الترويح الرياضي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترويح الرياضي

الاهتمام بعلوم وتطبيقات الترويح الرياضي
 
ا.د يحيي حسنالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

مؤسسة الخير للكل للتنمية المستدامه منظمة غير حكومية مشهورة بوزارة التضامن بالجيزة شارك معنا في مبادرات الخير

 

 مفهوم مهنة الترويح الرياضي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد رجب محمد الدحدحي
ترويحي جديد
ترويحي جديد



عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 26/11/2017

مفهوم مهنة الترويح الرياضي Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم مهنة الترويح الرياضي   مفهوم مهنة الترويح الرياضي Emptyالخميس نوفمبر 30, 2017 5:21 pm

الترويــح رؤيـة تـربوية

سوف نتطرق في هذا الموضوع إلى
أولاً: حاجة الإنسان إلى الترويح :
ثانياً: مجالات الترويح :
ثالثاً: فوائد الترويح :
رابعاً: ضوابط الترويح و آدابه

أولاً: حاجة الإنسان إلى الترويح :
للإنسان حاجة فطرية إلى الترويح، و قد أشار النويري (ب. ت، ص1) إلى أن "النفس لا تستطيع ملازمة الأعمال، بل ترتاح إلى تنقل الأحوال، فإذا عاهدتها بالنوادر في بعض الأحيان و لاطفتها بالفكاهات في أحد الأزمات، عادت إلى العمل الجد نشطة جديدة".
و يشير التوحيدي (ب. ت، ص27) إلى أن "النفس تمل البدن يكل، و كما أن البدن إذا كل طلب الراحة، كذلك النفس إذا ملت طلبت الروح".
و يؤكد الغزالي (ب. ت، ص284) على أهمية الترويح من خلال إشارته إلى أن "اللهو مروح للقلب، و مخفف عنه أعباء الفكر و القلوب إذا أكرهت عميت، و ترويحها إعانة لها على الجد، و اللهو دواء من داء الإعياء و الملل".
و جاء في السنة النبوية المطهرة أنه حينما ظن حنظلة أنه نافق لملاعبته زوجه و ولده، و لما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال له "لا يا حنظلة ساعة و ساعة ثلاث مرات" . (مسلم، 1955، ص ص2106- 2107)
و قد أوصى الإمام علي كرم الله وجهه بالترويح عن القلوب في قوله: "روحوا القلوب، واتبعوا لها طرف الحكمة، فإنها تمل، كما تمل الأبدان" (السمعاني، 1981، ص68).
و قد كان الرسول عليه الصلاة و السلام، يميل إلى المداعبة و المزاح مع أصحابه، وجاء في الحديث الشريف "أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة، فقال: يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز، قال: فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها و هي عجوز إن الله تعالى يقول: "إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا" (الواقعة : 35- 37) . (الترمذي، 1993، ص199)
ومن الجدير ذكره أن "مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يتعدى القول إلى الفعل، كما لا يتعدى الصدق إلى غيره، و قد مازح الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة، كما مازح أهل بيته، و قد سرت الروح السمحة المرحة إلى نفوس أصحابه، فكانوا على ما هم عليه من جدٍ و جهادٍ و عبادةٍ و عمل، يتمازحون و يداعب بعضهم بعضاً . (العودة، 1994، ص91)
والترويح في المنهج الإسلامي، ليس مجرد شغل للفراغ، أو قتلاً للوقت ولا مجرد ممارسة اللهو، ولكن الأصل فيه هو ما يعود على الإنسان من فوائد جسمية، أو روحية، أو عقلية، و على المجتمع بالخير، و النفع و التقدم، فإذا انتفت هذه الفوائد، فإن الإسلام يرفضه و يحول دون الانزلاق فيه. (عبد الحميد، 1998، ص15)
و قد حذر القرآن الكريم من إضاعة الوقت فيما لا يفيد " الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ" (الأعراف، 51).

ثانياً: مجالات الترويح :
اجتهد الباحثون في تصنيف النشاط الترويحي إلى مجالات عديدة، فهناك من قسمه بناء على درجة مشاركة الفرد و تفاعله على النحو الآتي . (ابراهيم، 1961، ص5)
أ) الاشتراك الابتكاري :
وهو الذي يعمل فيه المشترك على الابتكار عن طريق اندماجه التام في نوع النشاط الممارس، مثل: العالم، و المبتكر، و مثل: اللاعب الذي يعشق لعبته و يندمج فيها.
ب) الاشتراك الإيجابي :
وهو ذلك النوع من الاشتراك في أوجه النشاط، التي تسهم في تنمية الفرد جسمانيًا، أو عقلياً، أو نفسياً، مثل: الرسم، أو لعب الشطرنج، أو الأنشطة الرياضية، أو العزف على الآلات الموسيقية.


ج) الاشتراك السلبي :
وهو ذلك الاشتراك الذي يكون فيه اندماج الفرد معدوماً و استمتاعه ليس بالقدر الذي يهزه عاطفياً، مثل: الذهاب إلى السينما، أو مشاهدة التلفاز، أو ارتياد دور اللهو.
ومن خلال التقسيم السابق، يبدو أنه من الصعب التفريق بين نوعين من الترويح الابتكاري والايجابي، فالاشتراك الابتكاري هو اشتراك ايجابي بالطبع. كما أن الاشتراك الايجابي لا يخلو من الابتكار، كالرسم، أو العزف على الآلات الموسيقية، ثم إن افتراض ضعف مستوى الاندماج في مشاهدة التلفاز، أو السنيما - لا سيما في عصرنا الحالي- حيث الإثارة العاطفية بدرجة كبيرة، يبدو غير مقنع. ولقد قسمت الأنشطة الترويحية طبقاً لأهدافها، و أنواعها، إلى المجلات التالية: (خطاب، 1990، ص ص66- 79)
أ) الترويح الثقافي :
ويشتمل على قراءة القصص، والروايات، والصحف، والمجلات، والكتابة كإصدار نشرة، وحلقات البحث، والمناظرات، وألعاب الذكاء، ومسابقات الكلمات المتقاطعة.

ب) الترويح الفني :
ومن الأنشطة التي تمنح الفرد الإحساس بالجمال، والإبداع، والتذوق الفني، وتعمل على إكسابه القدرات، والمهارات الفنية، وتنمي لديه المعلومات، ومن ذلك جمع الطوابع، والتصوير والرسم والزخرفة اليدوية والغناء والتمثيل.

ج) الترويح الاجتماعي :
ويسهم هذا النوع من الترويح، في إيجاد فرص التفاعل بين الأفراد والجماعات، وتوثيق العلاقات والروابط بينهم في جو متميز بالمرح، من خلال أنشطة متنوعة، السهرات أو الأناشيد أو الغناء الجماعي، أو حفلات أعياد الميلاد.
د) الترويح الخلوي :
ويقصد به قضاء وقت الفراغ في الخلاء وبين أحضان الطبيعة، وهو يسهم في إشباع ميل الفرد للمغامرة، والبحث عن المعرفة، والتمتع بجمال الطبيعة ومن هذه الأنشطة الرحلات، والترحال، والصيد، والمعسكرات، والتجوال.

هـ) الترويح الرياضي :
ويعد من الأركان الأساسية، في برامج الترويح، لما يتميز به من أهمية كبرى في المتعة الشاملة للفرد، بالإضافة إلى دوره في التنمية الشاملة للشخصية من جميع النواحي البدنية، والعقلية والصحية والاجتماعية، ومن هذه الأنشطة: المشي على الأقدام، والجري، وكرة القدم، والسباحة، والرمي، وكرة الطائرة، وركوب الدراجات، وألعاب القوى.
ويتضح لنا مما تقدم أن تصنيف الأنشطة الترويحية، يتصف بالمرونة والتنوع، ويميل الباحث إلى تصنيف خطاب (1990) لكونه شاملاً، وواضحاً، ومنطلقاً من أساس موضوعي لا يفرق فيه بين نشاط ترويحي، وآخر من حيث الأهمية، فالأنشطة الترويحية جميعاً يفترض أن تؤدي وظائف تربوية متكاملة، تسهم في بناء شخصية الفرد بطريقة شاملة.

ثالثاً: فوائد الترويح :
فمن الحقائق الراسخة، أن الشخصية تنمو من خلال النشاط الذي يوفر الظروف ويهيؤها لاكتساب قيم وخبرات ومهارات ثقافية إنسانية، وفي الوقت ذاته تخلق عملية تنمية الشخصية الظروف لأنواع أخرى جديدة من النشاط أو المزيد من التنمية لتلك الأنشطة، التي بدورها تدعم نمو الشخصية . (درويش والحمامي، 1988، ص 49)
ومما لا شك فيه أن الأنشطة الترويحية التي يمارسها الإنسان، يمكن أن ينتج عنها فوائد جليلة تنعكس على حياة الفرد و المجتمع، و ذلك حالة كونها عملاً موجهاً هادفاً ومنضبطاً بجملة من المبادئ والآداب المحددة، ويمكن إجمال فوائد الترويح من خلال المجالات التالية:
أ) المجال الصحي :
حيث يلعب الترويح - وخاصة الرياضي منه - دوراً هاماً في عملية اكتساب الصحة البدنية، إذ يسهم في تنمية أعضاء الجسم وقياسها بوظائفها على أكمل وجه، ويعمل على إكساب الفرد القدرات، والمهارات الحركية، كالقوة، والسرعة، والتحمل، والمرونة، والرشاقة. كما يكتسب الفرد لياقة بدنية . (خطاب، 1990، ص34)

ب) المجال النفسي :
لعل الاسترخاء من أهم الفوائد النفسية الناتجة عن ممارسة الترويح، لذلك أنه يستبدل مشاعر الإرهاق والتعب والجزع والتوتر بمشاعر البهجة والمتعة والسعادة، والراحة . (درويش و الخولي، 1990، ص174)
ومن خلال الترويح، يمكن إشباع بعض الحاجات الإنسانية لدى الفرد، كالحاجة إلى التقدير، وتحقيق الذات، والحاجة إلى التعبير عنها وتنفيس المشاعر والانفعالات . (العودة، 1994، ص39)

ج) المجال العلمي المعرفي :
حيث تسهم الأنشطة الترويحية في اكساب الفرد معارف ومعلومات في مختلف المجالات الفنية والثقافية . (خطاب، 1990، ص139)
كما تمد الفرد بخبرات عملية كمعلومات تاريخية، وأخرى تتصل بأساليب السفر، وطرق التعامل مع وسائل الاتصال، وإجراءات الفرد . (جلوان و آخرون، 1989، ص23)


د) المجال الفكري :
فللترويح دور فاعل، في تنمية الفكر من خلال تدريب الأفراد على التفكير العلمي السليم، وتدريب الأفراد على المناقشة الواعية المقنعة، وتنمية القدرة على التركيز والانتباه وفهم الآخرين . (عبد الحميد، 1998، ص57) كما يسهم الترويح في إبعاد الخمول، والكسل الفكري (عبد السلام، 1979، صCool.

هـ) المجال الاجتماعي :
إذا كان الإنسان اجتماعياً بطبيعته فإن "الترويح يسهم في تهيئة مناخ يساعد على نمو الروح الاجتماعية، فهو ينشئ الممارس على بغض السخرية والإيذاء والظلم والتعصب للرأي، وغير ذلك من القيم السلبية. وينمي بدلاً من ذلك قيم الأخـوة والتفـاهم والألفـة، والعدل والتسامح، وغير ذلك من القيم الإيجابية التي تسهم في إكساب الفرد القدرة على إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين" . (عبد الحميد، 1998، ص57)
ومن أهم القيم الاجتماعية التي يساهم الترويح في تعميقها، قيم التعاون والمنافسة الشريفة وتحمل المسئولية واحترام آراء الآخرين ورعاية مصالحهم والأمـانة، والصبر وغيرها من القيم البناءة . (عبد الوهاب، 1979، ص ص50- 51)
كما يسهم الترويح في توعية الفرد بآداب وقواعد السلوك الاجتماعي، وتشجيعه على الانخراط في العمل الجماعي على أساليب القيادة واحترام الأنظمة وتحمل المسئولية. كما يجعله يتقبل معاييـر مجتمعه ويدرك دوره في المجتـمع، مما يسـاهم في تشكيل رغبـاته واتجاهات . (عبد الحميد، 1998، ص57)

و) المجال الاقتصادي :
فالعلاقة بين الترويح والاقتصاد أو الإنتاج، تفترض تميزاً واضحاً بين الترويح والعمل، وتجعله أداة للثاني، وبذلك يصبح هدف الترويح مساعدة الفرد على القيام بوظيفته عن كفاية وقدرة وبالتلي زيادة الإنتاج، وقد أظهرت نتائج البحوث الحديثة أن تخفيض عدد ساعات العمل، ومنح العامل يومين عطلة أسبوعياً قد أسهم في زيادة معدل الإنتاج لدرجة ملحوظة . (خطاب، 1990، ص138)
و من ناحية أخرى، فإن الدور الهام الذي يلعبه الترويح في مجال الصحة البدنية، لا بد أن يمتد أثره في المجال الاقتصادي، فكلما ارتفع المستوى الصحي زادت القدرة على الإنتاج وزاد الإقبال على العمل، فضلاً عما يحققه من وفرة في النفقات العلاجية، ومن تأخير سن التقاعد عن العمل. (حافظ وآخرون، 1961، ص42)
وإذا أمكن استخدام النشاط الترويحي كوسيلة للكشف عن مواهب الفرد وميوله وقدراته كان ذلك دعامة طيبة لعملية التوجيه المهني وبهذه الوسيلة يمكن كل فردٍ إلى ميدان العمل الذي يصلح له والذي يتفق مع مكونات شخصيته.
كما أن ما يحققه الترويح من تنفيس عن الانفعالات المكبوتة لا يقتصر على الناحية النفسية فحسب، بل إن آثاره تنعكس على الناحية الاقتصادية، فالمستوى الإنتاجي للعامل الذي يتمتع باستقرار نفسي يفوق بكثير مستوى العامل المثقل نفسه بالهموم، ولذلك أدخل أصحاب الأعمال الترويح في المصانع والمؤسسات واعتبروه عنصراً أساسياً في خدمة الإنتاج . (حافظ وآخرون، 1961، ص41)

ز) المجال الإبداعي :
ما من شك في أن جمال الطبيعة ومناظرها الخلابة، وجمال الكلمة في الشعر وجمال اللحن وتناسق الحركة والإيقاع وجمال اللوحة واللون وغير ذلك من مواقف تزيد من إحساس الإنسان بالجمال . (السيد، 1993، ص15)
كما يسهم الترويح في تنمية حواس التذوق السمعي والبصري والفني والأدبي، و بهذا يمهد الطريق لتمكين الفرد من القدرة على الإبداع المتميز من الاختراع والابتكار المتجدد . (السيد، 1993، ص5)
وللترويح وظيفة شخصية، إذ إنه يساعد على إتاحة الفرص لظهور مواهب الأفراد وإبراز ميولهم، ومن ثم  يعمل على تنميتها وتوجيهها، لا سيما في المؤسسات التعليمية الرسمية، كما يساعد على الأخذ بيد الموهوبين للنمو في مجالات التفوق والإبداع . (عبد الوهاب، 1979، ص47)

ح) المجال التعليمي :
فللترويح أثر إيجابي في التعليم، بما يوفر من الاسترخاء لصالح عقل الإنسان ومعارفه، ولهذا فهو يسهل عملية التعلم والاكتساب المعرفي وذلك لأن الاسترخاء شرط هام للتعلم الجيد، فالشخص المتوتر لا يكون مستقبلاً، ولا مستجيباً للمثيرات الجيدة، ولذا فالتعليم حينما يمتزج بالضغط والإكراه، فإنه يؤخر الإنسان أكثر مما يدفعه للتقدم، إذ إن التعليم الفعال هو التعليم المشوق . (فينكس، 1982، ص39)

رابعاً: ضوابط الترويح و آدابه :
إن وقت الفراغ في المجتمعات المتقدمة لا- يعد فقط - وقتاً للترويح والاستجمام، واستعادة القوى، ولكنه أيضاً فترة من الوقت يمكن من خلالها تطوير وتنمية الشخصية بصورة تسهم في إكساب الفرد الخبرات السارة الإيجابية، وفي الوقت نفسه تساعد على نمو شخصيته، وتكسبه العديد من الفوائد الخلقية والصحية والبدنية والفنية . (خطاب، 1990، ص ص17- 18)
وحتى يكون الترويح تربوياً يحقق النفع الخاص والعام ولا يترتب عليه مفاسد تطغي على المصالح والمنافع، لا بد من مراعاة جملة من الضوابط والآداب التي توجه النشاط الترويحي نحو تحقيق الأهداف المرجوة، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
أ) الابتعاد عن الألعاب المحرمة :
فهناك مجموعة من الألعاب الترويحية المنهى عنها في الشرع، ومن أبرزها ما يلي:
1- الألعاب التي تقوم على المخاطرة الشديدة دون ضرورة إليها، مثل: الملاكمة.
2- الألعاب التي تظهر فيها أجسام النساء، أي ما لا يحل زينته منها أمام الرجال.
3- الألعاب التي تقوم على السحر الحقيقي، فهي من السبع الموبقات .
4- الألعاب التي تعرض الحيوانات و الطيور للإيذاء، مثل: صراع الديوك، والكباش.
5- الألعاب التي تقوم على الحظ وحده، مثل: لعبة النرد.
6- الألعاب التي يدخل فيها الميسر، فهي رجس من عمل الشيطان.
7- الألعاب التي فيها استخفاف بكرامة الإنسان أو السخرية منه. (القرضاوي، 1993، ص319)

ب) عدم ممارسة الترويح في الوقت المحرم :
فالوقت المحرم على الترويح، هو الوقت الخاص بالعبادات، وكذلك الأوقات المتعلقة بحقوق الناس . (العودة، 1994، ص65)
وقد جاء في الحديث الشريف "كل ما أسكر عن الصلاة فهو حرام" . (مسلم، 1955، ص1586)
وأما الأوقات المتعلقة بحقوق العباد، مثل: أوقات العمل الرسمي التي يأخذ عليها الإنسان مقابلاً مادياً أو معنوياً، فلا يجوز اختلاس شيء منها لممارسة الترويح وذلك؛ لأنه اعتداءً على حقوق الآخرين. (عبد الحميد،1998،ص22)

ج) عدم الإغفال عن ذكر الله أثناء ممارسة الترويح :
فالمسلم مطالب بالمداومة على ذكر الله عز وجل " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ" . (البقرة، 152)
وقد حذر القرآن الكريم من الأشياء التي تلهي الإنسان عن ذكر الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"  . (المنافقون، 9)
فالاشتغال بذكر الله يجب أن يقدم على كل شيءٍ، حتى الأموال والأولاد، ومن باب أولى يحذر أن يكون أي نشاط ترويحي ملهاة عن ذكر الله جل و علا.

د) تجنب الاختلاط بين النوعين و الالتزام بستر العورات :
فالاختلاط بين الجنسين أثناء ممارسة الترويح غير محبذ، وذلك أن هناك أنشطة ترويحية تصلح للذكور، وأخرى تصلح للإناث، ومن المعلوم أنه في مجالات الترويح، تسود روح الممازحة وعد التكلف والحركة، وتسود ظاهرة التخفف من الملابس، بحيث يكون الاختلاط هنا من أكبر أبواب الفتنة، لا سيما مع بداية مرحلة البلوغ، ومن هنا فإن الفصل بين النوعين أثناء مزاولة الأنشطة الترويحية يعد سداً لمنافذ الانحراف والفتن . (العودة، 1994، ص60)
كما يشترط في الترويح الالتزام بستر العورات، وعدم التعري حتى لا تكشف السوءات عملاً بالتوجيه القرآني "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" . (الأعراف، 26)

هـ) ملازمة الصحبة الحسنة :
فالأنشطة الترويحية، تستدعي الاختلاط بالآخرين والتفاعل معهم  والمجالسة والتآلف الذي لا يخلو- بالطبع- من التأثر والتأثير، ومن هنا يفترض أن يتوافر في جماعة الترويح سمات الصلاح والاستقامة، والالتزام، الذين يكون اجتماعهم ابتغاءً من أجل الله عز وجل، وقد عبر ذلك الحديث القدسي الذي رواه الرسول صلى الله عليه وسلم عن رب العزة "وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين والمتباذلين في . (ابن أنس، 1951، ص154)
ويحذر القرآن الكريم من الصحبة الفاسدة، ويؤكد على ملازمة الأتقياء "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" . (الزخرف، 67)

و) عدم الإفراط في استهلاك الوقت المباح في الترويح :
يعد الوقت أنفس ما يملكه الإنسان، وقد أقسم الله عز وجل في كتابه العزيز بالوقت، مما يؤكد على أهميته في الحياة، فهو الإطار الزمني الذي يستوعب حركة الإنسان وعمله، ومن هنا كان القسم بالوقت مقروناً بالعمل والنتيجة بالنسبة للإنسان " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (العصر، 1- 3).
ولما كان العمر الإنساني ليس ملكاً للإنسان، وإنما هو ملك لله تعالى، استخلف فيه الإنسان ليوظفه في النهج الذي أمر به، ونتيجة لملكية الله عز وجل لعمر الإنسان، حرم الإسلام تحريماً قاطعاً، أن يهلك الإنسان وقته وعمره بأية صورة كانت . (رشيد، 1998، ص ص41- 42)
وإذا كان الإسلام، قد راعى حاجة النفس الإنسانية إلى الترويح واعتبره ضرورة حيوية، إلا أنه منع الإفراط فيه حتى لا يصبح عامل هدم وذلك من منطلق أن الجد والانضباط هما الأصل، وأن الترويح إلا حيزاً محدوداً من الوقت والجهد بالقدر الذي يخدم الحياة والانضباط. كذلك فإن الترويح وسيلة لراحة النفس والجسد، ولا يصح أن يجعل هدفاً في حد ذاته فيستحوذ على مناشط الحياة ليلاً ونهاراً، فيخرج عن طبيعته، ويتجه بالحياة نحو العبث واللامبالاة . (عبد الحميد، 1998، ص23)
وإضافة لما سبق، فإن إهدار الأوقات في الترويح سلوك مرفوض، بل محرم من ناحية شرعية لكونه شكلاً من أشكال الإسراف " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" . (الأعراف، 31)

ز) الالتزام بالأخلاق الإسلامية :
حتى يكون الترويح عملاً مجدياً ومقبولاً، لا بد من الالتزام بجملة من الأخلاق والآداب الإسلامية، لا سيما أن الترويح بأنشطته وألـوانه المختلفة، لا يخـلو من المرح والإشارة، والحماس والتنافس والانفعال، مما قد يجعل الانضباط الأخلاقي أمراً ليس سهلاً، ويمكن تلخيص أخلاقيات الترويح فيما يلي:
1- التزام الصدق، وقد حث المولى سبحانه وتعالى عباده بأن يمتثلوا الصدق "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين" (التوبة، 119). والمرء أحيانًا "يستهل الكذب حين يمزح حاسباً أن مجال اللهو لا خطر فيه على إخبار، أو اختلاق. ولكن الإسلام الذي أباح الترويح عن القلوب لم يرض وسيلة لذلك، إلا في حدود الصدق المحض " . (الغزالي، 1980، ص131) ، و قد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من سلوك مسلك الكذب، وإن كان بقصد الترويح والمزاح "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له، ويل له" (أبو داود، ب. ت، ص298).
2- تجنب السخرية واللمز والتنابز بالألقاب وذلك امتثالاً للتوجيه القرآني "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (الحجرات،11).
3- عدم ترويع الآخرين، حيث جاء في الهدي النبوي الشريف "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً" . (أبو داود، ب. ت، ص301)
4- تجنب إيذاء الآخرين، وذلك عملاً بالتوجيه النبوي "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" (النسائي،ب. ت، ص193).

ح) التحلي بالتواضع
فمن خلال ممارسة الألعاب الترويحية، قد يتسرب إلى النفوس المنتصرين و المتفوقين شعور بالعجب أو التعالي على الآخرين و هذا نهى عنه القرآن الكريم من خلال قـوله تعالى: " قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ" (الزمر، 72).
وجاء في الحديث الشريف، حث صريح على التواضع بين الناس "إن الله عز وجل أوحى إلى أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد" (ابن ماجه، ب. ت، ص3399).
حيث يثير التنافس أثناء الترويح – أحياناً - مشاعر العداوة، والبغضاء بين الأفراد، وهذا يتناقض مع مبدأ الإيخاء بين المسلمين " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الحجرات، 10).
فالعداوة والبغضاء والغل، مشاعر سلبية مستقبحة، حتى إن كانت أثناء ممارسة أي نشاط ترويحي، والأصل أن تكون العلاقة بين المؤمنين قائمة على الحب وسلامة الصدر، وحسن النوايا " وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر، 10).
وبناءً عليه ينبغي الكف أثناء ممارسة الترويح عن أي سلوك يؤدي إلى المشاحنة، والتنافر والعداوة.


قائمة المراجع

أولاً: المصادر :
* القرآن الكريم.
1- ابن أنس، مالك (1951) الموطأ.ج2، دار إحياء الكتب العربية: القاهرة.
2- ابن ماجة، الحافظ أبي عبد اللع (ب. ت) سنن ابن ماجه. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ج3، دار إحياء التراث العربي: القاهرة.
3- أبو داود، سليمان بن الأشعث (ب. ت) سنن أبي داود. ج4، دار الفكر: بيروت.
4- الترمذي، أبو عيسى محمد بن سورة (1993) الشمائل المحمدية و الخصال المصطفوية. تحقيق سيد بن عباس الجليمي، مؤسسة الكتب الثقافية: القاهرة.
5- التوحيدي، أبو حيان (ب. ت) الإمتاع و المؤانسة. ج1، المكتبة العصرية: بيروت.
6- السمعاني، عبد الكريم بن محمد (1981) أدب الإملاء و الاستملاء. ج1، تحقيق ماكس فاينفالير، دار الكتب العلمية: بيروت.
7- الغزالي، أبو حامد (ب. ت) إحياء علوم الدين. ج2، دار إحياء الكتب العربية: القاهرة.
8- النويري، شهاب (ب. ت) نهاية الإرب في فنون الأدب. ج4، المؤسسة المصرية للنشر  و التأليف و الترجمة و الطباعة.
9- النسائي، أبو عبد الرحمن بن بحر (ب. ت) سنن النسائي. ج8، دار الكتب العلمية: بيروت.
10- مسلم، الإمام أبي الحسن النيسابوري (1955) صحيح مسلم. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ج3، ج4، دار إحياء الكتب العربية: القاهرة.

ثانياً: المراجع :
1- إبراهيمو حلمي (1961) الترويح في أوقات الفراغ. مطبعة المعرفة: مصرز
2- العودة، خالد بن فهد (1994) الترويح التربوي "رؤية إسلامية". دار المسلم للنشر    والتوزيع: الرياض.
3- القرضاوي، يوسف (1993) ملامح المجتمع المسلم الذي تنشده. مكتبة وهبه: القاهرة.
4- جلوان، رابح و آخرون (1989) دليل التربية الرياضية. دار التراث: المدينة المنورة.
5- حافظ، محمد علي و آخرون (1961) الترويح و الخدمة الاجتماعية. مكتبة القاهرة الحديثة: القاهرة.
6- خطاب، عطيات محمد (1990) "الممارسة الرياضية في وقت الفراغ لتلاميذ          وتلميذات المدارس الثانوية". في كتاب اوقات الفراغ و الترويح. تأليف عطيات محمد خطاب، دار المعارف: القاهرة، ص ص181- 220.
7- درويش، كمال و الحمامي، محمد (1988) الترويح الرياضي في المجتمعات المعاصرة. مكتبة الطالب الجامعي: مكة المكرمة.
8- رشيد، هارون (1998) قضايا اللهو و الترويح بين الحاجة النفسية و الضوابط الشرعية. دار طيبة للنشر و التوزيع: الرياض.
9- سابق، السيد (1983) فقه السنة. ط4، المجلد الثالث، دار الفكر: القاهرة.
10- عبد الحميد، أحمد ربيع (1998) "التصور الإسلامي لدور الترويح التربوي في بناء الشخصية المسلمة" مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر: القاهرة، ع71، ص ص1- 71.
11- عبد الوهاب، جلال (1979) النشاط المدرسي. مكتبة الفلاح: الكويت.
12- فينكس، فيليب (1982) فلسفة التربية. ترجمة محمد النجيحي، دار النهضة العربية: القاهرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم مهنة الترويح الرياضي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مهنة الترويح الرياضي
» مفهوم الترويح الرياضي
» مفهوم وتعريف الترويح الرياضي وخصائصه
» مفهوم الترويح:
» مفهوم الترويح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترويح الرياضي :: المقررات العلمية لطلاب الترويح الرياضي :: الدراسات العليا قسم الترويح الرياضي - التربية الرياضية - جامعة حلوان :: الاضول العلمية والفلسفية لمهنة الترويح الرياضى 710-
انتقل الى: