملي ينطبق على القوانين الأخلاقية التي يعدها أولية (قبلية) في حين أن البراجماتي ينطبق على قواعد الفن وأسلوب التناول الذين يعتمدان الخبرة ويطبقان في مجال الخبرة. ( اليماني، 2004، ص 90)
وأن معيار الحقيقة هو العمل المنتج لا التأمل النظري (المعجم الفلسفي، 1983، ص 32).
أما وليم جيمس: فقد أعطى للبرجماتية طابع النفع، فقد استخدم على اصطلاح (القيمة الفورية) لما نصفه بأنه صادق، وكأن العبارات الصادقة مثل السلع المطروحة في السوق، قيمتها فيما يدفع فيها من ثمن لا في ذاتها.
أما جون ديوي: فقد عرف اتجاهه بما يسمى بـ ( الوسيلة) نسبة إلى (وسيلة) وأحياناً نسميها (الأداتية) نسبة إلى (أداة) وقد استطاع ديوي أن يرسي دعائم الفلسفة البرجماتية، ويحدد معالمها، وقد جعل الفلسفة البراجماتية منهجاً علميا تجريبيا محدداً. ( اليماني، 2004، ص 90)
ويضيف الحجيلي(2010، ص279) أن ديوي ينظر إلى المعرفة كأداة للعمل، ووسيلة للتجربة، فالفكرة أداة فعل لديه.
وتعرف البراجماتية بأنها: فلسفة تصور العصر العلمي الذي نعيش فيه اليوم بصفة عامة، وتصور الحياة العملية التي يعيشها الأمريكيون في مدينتهم الصناعية الحديثة بصفة خاصة. (الحجيلي،2010، ص 278).
والفلسفة البراجماتية لها عدة مسميات: فيطلق عليها أحياناً الفلسفة العلمية أو النفعية ، أو الإجرائية، أو الأدائية، الوسيلة أو الوظيفة أو التجريبية. (ناصر، 2004، ص332).
والبراجماتية Pragmatism مصطلح فلسفي يعني لغوياً ما هو عملي، كما يستخدم المفهوم – البراجماتية- ليصف كل النظريات أو الممارسات التي تؤكد على النتائج والغايات وما يعود منها من نفع، وذلك من خلال تجريبها وإعمالها في الواقع الحياتي.
ثانياً: نشأة البراجماتية:
يعتقد العديد من العاملين في حقل التربية أن الفلسفة البراجماتية فلسفة أمريكية وليدة القرن التاسع عشر إلا أن الحقيقة عكس ذلك فهي ليست أمريكية النشأة وليست وليدة القرن التاسع عشر ، بل قديمة قدم الفلسفة اليونانية ، تقود جذورها إلى الفكر الإغريقي. وتعزى جذورها إلى هرقليطس ، الذي ركز على فكرة التغيير المستمر، وقد تأثرت البراجماتية بالتراث التجريبي البريطاني، حيث تنتسب أصلا إلى الفلسفة الوضيعة المنطقية التي نشأت على يد كانت وامتدت إلى إنجلترا ومنها انتقلت إلى الولايات المتحدة.(السورطي، 2009، ص 591)
من هذا يتبين لنا أن الفلسفة البرجماتية قديمة حديثة ؛ قديمة لأن جذورها تعود إلى العصر الإغريقي، وحديثة لأنها ظهرت بحلتها الجديدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي كانت تطغى على الفكر الأمريكي، والتي جاءت إليه من أوروبا على وجه التحديد من ألمانيا، ثم انتقلت بعد ذلك إلى نفر من الأساتذة الجامعيين المختصين  في الدراسات الفلسفية في جامعة هارفارد، ونظرا لتغير الظروف الاجتماعية في المجتمع الأمريكي وتحول الناس من زراع في الريف إلى صناع في المدن والاهتمام باستغلال الموارد الطبيعية ، مما أعلى من شأن العمل واليد ، لم يعد التيار المثالي على قوته ومن ثم كان لابد أن يحدث رد فعل عكسي يرمي للأخذ بالمنهج العلمي وازداد إقبال الناس على الدراسة العلمية في حل مشكلاتهم، حيث شعر جماعة من خريجي (هارفارد) بضرورة التوجه نحو الفعل والمستقبل، فآمنوا بمنهج العلم التجريبي، واعتبروه منهجاً سليما في التفكير، وقالوا: أن الفلسفة لابد لها أن تقوم على أساس من العمل والخبرة والتجريب حتى تكون أداة فعالة لخدمة المجتمع البشري ومنهم : (تشارلز بيرس) و (وليام جيمس) . (اليماني، 2004، ص 89 – 90)
أي أن الفلسفة البراجماتية تعد من أكثر الفلسفات التي اقتربت – كفلسفة – من العلم، فبعد أن كانت الفلسفة وما تتطلبه من تفكير يعتمد على التأمل والتجريد ومعالجة القضايا الكبرى، ظهرت الفلسفة البراجماتية برؤيتها إلى ضرورة التوجه نحو الفعل أو العمل، والتفكير في القضايا الفلسفية في إطار علمي وبمنهج تجريبي، وأنه على الفلسفة كي تخرج مما وضعت نفسها فيه من الدوران في حلقة مفرغة، أن تأخذ بمقومات التفكير العلمي ومبادئه.
ثالثاً : أبرز الرواد للفلسفة البراجماتية.
تشارلز بيرس:
ولد تشارلز بيرس في عام 1839م وكان أول فيلسوف أمريكي يخرج على العالم بفكر جديد يبلور فيه الحياة العقلية كما تمثلت في القارة الجديدة وتوفي عام (1914م)، ويعتبر "بيرس هو الرائد الأول للبراجماتية، وذلك عندما نشر مقالة كتبها عام 1878، بعنوان (كيف نجعل أفكارنا واضحة، وأشار فيها إلى: أن عقائدنا إنما هي تحديد أي سلوك وأي فعل تصلح لإنتاجه، وإننا لكي نتأكد من وضوح أية فكرة، علينا أن ننظر في الآثار والنتائج العملية التي تحققها في الواقع، سواء كانت هذه النتائج مباشرة أو غير مباشرة، ويقول "بيرس" عن نفسه: إنه عندما كان يدرس المدارس الفلسفية كلها، ويتتبع طرائق الفكر عند أصحابها، لم يكن ينظر إليها من وجهة نظر الفيلسوف اللاهوتي، الذي يتناول مادته وكأنما هي معصومة من الخطأ، بل كان ينظر إليها من وجهة نظر الباحث العلمي في معمله، فيبحث عن الجديد الذي لم يُعرف بعد، ولقد أوجز " بيرس" فلسفته بقوله : (إن فلسفتي يمكن وصفها بأنها محاولة فيزيائي أن يصور بنية الكون تصويراً لا يتعدى ما تسمح به مناهج البحث العلمي، مستعيناً في ذلك بكل ما سبقني إليه السالفون، لكنني لن أصنع في هذا طرائق الميتافيزيقيين في الاستنباط الذي يقيمونه على فروض من عندهم، ويصلون به إلى براهين يصفونها بالصواب القطعي الذي لا يتعرض للتعديل على ضوء ما قد تكشف عنه البحوث العلمية فيما بعد، كلا، بل طريقتي هي طريقة العلم نفسها، وهي أن أقدم صورة للكون على سبيل الافتراض الذي ينتظر الإثبات على أساس ما قد يتكشف لنا من حقائق، ولذلك فأول ما يتميز بقابليته للصواب وللخطأ، وفق ما تقدمه المشاهدة لنا بعدئذ من الشواهد).
فمذهب "بيرس" البراجماتي هي نظرية في "المعنى" ولا شأن لها بعد ذلك، أصدق الكلام أم لم يصدق في الواقع، حيث أنها تنظر لجميع الأفكار بنفس المنظار، وأنه ليست هناك فكرة معصومة، وينبغي إخضاع الجميع للبحث العلمي، ومن خلال النتائج يتم الحكم بصحة تلك الفكرة من عدمها، مع ملاحظة ان النتائج قد لا تتم على يد نفس الفيلسوف وإنما قد تتم بعده بزمن. (الحجيلي، 2010، ص 281-285).
وليم جيمس:
ولد وليم جيمس في عام 1842م، شد رحاله إلى أوروبا وأكمل دراسته العليا في الطب، ثم عين في هارفارد على وظيفة مدرس لعلم وظائف الأعضاء، واستطاع أن يؤسس أول معمل لعلم النفس التجريبي في أمريكا مما أدى إلى بروزه كشخصية فذة غير عادية مما كان له الأثر الكبير والقوي على مجمل الفلسفة الغربية في القرن العشرين، حيث ألف عدة مؤلفات في الفلسفة والفكرة الرئيسية في فلسفة "وليم جيمس" هي نفسها الفكرة الرئيسية عند أنصار الفلسفة "البراجماتية" وفي الفكرة الخاصة بتحديد مفهوم "المعنى"، وهو أن ما يجعل للعبارة "معنى" كونها ذات نتائج عملية تترتب على تنفيذها، أما إذا كانت أمامك عبارة لا تدري كيف تحولها إلى تجربة حسية تحسها بحواسك، كانت تلك العبارة بغير " معنى" ، ومن زعم أنه يفهم لها "معنى" فهو مخدوع ، إلا أن "وليم جيمس" تفرد عن "البراجماتيين" جميعاً بنظرية أخرى يضيفها إلى نظرية "المعنى" هي نظرية " الصدق" أو " الحق" ، وفي ذلك يقول جيمس :" إني أسمي الفكرة صادقة فيما أبدأ بتحقيقها تجريبياً، فإذا انتهيت من التحقق وتأكدت من علاقة الفكرة أسميتها نافعة ، إن الصدق أعلى مراحل التحقق والفائدة أعلى مراحل الصدق. بمعنى أن صدق الفكرة يقاس بمدى ما تحققه من قيمة فورية منصرفة، وهو يقصد من ذلك التأكيد على الدور المؤثر الذي ينبغي أن تلعبه الأفكار والمعتقدات في حياتنا العلمية. (الحجيلي، 2010، ص 285-289) (المجيدل وآخرون، 2014، ص 120).
جون ديوي:
ولد جون ديوي عام 1859، وقد ولد ونشأ في أسرة زراعية ريفية في ولاية بأقصى الشمال الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، "وفي أثناء دراسته الجامعية، درس فلسفة " هيجيل" فتأثر بها، شأنه في ذلك شأن كل دارس للفلسفة، حيث كانت الموجة " الهيليجية" إذ ذاك قد طغت على كل ما عداها من موجات الفكر الفلسفي، سواء في القارة الأوروبية بما فيها " إنجلترا" أم القارة الأمريكية، وقد انتقل "جون ديوي" إلى "شيكاغو" في أوائل نضوجه الرجولي، فلحظ اختلافاَ كبيرا بين الحياة التي كان يعيشها في شرق الولايات المتحدة وبين ما يراه حاضراَ. فحصل على الدكتوراه في الفلسفة، تولى التدريس بجامعة (مينسوتا) و(ميتشغان)، ثم عين أستاذاً للفلسفة والتربية في جامعة "شيكاغو" سنة 1896م.
فقد رأى القوم في شيكاغو لا يؤمنون بالجلوس الهادئ على كراسي ثابتة القوائم، يدرسون "نظريات" لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يؤمنون بالعمل اليدوي وبالسعي الدؤوب الذي لا يفتر لحظة عن الإنتاج والخلق"، فأثر هذا في تفكيره وجعله يؤمن بأن مقياس الصواب هو النتائج، فما كانت نتيجته نجاحاً في حل المشكلات العملية فهو صواب. وأن كل شيء في حياة الإنسان قابل للتغيير إذا دعت الضرورة لذلك. بل لابد من تغيير قواعد الأخلاق إذا اقتضى الإصلاح هذا التغيير، وكذلك لابد أن تتغير أسس السياسة والاقتصاد والتربية وكل شيء قد يظن به الدوام والثبات في سبيل تغير الحياة تغيرا يجعلها أكثر ملائمة للعصر الجديد.
وقد برز في الحياة الاجتماعية والسياسية من خلال رحلاته المختلفة إلى الخارج لإلقاء المحاضرات، أما أهم الكتب التربوية التي ضمن فيها نظرياته وخبراته فهي: الطفل والمنهج، علم النفس والمنهج الفلسفي، المدرسة والمجتمع، الديموقراطية والفلسفة وغيرها من مئات المقالات والبحوث في حقل التربية وعلم النفس والأخلاق والمنطق والاجتماع.
ولقد كان "جون ديوي" ثالث ثلاثة أعلام ضخام حملوا الفلسفة البراجماتية على كواهلهم، وهم إن اتفقوا في أصول الفلسفة، إلا أنه كان لكل واحد منهم لون يميزه. واللون الذي يميز ديوي  هو محاولته استخدام منهج العلوم عند التفكير في القيم، فينبغي أن تكون الصورة المثلى لقيمة من القيم بمثابة فرض عملي يخضع للتجربة العملية، فإذا ثبت صدقه كان بها و إلا وجب أن نصوغه صياغة أخرى لتحقق للإنسان والإنسانية الحياة المبتغاة. وإن أهم موضوع تناوله ديوي هو الفكر وتحليله، فالأفكار ما طبيعتها؟ وما أصلها؟ وكيف تطورت؟.
ولقد انفرد ديوي دون غيره من البراجماتيين بالمذهب الوسائلي أو الذرائعي، وهو أن ليس هناك حقيقة قائمة بذاتها، بل أن كل حقيقة هي خطوة في طريق متسلسل طويل يؤدي إلى حل المشكلة في النهاية، وهذ الحل الأخير يستحيل أن يكون حقيقة قائمة بذاتها بل سرعان ما تكون خطون في حل مشكلة أخرى جديدة.
كما يرى أن الفكرة لا تسمى فكرة مالم تكن ذات علاقة وثيقة بموقف ماثل أمام صاحبها و أن تقدم له حلاً مقترحاً لهذا الموقف، فتكون الفكرة صائبة إذا طبقت فنفعت، ومالا تطبيق له فلا معنى له.(الحجيلي،2010، ص289-293).
الفلسفة البراجماتية (فلسفة الذرائع) Pragmatism
المذهب العملي (فلسفة الذرائع): فلسفة أمريكية تتخذ من النتائج العملية مقياساً لتحديد قيمة الفكرة الفلسفية وصدقها. فالمذهب العملي يركز علي التجربة كمفتاح للحياة ، فبدلاً من الإهتمام بالواقع هذه الفلسفة تهتم بالمعرفة وبسبب وجهة النظر تلك كانت تسمي في أول عهدها بالتجاربة، ولم يكن مصطلح البراجماتية أو المذهب العملي معروفاً حتي أواخر القرن الثامن عشر. وبمفهومها الحديث تسعي هذه الفلسفة بالأمريكية اليي ما يلي:
1 – تجربة الإنسان تغير مفهوم الحقيقة، صاحب المذهب العملي يؤمن بالتغيير، فهو لا يقبل أي أفكار أو قيم أو حقائق لا تتصف بالمرونة، فهو يؤمن أن تجارب الإنسان تسبب الأفكار والقم والحقائق، وتجعلها متحركة، البراجمات يقول: أن التجربة وحدها هي سبيل الحقيقة وهذا الذي لا يمكن إختباره ، لايمكن معرفته او اثباته.
2 – النجاح هو النتيجة الوحيدة لقيمة وصدق النظرية، المعرفة والتجربة تساعدان الإنسان لأن يكتشف ما هو صواب، ولكن الحقيقة يجب ان تكون مرنة. فحقيقة اليوم، ربما تكون خطأ الغد، صاحب المذهب العملي يؤمن بقوة بالطريقة العملية في حل المشكلات ، فهو يعتبرها أفضل الطرق للوصول إلي المعرفة. فالمعرفة ذاتها، يعتقد أنها مجرد خطوة في طريق المعرفة الأوسع للتجربة، يعتقد البراجماتي أن النظرية العاملة هي نظرية صحيحة التي لا تعمل خاطئة.
3 – الإنسان هو عضو متكامل مع باقي أعضاء المجتمع وافعالة تنعكس علي هذا المجتمع، يؤمن البراجمات بأن الإنسان والمجتمع ، يجب ان يعيشا في إنسجام وبالتالي، فإن أفعال أحدهما تؤثر مباشر علي الاخر هو يؤمن بالديمقراطة، وبالتالي فإن حاجات مجموعة يجب ان تتوافق مع حاجات كل فرد في المجموعة. بالنسبة لصاحب المذهب العملي، فإن القيم تعتبر مسألة فردية، وما هو صواب أو خطأ يعتمد علي حكم الفرد، وبيئته وظروفه ، مع أن نتيجة أي فعل يقوم به أي فرد تقاس بقيمته للمجتمع ككل.
كان Heraclitus من أوائل الفلاسفة اليونان الذن ألفوا في البراجماتية فقد ذكر أن العالم وقيمة وأفكاره في حالة تغير مستمر. ويقول Quintilian بأن التعلم هو نتاج التجربة ويقول Francis Bacon الفيلسوف الإنجليزي، بأن المجتمع والعلم، يجب ان يعملان سوياً من أجل المعرفة، ولا يستطيع أحدهما أن يعمل بكفاءة دون الاخر، كان Charliess peirece أول براجماتي أمريكي، قد كتب بأن ممارسة الحقيقة، هي المعيار الوحيد لقياسها. يقول William James بأن النظرية تكون جيدة ، إذا عملت وتكون سئة إذا لم تكن عملية.
كان John dewey هو أشهر البراجماتيين الأمريكيين لمدة عصور كانت البراجماتية تنسب إليه، بسبب تأثير فكره علي هذه الفلسفة. كانت نظرية Dewey أن كل شئ نعرفه يخضع للتغير . ويستحيل أن نعتبره ثابتاً. كان Dewey يعتبر أن الحياة عبارة عن تجربة مستمرة وغير منتهية، كان يشعر أن تعلم كيف تفكر هو أعظم أهداف الحياة كانت فلسفة Dwey (ديوي) هي الأكثر تأثراً في مجال التربية حيث كون تأثيرها أكبر علي الرياضة والتربية البدنية.
تعد الفلسفة الراجماتية (الزرائعة) إحدي الفلسفات الأوائل التي رفضت مبدأ الإزدواجية الميتافيزقية. تطورت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، حيث قال البراجماتيون أن خبرات الفرد البدنية ومن ثم الجسم موجودين أينما يبدأ الفرد في معرفة الحقيقة.
ويدعي البراجماتيون أيضا، أن البشر هم كيانات مجسدة. ويقصد بالبراجماتيون بالتجسيد أن العقل او الروح خاصين بالجسد يتكاملات معاً في كيان واحد طبقاً لرأي Thomas.
إن البراجماتية (الفلسفة العملية) تمثل أول موقف، يري أن الجسد له قيمة في ذاته (قيمة وجودية) وذلك بدلاً من كونه مجرد خادم للعقل. وتقترح فكرة أن كل المعارف تبني علي خبرة الفرد، تكاملاً بين العقل والجسد ويظهر هذا قيمة الجسد كمصدر للمعرفة.
نشأة الفلسفة الزرائعية (العملية) من الرغبة في عمل شيئين ، تحديد الإختلافات والفروق بين العديد من الفلسفات التي نشأت خلال 2500 عام الماضية، وتطوير طريقة عملية للتعامل مع الإنفجار الإجتماعي الناتج من التغيرات السريعة في المجتمع الأمريكي. ونتيجة لذلك يمكن أن تعرف الفلسفة العملية بانها إستجابة فلسفية للمتغيرات التي حدثت مؤخراً في القرن التاسع عشر. كما دونها الفييلسوف Philip Smith
كانت الفلسفات القديمة غير قادرة علي التعامل مع هذه القضية ونتيجة لذلك ، وجد الناس أنفسهم في فراغ ملئ بالعديد من الموضوعات والقضايا الهامة، فالموضوعات التي كانت تتسم باتجاهاً فكرياً عقلانيياً وعملياً. ونالت الحركة التقيمية في البداية ، تأييداً شعباً، لأنها يمكن أن تملا هذا الفراغ في كلا الأمرين. وهي تتناسب حقاً مع المشهد الأمريكي. نشأت وترعرعت في الولايات المتحدة، حيث لا يوجد لها اياً من عيوب النماذج الواردة من أوروبا ومنذ الوهلة الأولي، تم تصممها لإعادة دمج وتوحيد الثقافة الأمريكية. وبحلول القرن العشرين، تم تركييبها وتطويرها جيداً لتتماشي خصيصاً مع هذا الغرض.
لا يمكننا أبداً أن نغفل أهمية الفلسفة البراجماتية في الثقافة الأمريكية، أو ربما دون أي مبالغة ، فلسفة الثقافة الأمريكية. إن البراجماتية نشأت في نفس الوقت، وكانت نتاجاً للتأثيرات الفلسفية والديموغرافية dempgraphic والتكنولوجية السابق ذكرها.
يري أنصار البراجماتية، أن الخبرات تعتبر مفتاح البحث عن الحقيقة، وليست المثالية أو الواقعية، فالحقيقة الأسمي، يجب أن تختبر ويجب ألا تكون حقيقة مطلقة الظروف ، فالظروف تختلف من شخص لأخر بإستمرار ، ولذلك فالبراجماتية تتسم بالحيوية وأنها تتجدد بإستمرار.
نظر البراجماتيين في طريق البحث عن المعرفة إلي الحقيقة التي حدثت في موقف محدد. هذا الموقف إذا حدث، فهو حقيقي في هذه اللحظة، فالحقيقة هي وظيفة تنتج عن الوقت أو سياق الكلام الإجتماعي وتعتبر حقيقة جيدة إذا نجحت فالجديد في الفلسفة البراجماتية إذن، هي أنها استبدلت النظر إلي الماضي، النظر إلي المستقبل فبدلاً من أن تهتم بتحليل الأشياء والمعرفة، وردها إلي أصولها البسيطة التي جعلت إهتمامها منصرفاً إلي ربط معارفنا بعالم التجربة، لابد من حيث النشأة أو الأصل، بل من حيث النتائج التي تترتب علي هذه الفكرة أو تلك في عالم الواقع.
وأفضل ما في الفلسفة الراجماتية في برامجها هو تنمية وتطور الفعالية الإجتماعية لدي، الطلاب وذلك نسبة إل البراجماتي الأمريكي المشهور John Dewey (جون ديوي) 1966م الذي يري أن الطلاب في حاجة إل أخذ الفرصة ليكتسبوا خبرات حل المشكلات المجتمعية، وكذلك لصبحوا أعضاء أكثر فاعلة في المجتمع وذلك يتم من خلال مشاركتهم في حل المشكلات. وأيضاً من خلال تركيز القائمين بالعملية التعليمية.
فالمنهج أضاً كحجرة الدراسة، يجب أن يركز علي الطفل، إن مقابلة إحتياجات كل فرد هو الأكثر أهمية من المواد الدراسية ذاتها إنتشرت وإمتدت طريقة التفكير تلك عن طريق المنهج، كما وجدت في المدرسة اللاصفية.
كانت نظرة البارجماتية للتربية البدنية علي أنها تكامل بين الطفل ومجتمعه، أي نشاط له قيمة إجتماعية ، يكون مقبولاً، وأي تمرينات رياضية شكلية لا تمثل قيمة في المنهج البراجماتي.
يمثل المنهج والبرنامج في التربية البدلية جزءاً هاماً ف منهج المدرسة ككل. ومن النتائج علي ما يحتاجه الطلاب، وما جذب إنتباههم ويتناسب مع ميولهم، فالمناهج التي يكون الطالب فيها هو محورها الأساس، تساعده علي تطبيق نظريات وطرق جديدة وأيضاً تجربة مجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة ، كما يساعد العمل الجماعي تحت الضغط في تطوير المهارات الشخصية في حل المشكلات، في حين أن المشاركة في ممارسة الأنشطة الحركية أيضاً تزيد فرص إكتشاف الكثير من طرق حل المشكلات.
طبيعة الفلسفة البراجماتية (الذرائعية)
يؤكد المذهب الذرائعي، علي اهمية الخبرة كمفتاح للحياة، فهي فلسفة تؤكد مفهوم المعرفة Knowledge. ولكن هذا المذهب يمثل التطبيق. العملي للواقع. فقد أطلق غالباً اسم Experlemntalism أ التجريب في البحث العلمي.
وهي أيضاً نتاج أحد أقوي التقدمات العلمية علي مر العصور، الأعمال التطويرية للجينات الت قام بها Charles Drawin حيث لم تكن قيمة أعمال داروين بالنسبة للرياضة والتربية البدنية واضحة في البداية، ومع ذلك فإن تأثيره علي العقل الحديث مسجل في المجالات التاريخية والفلسفية بإختصار. غير داروين التفكير تماماً، بإعتباره أن المنظومات البيولوجية وخصوصاً أجسادنا هي إستجابت لبعض التغيرات في البيئية، ونتيجة لذلك يمكن تفسير أن الجسد البشري المتحرك بأنه إستجابة لبيئة متغيرة.
اصبحت إمكانية درسة الجسد البشري بإستخدام الفلسفة البراجماتية أمراً اكثر سهولة يمكننا تكوين معلومات عن كيفية أداء وظائف الجسد تحت الضغط الفسولوجي، القوي البدنية التي تشكل الجسد. وتتحكم في الحركات، وكذا إستخدام كافة الطرق العلمية الأخري لفهم الحركة البشرية.
لقد غدت هذه الفلسفة بمفهومها الحديث علي أنها الفلسفية الأمريكية الذي تزعمها المربي الأمريكي Charles S.Plerce وخلاصة هذا المذهب يؤكد فاعلية أية فكرة تحددها النتائج التي يحصل عليها من خلال تطبيق هذه الفكرة عملياً. فإذا كانت نتائج هذه الفكرة حسنة ، فالفكرة جيدة. فالحقيقة بالنسبة لمعتنق المذهب العملي تبحث في ما يستنفر عنه من تطبيقات في المواقف العملية. وأن التفكير المنطقي يعد أمراً ثانوياً بالنسبة لما يسفر عنه التطبيق من مواقف الحياة العملية.
ونحن عندما نلاحظ مدرساً او صاحب المذهب المثالي Idealism، يزعم ان النظرية Theory، تعمل لانها صحيحة، نجد أن المدرس العملي، يقول إن النظرية صحيحة لأنها تعمل، والفلسفة العملية تشجيع الفرد علي قبول أي شئ عملي، قدير ومرضي. لأن هذا المذهب طريقة إلي الحقيقة عن طريق العمل.
اما نظرة المذهب العملي تجاه التربية. فيعدها تنمية إمكانات الفرد، لكي يستطيع أن يتصرف في مواقف معينة، وهو بنفس الوقت يؤكد النشاط والفاعليات المدرسية ، ويعد Dewey أحد رواد حركة النشاط في التربية، تأثيره في التربية في الولايات المتحدة كبير، وخاصة في مجال التعليم ونظرياته.
لقد أكد Dewey ف فلسفته العملية الأمور التي تأثرت بها الكثر من المدارس التربوية في العالم وهذه الأمور هي :
أولاً: ضرورة إنتقال مركز العناة من المواد الدراسية إلي الطفل ونتيجة لهذا الإنتقال أصبحت أكثر المدارس متمركزة حول الطفل في تنمية صفاته البدنية والعقلية والحركية.
ثانياً: يجب أن ينتمي التعليم إلي حاجات وميول الطفل، أي أن جميع الفاعليات والنشاطات البدنية ، يجب أن تشبع رغبات وحاجات الأطفال النفسية والبدنية والإجتماعة.
ثالثاً: تأكيد مبادئ الديمقراطية أساساً في استقرار المدرسة ورفض مبدأ إخضاع الطفل للسلطة.
رابعاً: يجب أن ينبع النظام من الطفل، ولا يفرض عليه عن طريق القوة الخارجية.
خامساً: إن التمرينات والألعاب (التعليم) يمكن أن يتم عن طريق الممارسة أو عن طريق إكتساب الخبرة من خلال برنامج حر.
أهم الأفكار الأساسة للفلسفة البراجماتية
يمكن ان نوجز أهم الأفكار الأساسة للمذهب الزرائعي فيما يلي :
أولاً : التركيز علي الخبرة العملية في الوصول للحقيقة
ثانياً : النجاح هو المقياس الوحيد لقيمة وحقيقة النظرية
ثالثاً: الإنسان والمجتمع وضرورة الإنسجام بينها من خلال توافر الديمقراطية للفرد والمجتمع.
رابعاً: التربية من أجل فعالية المجتمع. وهدفها تعليم الطفل وتزويده بالمعلومات والمهارات التي تجعله قادراً علي أخذ دوره في المجتمع.
خامساً: التربة هي مركز الطفل ومحوره، فالطفل مهم بالنسبة لمدرس المذهب العملي، ولهذا فكل طفل يحب أن يعامل بطريقة مختلفة عن الاخرين.
سادساً: التركيز علي مسألة حل المشكلة في علم التعبير (حل المشاكل) Problem Solving
المذهب البراجماتي للرياضة والتربية البدنية :
يمكننا أن نوجز أهم الأفكار الأساسية التي تؤكد في مجال الرياضة والتربية البدنية من خلال ما يلي :
أولاً: الإيمان بتطوير وتنمية الفرد كلياً بما يشمل العقل والجسم والروح.
ثانياً: التربية هي السمة الإجتماعية الفاعلة
ثالثاً: أهمية الفروق الفردية وضرورة تميزها من المجموعة.
رابعاً: الأفضلية للفاعليات ذات الطابع الإجتماعي في الطبيعة
خامساً: المنهاج هو عبارة عن مجموعة للخبرات التي تقرر حسب حاجات ورغبات المتعلم.
سادساً: التشديد علي أهمية التقويم أكثر من قيمة الإختبارات
سابعاً: يؤكد المنهاج أهمية التقويم الذاتي
ثامناً: التعليم يتحقق من خلال طرق حل المشاكل للتلاميذ أنفسهم ، التي تعتبر مفيدة في عملية تنمية التفكير لديهم.
تاسعاً: تأكيد الفاعليات المتنوعة ، التي تعتبر ذات خبرة مفيدة وهامة للتلميذ.
عاشراً: الانسجام بين الإنسان والمجتمع












المراجع
مصطفي السايح محمد , محمد حسين عبدالمنعم , فلسفه التربية الرياضية . ط1 , 2007
كمال عبدالحميد اسماعيل , التطور الفلسفي للرياضة والتربية البدنية , دار الفكر العربي , 2013
مجمع اللغة العربية ،(1983)،المعجم الفلسفي، القاهرة.
الحجيلي، منصور عبدالعزيز،(2010)، البراجماتية عرض ونقد، السعودية:  مجلة الدراسات العقدية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق صبري بهجات




عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 16/12/2020

مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الفلسفة من الاسطورة للعلم   مفردات مقرر  المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالثلاثاء يناير 12, 2021 6:15 pm

تاريخ الفلسفة من الاسطورة للعلم
تاريخ الفلسفة ” من عهد الأسطورة إلى الفكر العلمي "
تنقسم دراسة تاريخ الفلسفة تقليدياً إلى ثلاث مراحل:
العصور اليونانية القديمة
عصر القرون الوسطى
العصور الحديثة
تقسم الفلسفة الأوروبية أو الغربية إلى عدة مراحل: الفلسفة اليونانية والرومانية القديمة التي استمرت منذ القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن الثالث للميلاد.
ثم تلتها فلسفة القرون الوسطى التي استمرت منذ القرن الرابع بعد الميلاد وحتى القرن الرابع عشر أو الخامس عشر.
ثم تلتها الفلسفة في عصر النهضة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وبعدئذ تلتها الفلسفة الديكارتية في القرن السابع عشر، ثم فلسفة التنوير في القرن الثامن عشر، ثم الفلسفة الهيغلية في القرن التاسع عشر والفلسفة النيتشوية في أواخره، ثم فلسفة القرن العشرين على يد هيدغر، سارتر، فوكو، ديلوز.
الأصول التاريخية للفلسفة :
يتفق المؤرخون على القول بأن الفلسفة ولدت في القرن السادس عشر قبل الميلاد في المدن الواقعة على بحر إيجة من كلا الطرفين ، ففي ذلك الوقت استطاعت الفلسفة الإغريقية ان تنتقل بالبشرية من عهد الأسطورة والفكر الغيبي الى عهد الفكر العلمي والعقلاني.
ففي العهد السابق كان الناس يفسرون ظواهر الطبيعة عن طريق تدخل القوى الخارقة للطبيعة، ثم راحوا يفسرونها عن طريق الأسباب العقلانية بعد ظهور الفلسفة. وهكذا حصل تطابق بين الفلسفة والفكر المنطقي العقلاني. وفي البداية كانت الفلسفة إغريقية.
لا أحد ينكر ان الفلسفة وجدت في الحضارات الشرقية كالصين والهند ولكن الفلسفة الإغريقية هي التي سيطرت على العالم القديم. نقول ذلك على الرغم من ان الفلسفة الإغريقية استفادت من سابقاتها وهضمت نظريات الفكر التي ظهرت في مصر وآسيا. ولكن الفلسفة الإغريقية هضمت هذه العناصر والنظريات وشكلت فلسفة جديدة لم تكن معروفة سابقاً.
وبالتالي فلا أحد يشك بأن الفلسفة هي بنت المدن الإغريقية ، وقد وصل الأمر ببعضهم الى حد التحدث عن المعجزة الإغريقية سبب الازدهار الكبير الذي حققه الإغريق في مجال العلم والفلسفة . فقد سبقوا جميع الأمم القديمة في هذا المجال.
والواقع ان الفلسفة اليونانية استمرت منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعد الميلاد: أي حوالي العشرة قرون. وقد انتهت بالفلسفة الأفلاطونية الجديدة لمفكر يدعى أفلوطين. بعدئذ قضت المسيحية على الفكر الفلسفي طيلة العصور الوسطى المظلمة بعد ان اتهمته بالوثنية والإلحاد .


وقد عبر هيغل عن إعجابه بالإغريق عندما قال في كتابه: «دروس عن فلسفة التاريخ» ما يلي: اتركوا للكنيسة المسيحية والتشريع القانوني انتماءهما للحضارة الرومانية الناطقة باللاتينية ، أما الفلسفة فهي للإغريق ، فهناك ظهر علم أكثر علواً ونبلاً هو العلم الفلسفي ، وهو يضرب بجذوره عميقاً في الحياة الإغريقية لا في غيرها.
ولكن ينبغي الاعتراف بأن الفكر الإغريقي لم يستطع التخلص من المناخ الأسطوري والغيبي إلا بعد جهد جهيد. فالأسطورة كانت تسيطر على وعي البشر آنذاك. وكانوا يفسرون كل شيء عن طريق تدخل الأبطال الأسطوريين في التاريخ .
ومن أوائل الفلاسفة يمكن أن نذكر فيثاغورث، وهيراقليطس، وديمقريطس، والسوفسطائيين، وذلك قبل أن يظهر مؤسس الفكر العقلاني المنطقي في التراث الأوروبي: سقراط. وعلى الرغم من انه لم يكتب حرفاً واحداً إلا أنه أسس الفلسفة بالمعنى العقلاني الذي نعرفه حالياً. وقد سجل تلميذه أفلاطون من جملة تلامذة آخرين بعض أفكاره كتابة. وبالتالي فنحن لا نعرف نظرياته إلا من خلال تلامذته لأنه لم يترك أثراً مكتوباً بعده.
ثم جاء بعده تلميذه أفلاطون، وجاء بعد هذا الأخير تلميذه أرسطو. وهؤلاء هم كبار الفلاسفة في العصور القديمة. وقد سيطروا على الفكر البشري عند العرب المسلمين، والأوروبيين المسيحيين طيلة قرون وقرون . ولم يحصل الانقلاب الفلسفي الكبير عليهم إلا في القرن السابع عشر عندما ظهر رينيه ديكارت. فهذا الرجل أحدث ثورة في تاريخ الفكر، ودشن الفلسفة الحديثة باعتراف الجميع . وأما قبله فكانت الفلسفة السكولائية، أي المدرسانية التكرارية والاجترارية هي السائدة .
وهي عبارة عن تركيبة توفيقية بين الديانة المسيحية وفلسفة أرسطو. ثم جاء ديكارت لكي يقوم بأكبر انقلاب على المعلم الأول أرسطو ويقدم للغرب كتابه المنهجي الجديد مقال في المنهج.
وبعد ديكارت ظهر ثلاثة فلاسفة مهمون في القرن السابع عشر هم: مالبرانش، لايبنتز، سبينوزا. وهذا الأخير استخدم منهجية الشك الديكارتي من أجل نقد الأصولية اليهودية والمسيحية. ولذلك حاولوا اغتياله فعاش حياة السرية والعزلة طيلة حياته.
فلسفة القرون الوسطى :
كما تعرف باسم فلسفة قروسطية هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الفلسفة التي كانت موجودة خلال القرون الوسطى ، وهي الفترة الممتدة تقريبا من سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس حتى عصر النهضة في القرن الخامس عشر .
بدأت فلسفة القرون الوسطى والتي تم فهمها على أنها مشروع استقصائي فلسفي مستقل في بغداد ، في منتصف القرن الثامن ، وفي فرنسا ، في قاعة شارلمان الرسمية، في الرّبع الأخير من القرن الثامن ؛ وتعرف جزئيا بأنها إعادة لاكتشاف الثقافة القديمة التي تطورت في وقت سابق في اليونان وروما خلال الفترة الكلاسيكية .
ينقسم تاريخ الفلسفة في العصور الوسطى تقليديّاً إلى فترتين رئيسيّتين: الفترة في الغرب اللاتيني بعد أوائل العصور الوسطى وحتّى القرن الثاني عشر، عندما تمّ اكتشاف أعمال أرسطو وأفلاطون وترجمتها ودراستها؛ والفترة التي تُدعى بالعصر الذّهبي، من القرن الثّاني عشر حتّى القرن الرّابع عشر في الغرب اللاتيني، والتي شهدت تتويجاً للتخلّص من الفلسفة القديمة، بالإضافة إلى تميّزها بالتطوّرات في مجالات فلسفة الدّين، والمنطق، والميتافيزيقيا.
تم التّعامل مع عصور القرون الوسطى بشكل سيء من قبل إنسانيّي عصر النّهضة، الذين رأوا أنّها "فترة وسطية" بربريّة بين العصر الكلاسيكيّ للثقافة اليونانيّة والرّومانيّة، وولادة نهضة الثقافة الكلاسيكيّة.[1] يعدّ المؤرّخون الحديثون أنّ عصر القرون الوسطى هو أحد أهم محطّات تطوّر الفلسفة المتأثّرة باللاهوت المسيحيّ؛ أحد أبرز المفكّرين في ذلك الوقت "توما الأكويني لم يكن يعدّ نفسه فيلسوفاً، وانتقد الفلاسفة لأنهم يسمّون أنفسهم بالفلاسفة "بدون أن يمتلكوا الحكمة الحقيقيّة الصّحيحة" .
تركّز فلسفة العصور الوسطى على اللاهوتيّة بشكل كبير.[4] باستثناء بعض الفلاسفة مثل ابن سينا وابن رشد. لم يعدّ المفكّرون في القرون الوسطى أنفسهم فلاسفة على الإطلاق، بالنسبة لهم، كان الفلاسفة هم الكتّاب الوثنيّون القديمون مثل أفلاطون وأرسطو؛ مع ذلك، استخدموا اللاهوت القديم للفلاسفة القدماء لمعالجة الأسئلة اللاهوتيّة الصعبة.
يقول توماس أكويناس مسترشداً ببيتر داميان: "الفلسفة هي علم اللاهوت".[5]:1 على الرّغم من النظرة السّائدة تجاه الفلسفة على أنّها مُسخّرة من أجل اللاهوت، فإن هذا لم يمنع المناصرين للفلسفة من تطوير الفلسفات الأصليّة والمبتكرة على حساب الفلسفة اللاهوتيّة.
المبادئ التي ترتكز عليها جميع أعمال الفلاسفة في العصور الوسطى هي :
• استخدام المنطق، والجدلية، والتّحليل لاكتشاف الحقيقة؛ أو ما يُعرف بالنّسبة.
• احترام رؤى الفلاسفة القدماء، وخاصّةً أرسطو، والإذعان لسلطة فكرهم.
• الالتزام بتنسيق الرؤى الفلسفيّة مع التّعليم اللاهوتيّ.[5]:3–5
أحد أكثر المواضيع التي تمّت مناقشتها في تلك الفترة كانت الإيمان مقابل العقل. مال ابن سينا وابن رشد للعقل أكثر من الإيمان. في حين أن أوغسطينوس قال بأنّه لن يسمح لتحقيقاته الفلسفيّة بأن تتجاوز سلطة الله على الإطلاق.[6]:27
الفلسفة المسيحيّة في العصور الوسطى المبكرة :
حدود فترة العصور الوسطى المبكّرة مسألة جدليّة،[5]:1 ولكن من المتّفق عليه عموماً بأنها تبدأ بالفيلسوف أوغسطينوس (354-430م) الذي ينتمي إلى الفترة الكلاسيكيّة، وتنتهي في أواخر الفرن الحادي عشر؛ أي في بداية فترة القرون الوسطى العليا.
بعد انهيار الإمبراطورية الرّومانية، عاشت أوروبا الغربيّة في ما يُعرف بالعصور المظلمة، وكان التّعليم مقتصر على الأديرة؛ والسّبب في ذلك أنّ القدّيس بندكت أصدر قاعدة لجميع الرّهبان تنصّ على ضرورة تعلّم الرّهبان القراءة، وقراءة الكتاب المقدّس يوميّاً، وأُعطي كل راهب كتاب مُقدّس، تم استعماله لاحقاً لتعليم المسؤولين ورجال الكنيسة.
الفكر المسيحيّ الباباويّ في تلك الفترة كان يميل لأن يكون بديهيّاً صوفيّاً لا يعتمد على العقل والحجّة والمنطق، ويركّز بشكل كبير على العقائد الغامضة في فلسفة أفلاطون، ويقلّل من تركيزه على التفكير المنهجيّ في فلسفة أرسطو؛ حيث كان أرسطو غير معروف في الغرب في تلك الفترة.
كان للفلاسفة الرّومان تأثير كبير على تطوّر فلسفة القرون الوسطى وخاصةً الفيلسوفان أوغسطينوس وبوثيوس؛ يعدّ أغسطين أعظم من باباوات الكنائس، وهو كاتب عباديّ ولاهوتيّ، ولكن الكثير من كتاباته كانت فلسفيّة تحمل مواضيع مثل: الحقيقة، والله، والرّوح البشريّة، ومعنى التّاريخ، والدّولة، والخطيئة، والخلاص؛ لأكثر من ألف عام لم يتم كتابة أي كتاب لاتينيّ لاهوتيّ أو فلسفيّ إلا وتم الاستعانة بكتابات أغسطين لإتمام ذلك الكتاب. كان لأغسطين تأثير كبير على فلسفة ديكارت.[7]:15
بوثيوس (480-524م)، فيلسوفٌ مسيحيٌّ ولد في روما؛ أصبح القنصل في عام 510م في مملكة القوط الشرقيّين؛ كان له أثر كبير في القرون الوسطى المبكّرة لدرجة أنه يُطلق على تلك الفترة في بعض الأحيان بالفترة البوثيوسيّة؛[8] كان يعتزم ترجمة كل أعمال أرسطو وأفلاطون من اليونانيّة الأصليّة إلى اللاتينيّة.
جاء أول تجديد مهمّ للتعليم في الغرب، عندما اجتذب شارلمان علماء إنكلترا وأيرلندا، وأقام بموجب مرسوم إمبراطوريّ في عام 787م مدارس في كل دير في إمبراطوريّته، ثم أصبحت هذه المدرس مراكز للتعلّم في القرون الوسطى.
القرون الوسطى العليا :
تعرف الفترة الممتدة من منتصف القرن الحادي عشر وحتّى منتصف القرن الرّابع عشر بفترة "القرون الوسطى العليا" أو "المدرسيّة". من المتّفق عليه عموماً أن هذه الفترة تبدأ مع القدّيس أنسلم من كانتربري (1033-1109م) وهو فيلسوف إيطالي لاهوتيّ ويشتهر بأنّه المنشِئ للحجّة الوجوديّة للإله.
يُنظر إلى القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرّابع عشر عموماً على أنها الفترة المميّزة للمدرسيّة. شهدت أوائل القرن الثّالث عشر تتويجاً للفلسفة اليونانيّة، حيث نمت مدارس التّرجمة في إيطاليا وصقلية، وفي نهاية المطاف في بقيّة أنحاء أوروبا.
سافر العديد من العلماء إلى صقلية والعالم العربيّ، وترجموا أعمالاً في علم الفلك والرّياضيّات، بما في ذلك التّرجمة الكاملة الأولى لعناصر إقليدس ، جمع ملوك نورمان الأقوياء رجال المعرفة من إيطاليا والمناطق أخرى وضمّوهم إلى مجالسهم ومحاكمهم كنوع من التقدير، أو لزيادة رقي المجلس.
ساعدت ترجمات ويليام ماربك النصوص الفلسفيّة اليونانيّة في النّصف الأول من القرن الثّالث عشر في تكوين صورة أوضح للفلسفة اليونانيّة، ولفلسفة أرسطو بشكل خاص؛ مما نقّح النسخ العربيّة التي تم الاعتماد عليها في السّابق والتي كانت مشوّهة فيما سبق.
تطوّرت الجامعات في المدن الأوروبيّة الكبرى خلال تلك الفترة، وبدأت القوى الدينيّة المتنافسة داخل الكنائس النّضال من أجل السّيطرة على الحياة السياسيّة والفكريّة؛ القوى الرئيسيّة التي تأسست في تلك الفترة كانت الفرنسيسكان والدومينيكان. أسس فرنسيس الأسيزي في عام 1209م الفرنسيسكان، ثم تزعّمها في منتصف القرن بونافنتورا، وهو تقليديّ كان يدافع عن لاهوت أغسطين وفلسفة أفلاطون. افترض بونافنتورا أن العقل لا يستطيع اكتشاف الحقيقة، إلا عندما تكون الفلسفة مضاءة بالإيمان الدّيني. الكتّاب الفرنسيسكانيون المهمّون الآخرون هم دونس سكوتس، وبيتر أوريول، وويليام أوف أوكهام.
أمّا النّظام الدومينيكي الذي أسّسه القديس دومينيك في عام 1215م، ركّز أكثر على استخدام العقل والاستفادة من المصادر الأرسطويّة الجديدة المستمدّة من الشّرق ومن إسبانيا. كان الممثلّون الكبار للتّفكير الدومينيكي في تلك الفترة هم ألبرتوس وماغنوس وبشكل خاص توماس أكويناس الذي استعمل في النّهاية العقلانيّة اليونانيّة والعقيدة المسيحيّة لتعريف الفلسفة الكاثوليكيّة. ركّز أكويناس على العقل والحجج المنطقيّة، وكان أوّل من استعمل الترجمة الجّديدة للكتابة الميتافيزيقيّة والمعرفيّة لأرسطو.
في بداية القرن العشرين، كان المؤرّخ والفيلسوف مارتن غرامان أوّل باحث يعمل على تحديد الخطوط الرئيسيّة للتطوّر المستمرّ للفكر في المدرسيّة.
اللاهوت :
الموضوعات التي نوقشت في فلسفة القرون الوسطى اللاهوتية :
• مشكلة التّوافق بين الصّفات الإلهية، ما هي الصّفات التي تناسب الكائن الأسمى، كالقوّة غير المحدودة، والمعرفة اللانهائية، والخير اللانهائي، والوجود خارج الزّمن والأصل، وكيف تترابط هذه الصّفات منطقيّاً مع بعضها البعض.
• مشكلة الشر: لقد كان الفلاسفة الكلاسيكيّون يتكهنون بطبيعة الشّر، ولكن مشكلة كيف يمكن لإله محبوب قادر على كل شيء ويعرف كل شيء، أن يخلق نظاماً للأشياء التي نشأ فيها الشّر.
• مشكلة حرية الإرادة : كانت هنالك مشكلة لتفسير كيف يمكن أن يعرف الله بما سيحدث بالمستقبل، إن كنّا نؤمن بأننا نملك إرادة حرّة.
• أسئلة تتعلّق بخلود الفكر، والوحدة بين النّفس والفكر.
• مسألة ما إذا كان يوجد مواد غير ماديّة مثل الملائكة أو غيرها.
الميتافيزيقيا :
بعد إعادة اكتشاف الميتافيزيقيا من قبل أرسطو في منتصف القرن الثّاني عشر، كتب العديد من الفلاسفة المدرسيين تعليقات حول هذا الموضوع، وشمل بحث الفلاسفة في هذا الموضوع العديد من العناوين الفرعية مثل:
• الوجود.
• العلية.
• التميّز.
الفلسفة الطبيعية :
في الفلسفة الطبيعيّة وفلسفة العلوم، تأثر فلاسفة العصور الوسطى بشكل رئيسي بأرسطو. ولذلك منذ القرن الرّابع عشر بدأ استخدام التّفكير الرّياضي بشكل متزايد في الفلسفة الطبيعيّة، مما مهّد الطّريق لظهور العلم في الحقبة الحديثة المبكرة.
المنطق :
اعتُبرت العصور الوسطى كإحدى أهم الفترات الثلاثة الكبرى في تاريخ المنطق؛ ظهرت أقسام جديدة من التّحقيق المنطقي، كما تمّ تطوير مفاهيم منطقيّة ودلاليّة جديدة.
فلسفة العقل :
تنص هذه الفلسفة على أنّ البشر بحاجة إلى مساعدة خاصّة من الله عندما يفكّرون. ترتبط هذه العقيدة بشكل رئيسي بأوغسطينوس وأتباعه، وعادت إلى الظّهور بشكل مختلف في العصر الحديث المبكّر.
الأخلاق :
أهمّ الكتّاب في هذا المجال هم أنسلم، وأوغسطينوس، وبيار أبيلار، وسكوتس، وبيتر الإسبانيّ، وأوكام؛ أمّا الكتّاب في النظريّة السياسيّة فكانوا دانتي، وجون ويكليف، ووليم الأوكامي.
تاريخ الفلسفة الإسلامية
كانت العرب في جاهليتها أمة أمية ندر فيهم القارئ والكاتب، ولم يعرف عنهم أنهم بحثوا في علم ودونوه، وهذا طبيعي في الأمم المتبدية، وإنما كانت لهم معارف أرشدتهم إليها التجارب والنظر ونوع المعيشة؛ فمعيشة كثير منهم مثلًا في الصحراء؛ حيث السماء صافية، والجو مفتوح، وحاجتهم إلى الأمطار وهبوب الرياح، لفت نظرهم إلى السماء فعرفوا شيئًا عن النجوم، وربطوا بها كثيرًا من ظواهر الجو؛ يدل على ذلك ما وضعوا من أسماء النجوم والمنازل والأنواء، ولكنهم لم يبحثوا في ذلك بحثًا علميًّا ولا دونوه كما تدون العلوم، ولم يكن لهم بالضرورة فلاسفة يدعون إلى مذاهب معينةٍ، ولا يضعون مبادئ للسير عليها في الحياة كالذي رأيناه عند اليونان؛ ذلك لأن العلم والفلسفة لا يكونان إلا حيث تعظم المدنية، فيسهل تحصيل المعاش وتتوافر أسباب العلم، إنما كان عند العرب حكماء وشعراء قاموا فيهم مقام الفلاسفة في الأمم المتحضرة؛ يفوهون بالحكم وتعد أقوالهم أمثالًا تؤثر في نمط الحياة، كالذي حكي عن لقمان الحكيم وأكثم بن صيفي وزهير بن أبي سُلمى، وقد أثر في حياتهم وعقولهم ما وصل إليهم من تعاليم الأديان السابقة ولا سيما دين إبراهيم — عليه السلام — واليهودية والنصرانية. فشت اليهودية في حمير وبني كنانة وكندة، وفشت النصرانية في ربيعة وغسان، وكذلك كان له الأثر فيهم ما نقلوه عن الفرس والروم والهند من القصص المشتملة على المواعظ والحكم، وقد كانت التجارة واسطة النقل، وكان العرب يكثرون التردد إلى بلاد هؤلاء للتجارة.
ثم جاء الإسلام ٦١٠م فوحد دينهم ولغتهم وأميالهم وقد كانت متعددة، وملك الدين عليهم نفوسهم، فكانت الحياة حياة دينية، وسياسة الحكومة سياسة دينية، والتشريع تشريعًا دينيًّا؛ لذلك كان البحث في عصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية إلى سنة ١٣٢ﻫ إنما كان بحثًا في الأمور الدينية أو ما يتعلق بها، والسبب في ذلك:

أن المسلمين رأوا ما صارت إليه دولة الإسلام من العز وكثرة الفتوح، وهم يعلمون أن لا سبب لذلك إلا دينهم الجديد، فزادهم ذلك اتجاهًا نحوه.
أن كثرة الفتوح واتساع المملكة يستدعي حدوث أمور لم تكن في عهد المشروع، وليس لهم أن يحكموا فيها بمجرد الرأي، بل يعتقدون وجوب الاستعانة بقواعد الدين، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا اشتغلوا بالدين.
أن القرآن ملك عليهم نفوسهم من نواحي كثيرة : من ناحية البلاغة، وحسن القصص، ولفت النظر، فدعاهم ذلك إلى الانكباب عليه.
من أجل هذا كله كان مدار البحث في هذا العصر هو الدين، ومن نقل خبرهم من علماء هذا العصر هم علماء دين إلا قومًا ترجم لهم صاحب كتاب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، والظاهر أن هؤلاء كانوا يمارسون الطب على أنه صناعة لا علم، وإلا ما حكاه ابن خلِّكان في ترجمة خالد بن يزيد — توفي سنة ٨٥ﻫ — من أن له كلامًا في الكيمياء والطب ورسائل دالة على معرفته وبراعته، وفي ترجمة جعفر الصادق ٨٠–١٤٨ أن له كلامًا في صناعة الكيمياء. والكيمياء التي اشتغل بها جعفر — إن سلم أنها علم كان يشتغل به — لا يطعن فيما نقول من أن العلم الشائع لهذا العصر هو علم الدين.
وفي آخر الدولة الأموية كانت لهم أبحاث دينية مما هو من أبحاث علم الكلام أو ما بعد الطبيعة، فبحثوا في حرية الإرادة وأن الإنسان مجبور أو مختار، وفي مرتكب الكبائر أمؤمن أم كافر، وفي خلق القرآن ونحو ذلك، وانحاز المسلمون إلى فِرَق وتجادلوا وكلٌّ يُدْلِي بالحجة، وبحثوا كذلك بحثًا سياسيًّا مصبوغًا بالصبغة الدينية فيمن يكون خليفة المسلمين، وما ينبغي أن يستوفيه من الشروط، وكان للخوارج الفضل في إثارة الأذهان للبحث في هذه المسائل السياسية، ولكن شيئًا من ذلك لم يدوَّن كأنه علم.
فلما جاءت الدولة العباسية ١٣٢–٦٥٦ﻫ عظمت حضارة المسلمين، وهضموا ما أخذوه بالفتح عن الفرس والروم والهند، ونقلوا علوم الأمم التي سبقتهم في المدنية ولا سيما الهند واليونان، وفي زمن أبي جعفر المنصور والرشيد والمأمون ومن بعدهم — ولا سيما المأمون — توسع الناس — وخاصة السريانيين — في ترجمة علوم اليونان على اختلاف أنواعها: من طب وهندسة وهيئة وتقويم بلدان، وفلسفة بفروعها المختلفة من طبيعيات وإلهيات ومنطق ونفس وسياسة وأخلاق — إلى اللغة العربية، فترجموا في القرن الثاني والثالث للهجرة كتب أفلاطون وأرسطو وإقليدس وبطليموس وجالينوس وغيرهم، وبحثوا فيها وتداولوها يشرحونها مرة ويختصرونها أخرى، وخصص كثير من المسلمين حياتهم لدراسة الفلسفة وتفهمها؛ فكانوا بعدُ فلاسفةً.
وكان أغلب مؤسسي الفلسفة عند العرب ومؤيديها أطباء وعلماء في الطبيعيات أكثر منهم رجال دين، وعلى العكس من ذلك فلاسفة الغرب في القرون الوسطى، فقد كان أكثرهم قساوسة؛ ولهذا لم يقصر المسلمون نظرهم على الإلهيات، بل كان البحث في الطب القديم والعلوم الطبيعية عندهم يسير جنبًا لجنب مع البحث في الإلهيات وما وراء الطبيعة، وترجموا كلام جالينوس في الطب وإقليدس في الهندسة كما ترجموا كلام أرسطو في الإلهيات.١
غير أنه يظهر أن ما ابتكروه من عند أنفسهم قليل إذا قيس بما نقلوه من اليونان، نعم إنهم في بعض فروع العلم كالكيمياء وعلم المعادن والطب وعلم وظائف الأعضاء كان لهم أثر ظاهر، واستكشفوا من القوانين ما لم يصل إليها اليونان قبلهم، ولكنهم في غير ذلك من فروع العلم كالمنطق والنفس والأخلاق كانوا نقلة أكثر منهم مبتكرين، وكانوا في طريقتهم العلمية ونظامهم في البحث، وأنظارهم إلى العالم، وترتيب فلسفتهم وقواعدهم متأثرين تأثرًا عظيمًا بفلسفة أرسطو والأفلاطونية الحديثة.
ولهم الفضل على الغرب بكل ما نقلوا أو ابتكروا، فكثير من كتب اليونان وأبحاثهم ما كان يصل إليها الغربيون لولا حفظ العرب لها ودراستهم إيَّاها، كما أن كثيرًا من مبتكراتهم واختراعاتهم تعد — بحق — من أسس المدنية الغربية.
ابتدأ المسلمون لأول عهدهم بالفلسفة يدرسون الفلسفة «الأفلاطونية الحديثة» (وهي مذهب مزيج من الفلسفة والدين، ظهر في أواخر القرن الثاني للميلاد، وكان مقره الأصلي الإسكندرية، حاول مؤسسوه التأليف بين الدين المسيحي والمذاهب الشرقية ومذاهب اليونان ولا سيما أفلاطون، وأطلق عليه «فلسفة أفلاطون الحديثة»، من أشهر دعاته أفلوطين، ولد في مصر سنة ٢٠٤م، قيل: إنه رحل إلى فارس ودرس الفلسفة الشرقية وعلَّم في رومة من سنة ٢٤٤م، ومات نحو سنة ٢٦٤م، وكانت تعاليمه مزيجًا من الفلسفة العلمية والتصوف الديني)، والذي دعا المسلمين إلى اعتناقهم هذا الضرب من الفلسفة أنها كانت فاشية لعهدهم في الشام، وأنها مصبوغة بالصبغة الدينية، ثم ارتقوا منها إلى النظر في فلسفة أفلاطون وأرسطو، ولكن كانت قد غلبت عليهم فلسفة أفلاطون الحديثة، فلما أن نظروا بعدُ في فلسفة أفلاطون وأرسطو نظروا إليها بعيون متأثرة بالأفلاطونية الحديثة.
وأول من اشتهر من المسلمين بالفلسفة يعقوب الكندي، ويلقب «بفيلسوف العرب» لأنه عربي صميم تبحر في الفلسفة، وقد كان تابعًا للأفلاطونية الحديثة وتعاليم أرسطو أكثر منه فيلسوفًا مستقلًّا، وأكثر ما له من الفضل جاء ما ناحية الترجمة والنقل، وقد ظهر له في عهد المأمون والمعتصم كتب كثيرة بعضها ترجمة، وبعضها تأليف، وصل إلينا من أسمائها نحو ٢٥٦ كتابًا عدها صاحب أخبار الحكماء وفهرست ابن النديم، ومات نحو سنة ٢٦٠ﻫ.
وجاء بعده أبو نصر الفارابي المتوفى سنة ٣٣٤ﻫ، عاش تحت كنف سيف الدولة بن حمدان، وكان يعرف لغات كثيرة، وبرز في الموسيقى والرياضيات وعلم اللغة والفلسفة، درس فلسفة اليونان ومهر فيها، وقد كان كالكندي تابعًا للأفلاطونية الحديثة (وإن لم يعرف هو هذا الاسم) وتعاليم أرسطو، وكان معشوقه من فلاسفة اليونان أرسطو حتى قيل: إنه وُجد «كتاب النفس» لأرسطو وعليه بخط الفارابي: «إني قرأت هذا الكتاب مائة مرة!» وقد لقب بالمعلم الثاني — والمعلم الأول هو أرسطو — لحله معميات الفلسفة اليونانية، وكان الفارابي كسائر فلاسفة المسلمين يرون أن الإسلام من قرآن وسنة حق، وأن الفلسفة حق، والحق لا يتعدد، فوجب أن تكون الفلسفة والإسلام متفقين! غير أنه يؤخذ على فلاسفة الإسلام أنهم لم ينظروا إلى الفلسفة اليونانية كما كان ينبغي أن ينظروا إليها؛ من أنها مجموعة أقوالٍ ومذاهبَ قد يناقض بعضها بعضًا، وأن ما يذهب إليه أرسطو في مسألة قد يكون مناقضًا لما يذهب إليه أفلاطون فيها، بل نظروا إليها كأنها حقيقة واحدة ملتئمة، وقالوا: إن أفلاطون قد يختلف مع أرسطو في طريقة البحث أو التعبير عن المقصد، ولكن آراءهما في الفلسفة واحدة.٢ وصلت إليها تعاليم أفلاطون كما حكاها فورفريوس — وهو من أصحاب مذهب الأفلاطونية الحديثة — وتعاليم أرسطو كما حكاها متأخرو المشائين، ودخل عليهم فيما نقل إليهم من فلسفة اليونان ولا سيما فلسفة أرسطو خلطٌ وتشويش، يدل على ذلك أنه في زمن المعتصم ترجم أحد نصارى لبنان جزءًا من أنيدة٣ أفلوطين إلى العربية وسماه «لاهوت أرسطو»! وتلقى المسلمون كلَّ ذلك بالقبول، وعدوا أقوال الفلاسفة المختلفة شرحًا لحقيقة واحدة، فبذلوا جهدًا عظيمًا في التوفيق بين أقوال أفلاطون وأرسطو، وزاد عليهما المتدينون «القرآن»، وهذا ما فعل الفارابي؛ فقد كان مؤمنًا بأقوال أرسطو وأفلاطون مُنزِّهًا للقرآن عن الخطأ، فمزج اللوح والقلم والكرسي والعرش والملائكة والسموات السبع بتعاليم اليونانيين الوثنيين مع ما بين أجزائها من التناقض، ومحاولة ذلك تستدعي ذكاءً نادرًا وتصوفًا و«كشفًا» وغموضًا وسَبْحًا في الخيال.
وبحث الفارابي كذلك في السياسة في كتابه (آراء أهل المدينة الفاضلة)، واختار من أشكال الحكومة الملكية الدينية، ومزج في هذا الكتاب بين آراء أفلاطون في «الجمهورية» وبين أقوال الشيعة في الإمام المعصوم؛ إذ كان سيف الدولة بن حمدان مُقرِّب الفارابي وحاميه شيعيًّا.
وممن لهم أثر كبير في الفلسفة الإسلامية جمعية شبه سرية تسمى «إخوان الصفا» اجتمعت في البصرة نحو منتصف القرن الرابع للهجرة، ودعاهم إلى جعلها سرية كره عامة الناس وعامة المتدينين للفلسفة ومن اشتغل بها، ومحاولتهم إيقاع الأذى بالفلاسفة، وقد عدَّ القفطي في أخبار الحكماء أسماء خمسة من أعضائها، وكان قصدهم نشر المعارف بين المتعلمين في جميع الأقطار الإسلامية، وتغيير أفكارهم الدينية والعلمية، قالوا: «إن الشريعة قد دنست بالجهالات، واختلطت بالضلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة؛ لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية»، «وزعموا أنه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حصل الكمال.»٥ فألفوا إحدى وخمسين رسالة ضمنوها خلاصة أنواع العلوم المعروفة لعهدهم، فهي «دائرة معارف» تشتمل على معارف العرب إذ ذاك باختصار، قالوا في أول هذه الرسائل: «إن الحكماء والفلاسفة الذين كانوا قبل الإسلام تكلموا في علم النفس، ولكنهم لما طولوا الخطب فيها، ونقلها من لغة إلى لغة من لم يكن قد فهم معانيها؛ حرَّفها وغيَّرها حتى انغلق على الناظر فيها فهم معانيها، ونحن قد أخذنا لب معانيها، وأقصى أغراضهم فيها، وأوردناها بأوجز ما يمكن من الألفاظ وبالاختصار في إحدى وخمسين رسالة.»
وكانت تعاليمهم فيها كذلك مزيجًا من أبحاث «الأفلاطونية الحديثة» والتصوف وما قاله أرسطو في العلوم الطبيعية وما قاله الفيثاغوريون في العدد «الرياضة»، وقد كان لها أثر كبير في العقول بانتشارها بين الناس، ولكن فيها من الخلط والتشويش ما ذكر قبل، وقد ظن بعض الباحثين أن هذه الجمعية جمعية باطنية «إسماعيلية» لما بين ما يجيء فيها أحيانًا وبين تعاليم الباطنية من التطابق، وقد عثر المغول عند فتحهم قلعة «ألموت» — وكانت في يد الإسماعيلية — على كثير من نسخ الكتاب.
وكان لأبي علي بن سينا البخاري ٣٧٠–٤٢٨ﻫ شهرة فائقة في الفلسفة، وفلسفته تقرب من الفلسفة الأرسطاطاليسية الصرفة، وربما كانت أقرب فلسفات المسلمين إليها، وكتابه (القانون) كان العمدة في الطب في القرون الوسطى عند الشرقيين والغربيين معًا، وله فضل كبير في نشر الفلسفة بين الناس بمؤلفاته العديدة ولا سيما الإلهيات والمنطق، هذا إلى كثير من أمثال هؤلاء الفلاسفة؛ كالبيروني، وابن مسكويه، وابن الهيثم.
وقد كان انتشار الفلسفة بين المسلمين في القرن الثالث والرابع والخامس للهجرة سببًا في حركة جديدة قام بها المتكلمون — علماء الكلام — يريدون بها مقاومة تعاليم أرسطو وأفلاطون والأفلاطونية الحديثة المتعلقة بالإلهيات، أو الرد عليها ودحضها، فنشأ من ذلك أبحاث كلامية كثيرة، فبحثوا في العلة والمعلول والزمان والمكان والحركة والسكون، والجوهر الفرد والدور والتسلل ونحوها، ولم تكن ردودهم موجهة إلى الفلاسفة فحسب، بل إلى كل من خالف سنتهم من معتزلة وزنادقة وفلاسفة وظاهرية وحنابلة، ومن أعلام هذه الطريقة: أبو الحسن الأشعري، وإمام الحرمين، والباقلاني، ولكن أحدًا منهم لم يخص الفلسفة بالطعن ولا رد عليها من جميع جهاتها حتى جاء الغزالي ٤٥٠–٥٠٥ﻫ، فدرس الفلسفة اليونانية درسًا دقيقًا — كما حدَّث هو نفسه — ثم حمل عليها حملة شديدة من جميع جهاتها، وألف في ذلك كتابه المشهور (تهافت الفلاسفة)
وكفَّر الفلاسفة لبعض تعاليمهم، وأظهر منافاة الفلسفة لتعاليم الدين، ودعا الناس إلى الرجوع إلى دينهم الصحيح الخالي من الفلسفة، ورغَّب في التصوف، وأبان أنه الطريق الحق إلى الله، وكان بليغًا في قوله، مخلصًا في حديثه، سهل العبارة، قوي الحجة، فأثر ذلك في المسلمين أثرًا كبيرًا، وكان من آثاره أن حول الناس عن الاشتغال بالفلسفة، ورجعهم إلى الكتاب والسنة، وأعلى شأن التصوف والصوفية وحبب ذلك إلى الناس، وسار على طريقة الغزالي كثيرون من بعده.
هذا مجمل حال الفلسفة في الشرق، أما في المغرب — أعني في الأندلس وشمالي إفريقية — فقد أزهرت الفلسفة حينًا أكثر من إزهارها في الشرق، وكان فلاسفة الأندلس والمغرب أكثر ابتكارًا من فلاسفة المشرق، وكان يندر بين مسلمي الأندلس الخلاف في العقائد والمذاهب كالذي كان عند المشارقة، فكلهم — إلا القليل — مالكيٌّ سُنِّيٌّ، أخذوا الفلسفة عن أهل المشرق؛ فقد كان منهم رُحَّل إليه، رحلوا عن طريق القاهرة وأمعنوا في الرحلة حتى إلى فارس وانتفعوا بعلومهم، وجاء الحَكَم الثاني ٣٥٠–٣٦٦ﻫ فبعث في شراء الكتب إلى الأقطار رجالًا من التجار، فجمعوا إليه كتبًا جمَّة، فاشتغل الأندلسيون بالرياضة والعلوم الطبيعية والتنجيم والطب بعد أن نقلت إليهم كتب الفارابي ورسائل إخوان الصفا وطب ابن سينا. وقد تعاون المسلمون واليهود معًا على الاشتغال بالفلسفة في الأندلس، ولم يلبث أن نبغ منهم كثيرون، مع مقاومة العامة وأشياعهم مقاومة أشد من مقاومة المشارقة.
ومن أشهرهم:
ابن بَاجَة، وقد اتبع تعاليم الفارابي .
وأبو بكر بن طُفَيْل، مات سنة ٥٣١ﻫ، وصل إلينا من تآليفه رواية (حَي بن يقظان)، وكان بطلها «حي» يعيش في جزيرة لا يسكنها أحد من الناس، وليس له علاقة بأحد من أهل الجزائر الأخرى، بحث بعقله بحثًا منطقيًّا متدرجًا من البسيط إلى المركب حتى وصل إلى الاعتقاد بالله، وغرضه فيها أن يبين أن الشرع يتفق مع العقل. وقد ترجمت إلى اللاتينية وظهرت سنة ١٦٧١م وسنة ١٧٠٠، ولم يمض على ظهورها عشرون سنة حتى ظهرت رواية روبنصن كروسو.
ابن رشد، وهو أشهر فلاسفة الأندلس على الإطلاق ٥٢٠–٥٩٥ﻫ، كان يعد أرسطو أكبر الفلاسفة، وقد شرح تعاليمه حسبما وصلت إليه، ودافع عن الفلسفة وألف كتابه (تهافت التهافت) ردًّا على الغزالي في طعنه على الفلسفة، وأبان في كتب أخرى أن الفلسفة لا تناقض الدين، وألف في ذلك كتابًا صغيرًا سماه (فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال)، وأكثر مؤلفاته لا توجد بالعربية، وإنما موجود ترجمتها، من ذلك شرح أقوال أرسطو مع الرد على الغزالي، رتبت وطبعت باللاتينية في البندقية سنة ١٥٦٠م، في أحد عشر مجلدًا، وتُرجم له كتاب في الطب طبع كذلك في البندقية، وله كثير من المؤلفات مترجم إلى اللغة العبرانية، وكان لفلسفته شهرة في الكنائس والمدارس الأوروبية منذ القرن الثالث عشر الميلادي — السابع الهجري.
وبانتهاء القرن السادس الهجري تقريبًا وقف المسلمون عن البحث الفلسفي والنظر في العلوم الكونية، ولم يكن العلم إلا نقلًا، فالمؤلف ينقل عمَّن قبله فحسب، حتى لا تكاد تجد في كتاب جملة ذات معنًى جديد، والمعلِّم إنما يعلِّم ما سمع من أساتذته، والاختلاف الذي يظهر بينهم إنما هو اختلاف في الشكل لا في الجوهر — وليس ثمة مجال للبحث في أسباب ذلك .
ولم ينبغ منهم نابغ مبتكر ذو شخصية ظاهرة إلا ابن خلدون المتوفى سنة ٨٠٨ﻫ؛ فإنه بإجماع الشرقيين وكثير من الغربيين مخترع فلسفة التاريخ أو علم الاجتماع، وأكبر الباحثين فيه في الشرق والغرب إلى القرن التاسع عشر الميلادي، فبحث في «أحوال العمران»؛ في الملك والكسب والعلوم والصنائع بوجوه برهانية، وكما قال هو في مقدمة كتابه: «إن كثيرًا قبله حَوَّموا على الغرض ولم يصادفوه ولا تحققوا قصده ولا استوفوا مسائله.» وأمَّل ممن يأتي بعده أن يستمروا في البحث ويضعوا ما فاته من المسائل، وقد تحققت أغراض ابن خلدون، ولكن لم يكن الذي حققها هم المسلمون، بل أوجست كومت وسبنسر وأمثالهما، «وكما كان ابن خلدون في هذا الموضوع هو السابق، فلم يكن له بين المسلمين لاحق.»
وأما مَن عداه فداروا في دائرة ضيقة كانت عنايتهم بالمسائل اللفظية تفوق العقلية، قصروا نظرهم على كتب للمتأخرين محدودة لا تبعث شوقًا إلى علم، ولا تهيج العقل إلى بحث، قد ألغزوا في معانيها وركزوا ألفاظها، فوجه المتعلمون أعظم جهدهم إلى حل معمياتها وتفسير أغراضها، وقليلًا من الجهد — إن كان — إلى نفس الموضوع.
وكان العلم والفلسفة قد صار شوطًا بعيدًا في الغرب، والشرق جامد في مكانه، وبدأ الشرق يغالب النومَ والنومُ يغلبه، ويصارع الكسلَ والكسلُ يصرعه، حتى أزعجته الحوادث، وأقلقت راحته ضوضاء احتكاك الشرق بالغرب، فانتبه متأخرًا وأحس بتأخره ونقصان علمه وضرورة التعلم حتى يستطيع مشاركة غيره في شئون الحياة، وما أحوجه اليوم إلى هداة يضيئون له السبيل، ويأخذون بيده في هذا المعترك اللجب، وينقلون إليه زبدة ما وصل إليه الغرب فيمعن النظر فيها ويهضمها بعقله الشرقي، ويكوِّن له مدنية وعلمًا تتفق مع ذوقه وجوِّه ودينه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الفلسفة الحديثة :
في العصور الحديثة تعرف الفلسفة بأنها :
دراسة المبادئ الأولى، التي تفسر المعرفة تفسيراً عقلياً ..
ومن الملاحظ على التعريفات الحديثة،ميلها بالفلسفة تجاه نظرية المعرفة .
ويعرّف هسرل ــ أحد الفلاسفة المعاصرين ــ الفلسفة على أنها: علم بالمبادئ الحقيقية وبالأصول، وبجذور الكل .
ويقابل هسرل، ألويس ريل، إذ يرى أن الفلسفة هي: علم الشعور، وهي الإدراك العلمي للشعور وموضوعاته وقوانينه .
وقد اختلف في تحديد الفترة الزمنية للفلسفة الحديثة على رأيين :
.1 إن الفلسفة المعاصرة هي فلسفة القرن العشرين .
.2 لا تقتصر الفلسفة المعاصرة على فلسفة القرن العشرين، بل تضم فلسفة القرن التاسع عشر وما أنجزته من تيارات عميقة تتصل بالإنسان والكون والمجتمع .
3 - مميزات وخصائص الفلسفة الحديثة :
كان للفلسفة الحديثة خصائص وميزات تميزت بها عن غيرها، نود هنا أن نلمح سريعاً لشيء من تلك الخصائص، ولكن قبل الخوض في المراد أشير إلى أنه من الصعب تحديد فكرٍ معينٍ تحديداً دقيقاً، يقول الدكتور بصار في ذلك: كانت محاولات المؤرخين للفكر الإنساني شاقة ومضنية، بل وبالغة غاية التعقيد .
فكلما حاولوا أن يحددوا خصائصه ويفصلوا مميزاته، في كل طور من أطواره، أمعنوا في الغموض، وأوقعوا في الحيرة .
وكلما قصدوا بيان إلى بيان واضح يسترشد به الباحثون والدارسون في تبويب المعرفة الإنسانية وتصنيفها، شط بهم القصد، وذهب بهم الجهد بعيداً عن مرمى غايتهم وتحقيق غرضهم
تميزت الفلسفة الحديثة بما يلي :
1 .حرية الفكر :
بحيث لا يؤمن المفكر بأي رأي، إلا بعد إمعان الفكر والنظر، ومن هنا استقلت الفلسفة عن الدين، فوجدت فلسفة الحادية، وأخرى تتحدث عن المسيحية لكن على أنها مجرد عاطفة دينية فقط ، وثالثة تشيد بالعلم الآلي .
2 .اصطناع منهج جديد :
بحيث يوصل إلى المعرفة الصحيحة .
3 .اتجاه الفلسفة إلى احتواء جميع العلوم :
هذا مع ملاحظة أن هذه الصفة الثالثة، قد تغيرت منذ بدأت العلوم تتقلص عن شجرة الفلسفة .
4 .العناية بالإنسان :
وتتمثل هذه الفلسفة في بيكون وديكارت، إلا أن بيكون صاحب منهج تجريبي، موصل إلى معرفة العلوم الطبيعية، بينما ديكارت صاحب منهج عقلي رياضي يقوم على الوضوح، ويصلح للبحث في الفلسفة العامة .
4 - أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة
1 . رينيه ديكارت ( 1596 - 1650 ) :
يُعرف ديكارت على أنه «أبو الفلسفة الحديثة»، وذلك لأن البرنامج الفلسفي الذي وضعه لنفسه والمنهج الذي اتبعه في تحقيق هذا البرنامج قد شكل قطيعة مع فلسفات العصور الوسطى، وأحدث تأثيراً بالغاً في الفلاسفة المحدثين اللاحقين. والغريب أن ديكارت فى عمله الفلسفي الأساسي وهو «تأملات في الفلسفة الأولى» لا يبدو منه أن هدفه فلسفي تماماً، ذلك لأن العنوان الفرعي للكتاب هو «وفيه تتم البرهنة على وجود الله والتمييز بين العقل والجسد».
وفي سنة 1629 بدأ ديكارت في كتابة رسالته «العالم Le Monde » وفيها يبحث في الطبيعة على أساس النتائج التي توصل إليها كوبرنيقوس وكبلر وجاليليو في النظام الشمسى ودوران الأرض حول الشمس، لكن حدث أن أدانت محكمة التفتيش في روما العالم الإيطالي جاليليو سنة 1633، خوفاً من أن تؤدي آراء جاليليو الجديدة إلى سقوط الاعتقاد القديم بأن الأرض ثابتة في الكون والنجوم والكواكب تدور حولها وعندئذ خشى ديكارت أن يكون مصيره نفس مصير جاليليو، فلم يكمل الرسالة وكاد أن يحرق أوراقها وعزم على
ألا يكتب أي شئ على الإطلاق.
لكن سرعان ما أدرك ديكارت أنه لا يمكن أن يتوقف عن الكتابة نهائياً وهو الفيلسوف الذي بدأ صيته ينتشر وعندما أحس أن الناس يتشوقون لمعرفة فلسفته عكف على الكتابة مرة أخرى، وأخرج ثلاث رسائل تدور كلها حول الموضوعات الرياضية والطبيعية وهي عن انكسار الأشعة والأنواء الجوية والهندسة، وقدم لها بمقال صغير وهو «المقال عن المنهج» سنة 1636 وبلغ حد خوف ديكارت أن طبع الكتاب دون أن يكتب اسمه على الغلاف. وقرر ديكارت أن يضع مذهباً للفلسفة ويطبقه على الميتافيزيقا فأخرج سنة 1641 كتاب «التأملات في الفلسفة الأولى» الذي أهداه إلى الأميرة إليزابيث البلاتينية التي راسلها كثيراً وأخذ يشرح لها فلسفته ويناقشها في أمور الأخلاق والسياسة. وعندما ذاعت شهرته وضع له ملك فرنسا راتباً سنوياً يقدر بثلاثة آلاف جنيه سنة 1647 لكنه لم يتلق منه شيئاً إذ آثر حياة العزلة. وفي سنة 1648تعرف على ملكة السويد التي ناقشته طويلاً في فلسفته عبر سلسلة من الرسائل، وأصرت على دعوته للسويد ليكون عوناً لها في إدارة الحكم وشئون البلاد كمستشار، وعندما قبل الدعوة سافر إلى استوكهلم عاصمة السويد سنة 1649. وكانت الملكة تتردد عليه طويلاً لمناقشته في فلسفته، لكن الطقس البارد للسويد لم يكن مناسباً لصحته، فأصيب بالتهاب رئوي، فرفض نصائح الأطباء وآثر أن يعالج نفسه بنفسه، وعندما اشتد عليه المرض توفى في 11 فبراير سنة 1650.
هيغــــــــــــل :
ولد هيغل بشتوتغارت في ألمانيا، وكان تلميذاً لشلّنغ مع انه كان يكبره بخمس سنوات. يعد من أعظم الفلاسفة تأثيراً في تاريخ الفلسفة الحديثة، إذ لا يمكن أن نفهم: الوجودية، والماركسية، والبراجماتية، والفلسفة التحليلية، والنزعة النقدية، من دون أن نفهم هيغل وتأثيره فيها جميعاً بالسلب والإيجاب .
كتب عدة مؤلفات اتسم أسلوبه فيها بالتعقيد والإبهام وكثرة استخدام المصطلحات، أولها: "فينومنولوجيا الذهن " (1807 م) وهو وصف للظواهر الذهنية وآثارها في حياة الإنسان، (المنطق) في ثلاثة مجلدات (1812 _ 1816م) وهو عرض للمعاني الأساسية الميتافيزيقية والمنطقية، ولذلك صار حجر الزاوية في بناء مذهبه، بينما عالجت كتبه الأخرى أقسام المذهب، "موسوعة العلوم الفلسفية" (1817م)، "دروس في فلسفة الدين"، "تاريخ الفلسفة"، "فلسفة الجمال"، نُشرت الثلاثة الأخيرة بعد وفاته.













المراجع
- أحمد أمين ، زكي نجيب محمود : قصة الفلسفة ، مكتبة النهضة المصرية ط9 1981م
- محمد إبراهيم الفيومي : تاريخ الفلسفة الإسلامية في الاندلس دار الجيل بيروت ط1 1997م
الانترنت
- https://www.hindawi.org/books/19179686/1.10/
الاثنين 11 يناير 2021 الساعة 11مساء
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89
الاثنين 11يناير 2021 الساعة 10مساء
- https://www.startimes.com/?t=21513721
الثلاثاء 12يناير 2021 الساعة 11ص

https://alghad.com/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81/
الثلاثاء 12يناير 2021 الساعة 12ص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفردات مقرر المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقدمه عن المذاهب التربويه و الفلسفبه فى مجال الترويح الرياضى
» التطبيقات العلمبه لمبادئ الفلسفات التربويه فى مجال الترويح الرياضى
» 9- التطبيقات العلمبه لمبادئ الفلسفات التربويه فى مجال الترويح الرياضى
»  مفردات مقرر ادارة الموارد البشريه فى السياحة الرياضية - دبلوم - ا.د يحيي حسن - ا.د عادل مكى
» مفردات مقرر برامج الترويح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترويح الرياضي :: المقررات العلمية لطلاب الترويح الرياضي :: الدراسات العليا قسم الترويح الرياضي - التربية الرياضية - جامعة حلوان :: دراسات عليا قسم الترويح الرياضي كلية التربية الرياضية بنين هرم جامعة حلوان :: اجباري دكتوراه ترويح - المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن-
انتقل الى: