تنفيذ البرنامج الترويحي
[ تخطيطـه ــ تنظيمـه ــ إدارتـه ]
لكي يستطيع البرنامج الترويحي تحقيق الأهداف والأغراض المرجوة منه ، لابد أن يكون مبنيا على دراسة مستفيضة من حيث : التخطيط الموضوعي العلمي ، والتنظيم المحكم الجيد ، والإدارة الفعالة الناجحة القادرة على القيادة . وحتى نستطيع أن نحقق تلك الدراسة المثالية المطلوبة في التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة والتقويم فإنه لابد من إتباع خطوات علمية مبنية على أسس تربوية حديثة ومتطورة،وأهم تلك الخطوات ما يلي:ـ
(1) دراسة المجتمع :
عندما يُبنى المجتمع على أسس سليمة قائمة على التخطيط المتقن يستطيع القائمون على ذلك تحديد البرامج الترويحية التي تترجم الفلسفة التي قام عليها بناء هذا المجتمع ، والتي يستطيع المستفيدون من خدمات المجتمع الانسجام معها وتنفيذها والاستفادة منها ، كذلك عندما تكون تلك البرامج ملائمة لحاجات أفراد المجتمع تتحقق الفائدة المرجوة منها . ويجب أن تكون تلك البرامج تم إقرارها طبقا لظروف المجتمع وحاجاته الاجتماعية والسياسية والاجتماعية . بحيث يتم جمع بيانات كاملة عن ما يلي : التعليم والثقافة ، التقدم التقني ، العادات والتقاليد والعقيدة ، مشاكل المجتمع ، حجم أوقات الفراغ ، حاجة المجتمع نحو الترويح وقيمته التربوية .
(2) دراسة الأفراد المستفيدين من البرامج الترويحية :
لابد أن يتم دراسة نفسيات الأفراد الذين هم بحاجة إلى الترويح ، ومقدار تقدمهم الثقافي والصناعي ، وسلامتهم من الأمراض التي تحول دون تنفيذ البرامج ، كذلك دراسة خصائص مراحل نموهم واتجاهاتهم وما يحتاجون له من البرامج ، والكشف عن مستوى استعدادهم للترويح وقدراتهم واتجاهاتهم ، حتى يمكن توجيه كل فرد إلى ما يناسبه من البرامج ، وإتاحة الفرصة له ليختار ما يستطيع ممارسته من مهارات . كذلك مساعدتهم للتلاقي وتكوين جماعات منسجمة مع بعضها البعض .
(3) دراسة الإمكانات المتاحة لتنفيذ الترويح :
ونعني بها الإمكانات المادية التي يمكن من خلالها تمويل برامج الترويح ، وحتى تتهيأ فرص النجاح للترويح لابد من توفير الأموال اللازمة لذلك ، كذلك الإمكانات البشرية القادرة على قيادة برامج الترويح ممن لديها الخبرة الكافية ، مثلها الأدوات والأجهزة والمناهج ووسائل الترويح ، كذلك لابد من التأكد من نوعية تلك الأجهزة وصلاحيتها ، والميزانية التي يتم الصرف منها على تلك البرامج ، والوقت المخصص للترويح ، وعدد الرواد المؤهلين لتنفيذ الترويح .
(4) تحديد الأهداف المراد تحقيقها :
لابد من أن يتم تحديد الأهداف الواضحة للبرامج المراد تنفيذها ، حتى تتحقق الفائدة المرجوة منه ، ومهم جدا تحديدها بوضوح تام يساعد على بناء جميع الجوانب المختلفة ، ويساعد على السير بالترويح على الطريق الصحيح الذي أقر من أجله ، ولا ننسى بأن هذه الأهداف تختلف باختلاف طبيعة كل مجتمع من المجتمعات ونظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع ، سواء زراعي أو عمالي أو تعليمي أو غير ذلك ، ويلزم أن تكون الأهداف محققة لما يلي :
* أن تنبع الأهداف من الفلسفة التربوية للمجتمع ومن حاجاته واتجاهاته.
* أن تكون مناسبة للسن وطبيعة العمل والبيئة .
* أن تتميز بالوضوح وعدم الغموض ، حتى يمكن لها قيادة الترويح إلى الطريق الصحيح .
* ألا تكون تلك الأهداف فرضية ، بل يجب أن تتسم بالواقعية حتى يمكن تحقيقها على ضوء الإمكانات المتاحة .
* يجب أن تهتم بجميع المجالات الرياضية والاجتماعية والصحية والثقافية ..وغيرها.
(5) اختيار الأنشطة المناسبة :
وذلك بأن يتحقق منها ما يلي :
* أن تتناسب مع طبيعة الأفراد واستعداداتهم وقدراتهم ومهاراتهم .
* أن تراعي الفروق الفردية بين أفراد المجتمع .
* أن تتنوع النشاطات بين رياضية وثقافية ومسابقات ومشاركات اجتماعية.. وغيرها.
* أن تتناسب أوجه النشاط مع الإمكانات المتاحة للمجتمع .
* أن يتحقق مبدأ الأمان والسلامة للمشاركين في الترويح من أفراد المجتمع .
* ألا تتعارض الآداب الشرعية ومع العادات والتقاليد للمجتمع .
(6) تنفيذ البرنامج :
بعد أن يتم تحديد الأهداف والدراسات والإمكانات ويتم اختيار الأنشطة المناسبة تأتي مرحلة التنفيذ للبرنامج الترويحي . على أسس سليمة تخدم المجتمع ، وتحقق الانسجام بين أفراده ، وتحل مشاكله ، ويجب من خلال التنفيذ للبرامج أن يتحقق ما يلي :
* أن يساعد الأعضاء بعضهم في بلوغ الأهداف الموضوعة .
* أن يتأثر المشتركون تأثيرا إيجابيا في بعضهم البعض .
* الاهتمام بتنمية شخصيات الأفراد.
* توفير البيئة المناسبة التي تساعد الأفراد على اكتساب القيم المطلوبة .
* أن تكون الفرص متاحة لجميع الأفراد بالتساوي .
* منح الأفراد الفرص اللازمة للإبداع والابتكار .
* توفير الأمن والسلامة لجميع الأفراد .
* توجيه الأفراد أثناء أدائهم لأدوارهم في الترويح لما هو مفيد لهم .
* توفير جو العمل المناسب لجميع الأفراد .
(7) تقويم البرنامج :
يتم قياس جميع الأعمال بخواتيمها ، وكل عمل لابد له من نتائج وتلك النتائج هي الثمار الهامة لتلك الأعمال ، وتقيس مدى نجاح البرامج التي يتم وضعها . والبرنامج الترويحي من البرامج التربوية الهامة في حياة الأمم التي تعمل به جميع المؤسسات التربوية التي تقدم خدمات للشباب .
لذا فإن تقويم البرنامج الترويحي عملية هامة حيث يتمكن القائد الترويحي من معرفة مدى نجاح الخطط التي وضعها لتحقيق الأهداف المرجوة من الترويح , حيث يشمل التقويم جميع الجوانب التي يغطيها الترويح ، ويهتم بكل الوسائل والغايات ، ويحدد مدى الجهد الذي تم بذله لنجاح البرنامج وينبغي أن يسير التقويم مع التنفيذ خطوة بخطوه حتى تنمكن من متابعة البرنامج من بدايته حتى النهاية ، حيث يتم تسجيل النتائج وتحليلها وتفسيرها ومعالجة الخطأ في حينه .
ثم إن التقويم عملية تعاونية يجب أن يشترك فيها جميع العاملين في البرنامج الترويحي من قادة ومشرفين وطلاب ومنفذين لتكتمل منظومة الرأي ، ويجب ألا يغفل رأي لأحد مهما كان صغيرا ، حتى يمنح كل واحد من أعضاء الفريق حرية التفكير والابتكار والتجديد ، وحتى تسود روح المحبة والمودة والتعاون بين أعضاء الفريق الترويحي .
(
تقويم البرنامج :
وهذه الخطوة هي المحصلة النهائية لأي برنامج يتم تنفيذه ، وبها تتحدد النتائج ويتم رصدها بشكل نهائي حتى تبنى عليها البرامج المزمع تنفيذها في الأعوام القادمة، وهذا التعديل قد يكون في الأهداف ، أو في التنفيذ ، أو زيادة أو تقليل الوقت اللازم لتنفيذ البرنامج ، أو حذف بعض الأنشطة أو إضافة أخرى ، وقد يكون بطلب زيادة في الأموال اللازمة للتنفيذ أو نقصها ، وقد يكون بإبعاد بعض الكفاءات القيادية عن المشاركة في البرامج القادمة ، والكشف عن مواهب جديدة .