الترويح الرياضي الاهتمام بعلوم وتطبيقات الترويح الرياضي |
مؤسسة الخير للكل للتنمية المستدامه منظمة غير حكومية مشهورة بوزارة التضامن بالجيزة شارك معنا في مبادرات الخير
|
| | المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ا.د يحي حسن -المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 177 العمر : 65 تاريخ التسجيل : 31/08/2008
| موضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه الأربعاء يناير 13, 2021 2:14 am | |
| + ---- - المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه
تعود الفلسفة الطبيعية إلى الأيام الأخيرة من النهضة العلمية عندما ضعفت الحركة الإنسانية فجاءت كثورة فكرية وعملية لا تقل أهميتها أثرها عن أهمية عصر النهضة لقد حاولت دحض المفهوم القائل إن التربية تنحصر في حفظ الكتب وإتقان الأسلوب والشكل وركزت على أن العواطف وهوى النفس هي المحرك الأول والأساس الصحيح الذي يجب أن تقوم عليه التربية والاجتماع. وقد كانت هذه الحركة ثورة على منطق القرون الوسطى ونزعته الدينية وقلة فائدة التعليم للمتعلمين وجموده ,فكان لا بد أن يتلو هذا الجمود قيام حركة طبيعية تعيد للتربية مرونتها وتبعث فيها حياة جديدة.(حعنيني,ص163)
ويعتبر جان جاك روسو رائد الفلسفة الطبيعية وهو صاحب كتاب "أميل (1763م)" وهو اشهر ما كتب عن التربية في القرن الثامن عشر حيث قال في هذا الكتاب " إن كل ما خرج من بين يدي خالق الأشياء حسن خير وكل شئ يفسد بين يدي الإنسان".( ناصر,ص301)
وتهتم التربية الطبيعية أولا وقبل كل شئ بطبيعة الطفل ,فالتربية يجب أن يكون أساسها طبيعة الطفل التي يعتقد أنها خيرة, والمربون الطبيعيين يهتمون به كما هو كائن فعلا أكثر من اهتمامهم به كما يجب أن يكون , فلا يعدون التربية عملية إعداد للمستقبل ,ولكنها إعداد للحاضر.(اليماني,ص84) التطبيقات التربوية للفلسفة الطبيعية
المعلم:
المعلم في منظورها شاهدا محايدا معاونا للطفل ويهيئ له فرصا لتنمية طبيعته الخيرة ,ويجب أن يتصف المعلم بالإخلاص,والصبر,والصدق. وان يكون حكيما غير متسرع في الحكم على الطفل. وعلى المعلم أن لا يستخدم العقاب بل يدع العقاب للطبيعة كما لو كان نتيجة طبيعية لسوء فعلتهم.( ناصر.ص304)
المتعلم:
أما بالنسبة للمتعلم فيجب الاهتمام بميول الأطفال على أساس أن التعلم عملية طبيعية الغرض منها مساعدة الفرد وتشجيعه على النمو , وان الاستفادة من الميول أمر يساعد على تعلم الأطفال (اليماني ,ص87)
وأيضا هذه الفلسفة جعلت التلميذ مركز العملية التربوية بدلا من المعلم واعتمدت الفلسفة على التربية كوسيلة لخلق التلميذ الطبيعي الكامل.
إن الطفولة فترة يعيش فيها الطفل حياة الاحساسات لا حياة المعارف ,حياة الخبرة من خلال الحواس ,حياة يألف فيها العالم الطبيعي من حوله .( ناصر ,ص305)
المنهج:
أما المنهاج فعليه أن يراعي نمو الطفل واهتمامه من خلال الخبرة الذاتية له لأنه يولد باستعدادات فطرية وعلى المربين احترامها ,وتنمية الطبيعة الذاتية للطفل تتم من خلال استخدام الأنشطة والخبرات المناسبة للنمو,ويتألف المنهاج من العلوم الطبيعية والجبر والجغرافيا التي يجب تدريسها عن طريق الرحلات لا الكتب ويتعلم الحرف في مرحله معينه من العمر.(جعنيني,ص179)
ويرى روسو أن تجربة الطفل هي المصدر الوحيد للمعرفة وليس الكتاب المدرسي .أن الكتاب المدرسي والمنهج لا أهمية لهما ,إن الطبيعة هي الكتاب الوحيد الذي يتولى رعاية الطفل وتثقيفه.( ناصر,ص305)
طرق التدريس:
أما طرق التدريس فهناك ثلاث مبادئ في مجال التدريس وهي:
1- مبدأ النمو: أي أن وظيفة المعلم توجيه النمو الطبيعي للطفل , فلا يدفع التلميذ للتعليم أو يجبره عليه.
2- مبدأ نشاط الطفل:أي الاعتماد على النشاط الذاتي للطفل بان لا يعمل شيئا للطفل يستطيع هو أن يفعله بنفسه.
3- مبدأ الفردية: أي ضرورة السماح لكل طفل أن ينمو وفقا لطبيعته الفردية,لذا يجب على التربية أن تتكيف مع حاجات الطفل وألا يجبر الطفل ليكيف نفسه مع التربية العامة السائدة في مجتمعه.( ناصر,ص306)
واهم طريقة للتدريس هي الخبرة, إذ يؤمن الطبيعيين بأهميتها "فروسو" ركز على عدم إعطاء دروس شفوية للطفل مطلقا وان يتعلم الأشياء قبل الألفاظ وان يشارك في العمل والتجريب في المعامل, وان تهيا له دراسة الظواهر الطبيعية مباشرة كلما أمكن ذلك.
السلوك:
أما بالنسبة للسلوك فالطبيعيين لا يؤمنون باستخدام القوة أو العقاب البدني, أو اللجوء للسلطة أو القوة الغاشمة في التعلم أو في حفظ النظام وإنما تلجا إلى القانون الطبيعي الذي يربي الطفل طبقا لقوانين ونواميس الطبيعة, كما شجعت على الاعتماد على النفس في إدارة أنفسهم داخل المدرسة, كما نادت برفض سيطرة الدولة على التعليم وتطالب بأشراف الهيئات الأهلية وأهالي الأطفال .(اليماني,ص180)
الانتقادات التي وجهت إلى الفلسفة الطبيعية
1- إبعاد الطفل عن المجتمع وتركه في أحضان الطبيعي أمر غير واقعي ,لان الطفل بحاجة إلى الآخرين حتى يدرك نفسه وينمي إحساسه من خلال إدراك الآخرين وأحاسيسهم.
2- تقليل أهمية الكتب أمر لا يمكن أخذه بعين الاعتبار لان الكتاب اصبح وسيلة فاعله لا غنى عنها في عملية التعلم.
3- قام روسو بتقسيم مراحل نمو وتربية الطفل إلى أقسام منفصلة وجعل لكل مرحلة خصائصها ووسائل تعليمها ووضع الجانب الوجداني في المرحلة الأخيرة ولكن علماء النفس والتربية وجدوا انه موجود مع الطفل في كل مراحل حياته.
4- قال روسو إن ميول الطفل وقدراته تظهر تلقائيا وذاتيا ولكن من المعروف إن كثير من الميول والقدرات ليست فطرية وإنما تكون نتيجة احتكاكه ببيئته وبالعالم الخارجي.
5- فكرة الجزاء الطبيعي غير ممكنة التنفيذ وقد تعرضه للهلاك.
6- آراؤه في تربية البنات تعد من اكثر الآراء تطرفا ولا يمكن الأخذ بها.(اليماني,ص88)
| |
| | | ا.د يحي حسن -المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 177 العمر : 65 تاريخ التسجيل : 31/08/2008
| موضوع: لمبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه الأربعاء يناير 13, 2021 2:16 am | |
| لمبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه
تعود الفلسفة الطبيعية إلى الأيام الأخيرة من النهضة العلمية عندما ضعفت الحركة الإنسانية فجاءت كثورة فكرية وعملية لا تقل أهميتها أثرها عن أهمية عصر النهضة لقد حاولت دحض المفهوم القائل إن التربية تنحصر في حفظ الكتب وإتقان الأسلوب والشكل وركزت على أن العواطف وهوى النفس هي المحرك الأول والأساس الصحيح الذي يجب أن تقوم عليه التربية والاجتماع. وقد كانت هذه الحركة ثورة على منطق القرون الوسطى ونزعته الدينية وقلة فائدة التعليم للمتعلمين وجموده ,فكان لا بد أن يتلو هذا الجمود قيام حركة طبيعية تعيد للتربية مرونتها وتبعث فيها حياة جديدة.(حعنيني,ص163)
ويعتبر جان جاك روسو رائد الفلسفة الطبيعية وهو صاحب كتاب "أميل (1763م)" وهو اشهر ما كتب عن التربية في القرن الثامن عشر حيث قال في هذا الكتاب " إن كل ما خرج من بين يدي خالق الأشياء حسن خير وكل شئ يفسد بين يدي الإنسان".( ناصر,ص301)
وتهتم التربية الطبيعية أولا وقبل كل شئ بطبيعة الطفل ,فالتربية يجب أن يكون أساسها طبيعة الطفل التي يعتقد أنها خيرة, والمربون الطبيعيين يهتمون به كما هو كائن فعلا أكثر من اهتمامهم به كما يجب أن يكون , فلا يعدون التربية عملية إعداد للمستقبل ,ولكنها إعداد للحاضر.(اليماني,ص84) التطبيقات التربوية للفلسفة الطبيعية
المعلم:
المعلم في منظورها شاهدا محايدا معاونا للطفل ويهيئ له فرصا لتنمية طبيعته الخيرة ,ويجب أن يتصف المعلم بالإخلاص,والصبر,والصدق. وان يكون حكيما غير متسرع في الحكم على الطفل. وعلى المعلم أن لا يستخدم العقاب بل يدع العقاب للطبيعة كما لو كان نتيجة طبيعية لسوء فعلتهم.( ناصر.ص304)
المتعلم:
أما بالنسبة للمتعلم فيجب الاهتمام بميول الأطفال على أساس أن التعلم عملية طبيعية الغرض منها مساعدة الفرد وتشجيعه على النمو , وان الاستفادة من الميول أمر يساعد على تعلم الأطفال (اليماني ,ص87)
وأيضا هذه الفلسفة جعلت التلميذ مركز العملية التربوية بدلا من المعلم واعتمدت الفلسفة على التربية كوسيلة لخلق التلميذ الطبيعي الكامل.
إن الطفولة فترة يعيش فيها الطفل حياة الاحساسات لا حياة المعارف ,حياة الخبرة من خلال الحواس ,حياة يألف فيها العالم الطبيعي من حوله .( ناصر ,ص305)
المنهج:
أما المنهاج فعليه أن يراعي نمو الطفل واهتمامه من خلال الخبرة الذاتية له لأنه يولد باستعدادات فطرية وعلى المربين احترامها ,وتنمية الطبيعة الذاتية للطفل تتم من خلال استخدام الأنشطة والخبرات المناسبة للنمو,ويتألف المنهاج من العلوم الطبيعية والجبر والجغرافيا التي يجب تدريسها عن طريق الرحلات لا الكتب ويتعلم الحرف في مرحله معينه من العمر.(جعنيني,ص179)
ويرى روسو أن تجربة الطفل هي المصدر الوحيد للمعرفة وليس الكتاب المدرسي .أن الكتاب المدرسي والمنهج لا أهمية لهما ,إن الطبيعة هي الكتاب الوحيد الذي يتولى رعاية الطفل وتثقيفه.( ناصر,ص305)
طرق التدريس:
أما طرق التدريس فهناك ثلاث مبادئ في مجال التدريس وهي:
1- مبدأ النمو: أي أن وظيفة المعلم توجيه النمو الطبيعي للطفل , فلا يدفع التلميذ للتعليم أو يجبره عليه.
2- مبدأ نشاط الطفل:أي الاعتماد على النشاط الذاتي للطفل بان لا يعمل شيئا للطفل يستطيع هو أن يفعله بنفسه.
3- مبدأ الفردية: أي ضرورة السماح لكل طفل أن ينمو وفقا لطبيعته الفردية,لذا يجب على التربية أن تتكيف مع حاجات الطفل وألا يجبر الطفل ليكيف نفسه مع التربية العامة السائدة في مجتمعه.( ناصر,ص306)
واهم طريقة للتدريس هي الخبرة, إذ يؤمن الطبيعيين بأهميتها "فروسو" ركز على عدم إعطاء دروس شفوية للطفل مطلقا وان يتعلم الأشياء قبل الألفاظ وان يشارك في العمل والتجريب في المعامل, وان تهيا له دراسة الظواهر الطبيعية مباشرة كلما أمكن ذلك.
السلوك:
أما بالنسبة للسلوك فالطبيعيين لا يؤمنون باستخدام القوة أو العقاب البدني, أو اللجوء للسلطة أو القوة الغاشمة في التعلم أو في حفظ النظام وإنما تلجا إلى القانون الطبيعي الذي يربي الطفل طبقا لقوانين ونواميس الطبيعة, كما شجعت على الاعتماد على النفس في إدارة أنفسهم داخل المدرسة, كما نادت برفض سيطرة الدولة على التعليم وتطالب بأشراف الهيئات الأهلية وأهالي الأطفال .(اليماني,ص180)
الانتقادات التي وجهت إلى الفلسفة الطبيعية
1- إبعاد الطفل عن المجتمع وتركه في أحضان الطبيعي أمر غير واقعي ,لان الطفل بحاجة إلى الآخرين حتى يدرك نفسه وينمي إحساسه من خلال إدراك الآخرين وأحاسيسهم.
2- تقليل أهمية الكتب أمر لا يمكن أخذه بعين الاعتبار لان الكتاب اصبح وسيلة فاعله لا غنى عنها في عملية التعلم.
3- قام روسو بتقسيم مراحل نمو وتربية الطفل إلى أقسام منفصلة وجعل لكل مرحلة خصائصها ووسائل تعليمها ووضع الجانب الوجداني في المرحلة الأخيرة ولكن علماء النفس والتربية وجدوا انه موجود مع الطفل في كل مراحل حياته.
4- قال روسو إن ميول الطفل وقدراته تظهر تلقائيا وذاتيا ولكن من المعروف إن كثير من الميول والقدرات ليست فطرية وإنما تكون نتيجة احتكاكه ببيئته وبالعالم الخارجي.
5- فكرة الجزاء الطبيعي غير ممكنة التنفيذ وقد تعرضه للهلاك.
6- آراؤه في تربية البنات تعد من اكثر الآراء تطرفا ولا يمكن الأخذ بها.(اليماني,ص88) أعجبنيلم يعجبني الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل البريد الإلكتروني سيد فضل اللة سيد ترويحي جديد ترويحي جديد
المرحلة الدراسية : الدكتوراة رقم المحمول : 1094302301 عدد الرسائل : 5 السٌّمعَة : 30 نقاط : 5 تاريخ التسجيل : 10/12/2020
مفردات مقرر المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Empty مُساهمةموضوع: المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه مفردات مقرر المذاهب التربويه والفلسفيه في مجال الترويح الرياضي ت ر 703 ا.د محمد الحماحمي- ا.د يحيي حسن Emptyالأربعاء 30 ديسمبر 2020 - 22:41 شكراً رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة حذف هذه المساهمة استعرض رقم الإيبي IP للمُرسل + ---- - المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه الفلسفة الطبيعية : جوهر هذه الفلسفة هى الإهتمام بعالم الطبيعة بإعتبارها الشئ الحقيقى , وإن الطبيعة ليست ملكا للإنسان , ولكن الإنسان هو ملك للطبيعة , فحياة الإنسان محكومة بقوانين الطبيعة , وإن منشأ الإنسان وتطوره وتكوينه الإجتماعى كل ذلك يتأثر بالطبيعة ، كما أن أعمال الإنسان هى سلسلة من الأسباب والنتائج ، وأهم الأفكار الأساسية لهذه الفلسفة هى العالم الطبيعى فهى مفتاح الحياة التى تحوى مانراه ونشاهده ونفكر به , والطبيعة هى مصدر القيمة الأساسى ، والتركيز على أهمية الفرد أكثر من أهمية المجتمع , وتأكيد إستخدام الطرق العلمية فى الحصول على المعرفة المرتبطة بالطبيعة ، وكذلك تأكيد حرية وتطبيق الديقراطية فى مجال الحياة وتحرره من كل القيود الموجودة فى المجتمع . المذهب الطبيعى : ينتسب المذهب الطبيعي الى الفكر الفلسفي الحديث اكثر من انتسابه الى الفكر القديم ، وان كان البعض يرى ان مفاهيمه المعاصرة هي اقرب ما نكون الى المثالية والطبيعة – من ذلك – تعتبر الانسان كائنا بيولوجيا فهو نتاج التطور العضوي . والطبيعة ترفض المفاهيم الغامضة والخوارق الطبيعية وتعتبر ان الطبيعة هي مرجع كل الامور قاطبة فهي المحك الاساسي للقيم ، وخلافا فهي لا تستبعد من مبادئها الطبيعية الانسانية واساسيتها الحيوانية . التربية الطبيعية ومبادئها : تحاول التربية الطبيعية ان تبقى متوافقة مع التطور في كل تنمية الفرد وهي بذلك لا تستبدل شيئا من مبادئ او نواميس الطبيعة وطرقها الخاصة بل هي تعينها في تحقيق اهدافها ، فالسلوك في شكله النهائي بناء للتوازن ، والرضا ولان الطبيعة تميل الى النظر للفرد كمخلوق بيولوجي فان ذلك يتطلب التعامل مع الطفل ككائن حي كلي ، حتى يمكن معاونة العقل على ان يصل الى اقصى نمو طبيعي له ، والتربية عملية ديناميكية ( نشطة ) تلبي الحاجات الروحية من خلال اساليب النشاط . والطبيعيون القدماء أكدوا ان تربية الخلق يجب ان تكون مجردة ، بحيث تكون نتيجة السماح للطفل بالخضوع للنتائج الطبيعية لتصرفاته بدون الشعور بالحاجة الى التدخل الانساني .
من مفكري التربية الطبيعية : جان جاك روسو : ( 1712 – 1778 ) ولد جون جاك روسو في مدينة جنيف بسويسرا وذلك في عام 1712م هو من اصل فرنسي ، ويعد من اشهر المربين والمفكرين الذين ظهروا في القرن الثامن عشر . ولقد تأثر روسو يآراء جون لوك فيما يرتبط بالعناية بالجسم والعقل والروح في تربية الطفل ، كما تأثر بآراء كومينوس فيما يرتبط بأن الطفل يتعلم من خلال حواسه ولذا نادى بأهمية العودة الى الطبيعة وبأن تكون هي مصدر تعلم وتربية الطفل . ومن اهم مؤلفات روسو في المجال التربوي نجد كتابه ( العقد الجتماعي ) الذي صدر في عام 1762 وتضمن مطالبته بالعدالة الاجتماعية وبتحقيق العدل والمساواة في المجتمع . وكذلك ايضا مؤلفه ( اميل ) الذي احدث ثورة في المفاهيم التربوية من خلال عرض افكاره وآرائه في تربية الطفل (اميل ) وكذلك في الاساليب التربوية الحديثة التي استخدمها في تربيته . ولقد صدر مؤلفه (اميل ) في عام 1762 وهو يتكون من خمسة اجزاء وخصص روسو الاجزاء الاربعة منها لتربية اميل من خلال اربع مراحل عمرية ، بينما اختص الجزء الخامس والاخير بتربية صوفي لتصبح زوجة لاميل حتى تعمل على اسعاده ورعاية بيته واولادهما . ويشمل الجزء الاول من تربية اميل المرحلة العمرية من ميلاده حتى سن الخامسة . واكد روسو على ضرورة الاهتمام بالتربية الجسمية للطفل في هذه المرحلة العمرية وكذلك اهمية اتاحة الفرصة امامه لتنمية حواسه من خلال تجاربه مع الاشياء المختلفة ومن خلال اللعب الحر وعمل الاشياء التي يحبها دون ان تفرض عليه من الخارج ، وبما يتفق مع ميوله ورغباته . وكذلك تضمن الجزء الثاني من تربية اميل المرحلة العمرية من سن الخامسة حتى سن الثانية عشرة . وقد اوضح روسو انه يجب ان تقتصر التربية في هذه المرحلة العمرية على تربية الحواس وذلك من خلال الاحتكاك بقوى ومظاهر الطبيعة . كما اكد على اهمية الالعاب والمناشط البدنية والفنون اليدوية كوسائل لتنمية خبرات الطفل وحواسه بينما تعرض روسو في الجزء الثالث من تربية اميل في مرحلته العمرية من الثانية عشرة حتى الخامسة عشرة الى التربية العقلية من خلال تزويده بالمعلومات وبالمعرفة التي تفيده ومن خلال تعليمه شيئا من بعض العلوم . الا انه اشار الى عدم الاعتماد على الكتب في تحقيق ذلك ، بل يجب ان تكون المعرفة مستمدة من تجاربه ونتيجة لخبراته . كما خصص روسو الجزء الرابع من تربية اميل في مرحلته العمرية الممتدة من سن الخامسة عشرة الى سن العشرين لتدريبه على العلاقات الاجتماعية حيث يبدأ في التعامل مع المجتمع ومشكلاته . ولذا يركز روسو على تربية اميل من الجوانب الدينية والروحية والعاطفية بعد ان يكون قد تم تنمية جسمه وحواسه المختلفة وكذلك قدراته العقلية في المراحل السابقة لنموه . كما يؤكد روسو على ان تربية اميل خلال تلك المرحلة العمرية يجب ان تتم من خلال القدوة وليس عن طريق النصح والارشاد . في حين خصص روسو الجزء الخامس والاخير من كتابه (اميل) لتربية صوفي التي سوف تصبح زوجة لاميل ، واكد على اهمية تربية جسمها حتى تكون رشيقة القوام ومتمتعة بالصحة وباللياقة البدنية . اهمية التربية الجسمية للطفل لدى روسو : يرى جون جاك روسو ان للتربية الجسمية اهمية حيوية في تربية الطفل وذلك لدورها في العودة الى الطبيعة للتربية الجسمية دور هام واكيد في عودة الفرد الى الطبيعة وفي توثيق العلاقة بين الفرد وبيئته الطبيعية وكذلك في تحقيق التوازن بينهما خلال المرحلة العمرية للطفل التي تمتد حتى سن الثانية عشرة . ومن خلال التربية الجسمية يتعلم الطفل القفز والوثب لمسافة ابعد والوثب الى ارتفاع اعلى . كما يتعلم تسلق الاشجار وتسلق الجدران وحركات التوازن . وكذلك يستمتع بمناشط رياضة الخلاء مما يزيد من فرص احتكاكه وتفاعله مع بيئته الطبيعية المحيطة به . ومن اهم مزايا او ايجابيات الفلسفة الطبيعية مناداتها بالبعد عن التربية التقليدية وتأكيدها على ضرورة مراعاة المبادئ والاسس والآراء التالية في العملية التربوية للطفل ، وهي : - اللعب مبدأ هام يجب مراعاته في العملية التربوية والتعليمية حيث يتم من خلال مناشطة اكتشاف ميول واستعدادات وقدرات الطفل كما يتم اشباع حاجاته . ولذا يرى روسو انه يجب الاهتمام بنشاط الطفل ومده بالوسائل التي يظهر من خلالها نشاطه ، فمن اقواله ما يؤكد على ذلك : احبوا الطفولة ويسروا لها العابها وفقا للميول الفطرية للطفل ، فمن منكم لم يأسف في بعض الاحيان على تلك السن التي لا تفارق الابتسامة فيها الشفاة والتي تكون فيها النفس البشرية في سلام وهدوء دائمين ؟ فلماذا تريدون ان تحرموا الاطفال الابرياء من متعة تكاد من قصرها ان تفوتهم - الاهتمام بميول الاطفال على اساس ان التعليم يعد بمثابة عملية طبيعية لمساعدة الفرد في نموه وذلك باعتيار ان الطفل هو محور العملية التربوية . ولذا يجب ان تتجه اليه التربية اكثر من اتجاهها نحو المربي او المدرسة او الكتاب او المادة التعليمية . ـ مراعاة خصائص النمو المميزة لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل في العملية التربوية او العملية التعليمية . ـ التأكيد على التربية السالبة للطفل وذلك حتى بلوغه سن الثانية عشرة . اذ يرى روسو انه لا يجب ان نلقن الطفل الدروس بطريقة لفظية بل يجب الاهتمام بتعليمه من خلال التجربة وذلك لانه يستفيد منها اكثر من استفادته من الكتب . ـ ابراز الجانب الوجداني في عملية التعليم والمناداة بأن التعليم يجب ان يتم في جو من المرح وعن طريق اللعب . ـ مراعاة مبدأ التدرج في العملية التعليمية ومراعاة معيار النضج في تعليم الاطفال الخبرات والتجارب . ـ الاهتمام بقيمة العمل اليدوي واحترامه . ويعد من مؤسسي المذهب الطبيعي في الفلسفة ، ويمكن ايجاز افكاره الاساسية في الدعوة الى اعلاء شأن الطبيعة والعودة الى حياة بعيدة عن الافتعال والتكلف ، كما دعا الى الحط من شأن المدنية التي كانت قائمة في عصره واعادة تنظيم المجتمع على ضوء الاعتبارات والقوانين الطبيعية ، والعمل على اعادة تنظيم الدين بما يتفق والطبيعة البشرية ، والايمان بحق الناس جميعا في الحياة ، وكان ابرز ما دعا اليه واهتم به هو الدعوة الى تربية الطفل بما يتفق وطبيعته وميوله وحاجاته على ضوء القوانين والظروف الطبيعية ، وقد اشتمل مؤلفه ( اميل ) على اغلب الافكار التؤبوية التي نادى بها . ** افكار روسو حول التربية البدنية : يعد روسو من غلاة المنادين بالاهتمام بالتربية البدنية والتربية الصحية والترويح ودعا الى ممارسة النشاط البدني من العاب رياضة في الخلاء ، بين ربوع الطبيعة وتحت ظل قوانينها فان ذلك ادعى لاتاحة الفرص المناسبة لاحتكاك الانسان بمظاهر الطبيعة المادية وعناصرها والحياة في كنفها بعيدا عن حياة المدن التي هاجمها روسو واطلق عليها انها ليست مقابر للجنس البشري . وعن التربية الصحية يرى روسو ان علم الصحة هو اهم علوم الطب ، واعتبر التربية الصحية فضيلة اكثر منها علما ، فالاعتدال والعمل هما عنصرا الصحة الحقيقية للانسان فالكسل وقلة النشاط البدني والحركي تفتح الطريق امام المرض فالعمل يشحذ شهية الانسان ، والاعتدال يعصم الفرد من مزالق الاطراف والتخمة وتعتبر ماي فريدريك ان طبيعة روسو قد صبغت كافة الوان النشاط البدني والترويحي وبالذات التربية البدنية الامريكية لفترة طويلة من الزمن . ولقد دعا روسو سواء بصراحة او بشكل ضمني الى مزاولة النشاط البدني بشكل طبيعي ، ونادى بالتوازن كمبدأ يحكم هذا النشاط ، فاعطى مثالا من خلال كتابه ( اميل ) بأننا يجب الا ندع العادة تتحكم في الطفل ، فيستخدم يديه الاثنين بدلا من يد واحدة ، ولا يجب ان يتعود على ممارسة نشاط بذاته في ساعة معينة . جوهان هينريك بستالوزي ( 1746- 1827 ) ولد فى مدينة زيورخ بسويسرا عام (1746م) وكانت اراؤه متأثرة بافكار روسو وبالإتجاه الطبيعى وقد حاول تربية ابنه الوحيد وفقا لما عرضه روسو من ارائه فى تربية للطفل إميل إلا ان اكتشف العديد من المزايا والجوانب السالبة فى التوجهات التربوية لروسو وعبر عنها فى كتابه التربوى ( مذكرات والد ) ، كما جعل بستالوزى من الحواس المخنلفة للجسم بوابة للمرور منها إلى امداد الطفل بالمعلومات وبالعلم من خلال اعتماده على الملاحظة وتدريب حواسه وتوجيه نظره إلى ماحوله من مناظر موجوده بالطبيعة حتى يمكن التفاعل معها وفحصها والتعرف على اشكالها واجزائها ، ثم التعبير عنها بطريقة ذاتية ، كما اعتبر بستالوزى ان التربية هى عملية طبيعية وليست صناعية والنمو العضوى للفرد يتم وفقا لقوانين محددة ومنظمة لسير عملية النمو وله ثلاث جوانب رئيسية هى : الجانب العقلى : ذلك الجانب الذى يتحقق من خلال احتكاك الفرد ببيئته المحيطه ومن خلال خبراته . الجانب الجسمى : ذلك الجانب الذى يمكن للفرد من خلاله عن مناشطه الحركية الصادره عن دوافعه وحاجاته الداخلية . الجانب الأخلاقى : ذلك الجانب المرتبط بتنمية علاقات الفرد بغيره من الأفراد وبعلاقته مع ربه . وقد ضمن منهج الدراسة فى مدرسته للمرحلة الإبتدائية المواد والخبرات الدراسية التالية : ـ دروس مشاهدة الطبيعة ـ الجغرافيا ـ الملاحظة الحسية ـ القراءة ـ الرسم ـ الكتابة ـ الحساب ـ الموسيقى ـ الدين ـ الأخلاق وتقبل بستالوتزي العديد من افكار روسو الطبيعية واثراها من خلال افكاره التي اطلق عليها البعض الواقعية الحسية ، اليه يرجع الفضل في توجيه الانظار الى اهمية الربط بين دراسة قضايا التربية وبين موضوعات النمو العقلي للطفل ، وهو يعتقد ان المعارف الحقيقية تتأتى من خلال ملاحظة الاشياء وفحصها من خلال الحواس بشكل افضل من عرضها بشكل لفظي باستخدام الكلمات . ويعتبر بستالوتزي من اوائل المفكرين التربويين الذين اشاروا الى مظاهر النمو العضوي للطفل ، حت انه قرر القوانين التي يسير عليها النمو الانساني لا تقل في دقتها وتحديدها عن قوانين العالم الطبيعي . وتتلخص افكار بستالوتزي التربوية فيما يلي : - التربية هي نمو جميع قدرات وملكات الفرد البدنية والعقلية والخلقية باتساق . - النمو هدف رئيسي ، وذلك يعني ان يكون الطفل محور الاهتمام . - النمو يتحدد من خلال ثلاثة مظاهر هي الرأس ، اليد ، والقلب . - النشاط الذاتي والتلقائية هي انسب ظروف تنمية العقل والعمل على استقلاله . - العلاقة الودودة بين الطفل والمعلم هي اساس نجاح اي نظام مدرسي . هذا ، وقد نادى بستالوتزي بأن يشتمل المنهج على الانشطة الرياضية والالعاب في مراحل التعليم الاولى . فريدريك ولهلم فروبل (1782- 1852) ولد فى ولاية ثورنجيا بألمانيا عام (1782م) وبعد اتمام دراسته الجامعية قام بإفتتاح اول مدرسة له فى بلدة كيلهاو على نمط بستالوزى عام (1817) ويعد فروبل الموسس لرياض الأطفال والرائد لحركة رياض الأطفال فى العالم والموسس لفلسفتها ولمبادئها التربوية التى تقوم عليها مناهجها وطرقها . كما طبق فروبل منهجا اقترحه لدور الحضانه ولرياض الأاطفال التى اسسها واشرف عليها بغرض تحقيق النمو المتكامل للطفل ، ولقد اشتمل المنهج على العديد من اوجه الانشطة الذاتيه للاطفال وكذلك العديد من الالعاب والخبرات التى تقوم على اساس التعمامل مع الاشياء المادية والامور المحسوسة فى الطبيعة . قد صنف فروبل اوجه النشاط التى يجب ان يشملها منهاج رياض الاطفال الى الانواع التالية : ـ العاب حركية بمصاحبة الموسيقى والغناء : تمثيل اصحاب الحرف او حياة بعض الحيوانات اوبعض الاحداث الطبيعية. ـ أشغال يديوية : ينتج من خلالها الاطفال الاخشاب والحلقات وقص الورق والرسم والطين والصلصال. ـ قصص مسلية : تكون مبنية على الحوار والمحادثة ويصاحبها اشعار واناشيد. ـ أعمال الحديقة : وهى تلك الأعمال التى تتم فى الحديقة وتتمثل فى زراعة بعض النباتات والزهور . وهو صاحب فكرة رياض الاطفال ولقب بمكتشف الطفولة ، وكان أغلب اهتمام فروبيل منصبا على الاصلاح التربوي بوجه عام . كما قاد حركة "النزعة النفسية " التي كان قد بدأها بستالوتزي. ولقد آمن فروبيل بمبدأ التطور العضوي وعلى ضوئه اشار الى ان قوانين النمو الاقتصادي تعمل في المظاهرالعقلية والنفسية بنفس الطريقة التي تعمل بها في المظاهر البدنية ، كما اعتقد ان الفرد يعيد في جميع مظاهر نموه ما قد تم في تطور النوع البشري والمراحل التي مر بها هذا النوع وكان تفسيره لظاهرة اللعب مبنيا اساسا على هذا التطور ، فالطفل عندما يمارس العابا تشبه سلوكيات الانسان البدائي فانه يكون بذلك تعبيرا عن نوازع وميول داخلية
وتتخلص افكار فروبيل التربوية فيما يلي : الانسان ذو طبيعة خلاقة وهو يتميز بالنشاط الاختياري والحركة الذاتية وليس مجرد اسفنجة يمتص معارفه من الخارج بسلبية . دوافع الفرد للسلوك والنشاط ليست حاجات جسمية فقط او الية مادية نفعية بل دوافع روحية وان كان هذا يتعارض مع الفكر الطبيعي الذي ينتمي اليه . للنمو مراحل متدرجة يجب ان توضع في حسبان التربويين . للعب اهمية كبيرة للطفل وبخاصة في مراحل النمو الاولى وهو الوسيلة المثلى للتعبير عن مشاعره وافكاره وهو الطريقة والمنهج الذي ينمو من خلاله بدنيا وعقليا وخلقيا . هذا ، وما زال لافكار فروبيل صدى واسع في الاوساط التربوية وعلم النفس ، كما ان صناعة لعب الاطفال قد استفادت من افكاره عن اللعب ، ويمكن القول بأن التربية الحركية كنظام تربوي لأطفال مدينة ببعض الفضل لافكار فروبيل . ومن الالعاب التي كان يطبقها فروبيل في رياض الاطفال والتي ما تزال محل اعجاب المربين ومشرفي رياض الاطفال – العاب تدريب الحواس، والتدريب على الارقام والحروف ، التمثيل والمحاكاة ، العاب البناء والتركيب ، حتى ان اهم الانتقادات التي وجهت لفكره التربوي انه كان شديد التركيز على العاب الطفل ونشاطه الحركي والبدني الحر على حساب المعرفة المنظمة والتحصيل الدراسي بمفهومه الاكاديمي . تنظر الطبيعة الى كل من الانشطة البدنية ووضع البيئة الطبيعية كأسس لتنمية النوع الانساني ، ومن خلال هذا المفهوم يجب ان يعد الفرد لتفهم قيم البيئة الطبيعية كأنسب نظام للتنمية من خلال انشطة بدنية طبيعية ، افضل من عوامل التحضير المفتعلة في البيئة الاصطناعية . والعقل في نظر الطبيعيين هو وسيلة الانسان في فهم الطبيعة ، ويجب ان يسهم النشاط الحركي التلقائي او الموجه في اثراء هذا الفهم ، فقوانين الطبيعة مثل الجاذبية والقصور الذاتي وعلاقة القوة برد الفعل يجب ان تشكل محتوى برنامج التربية البدنية ان يتعرف على حاجات الفرد في الحياة وما هي ظروف اشباع هذه الحاجات بشكل طبيعي بعيد عن الافتعال ، وهذا يعني ان الطبيعية هي افضل تسهيلات متاحة للتربية البدنية ، وكلما بعدنا عن تلك الاجهزة المعقدة واقتربنا من انشطة الخلاء كان ذلك افضل . كل الاطفال العاديين يميلون الى النشاط البدني ، والى حب الاستطلاع والاستكشاف والبحث عما هو غامض او ما يشكل بالنسبة له خبرة جديدة ، وبالتدريج يزداد ميلهم الى التجمع والانشطة الاجتماعية واللعب وهي اشكال سلوكية شائعة ، وكل الجهود التربوية – وبالذات في التربية البدنية – يجب ان تبدأ من هذه النزعات الفطرية . والتربية الحركية هي فلسفة للعمل التربوي البدني المبني اساسا على حركة الطفل الطبيعية في سبيل المزيد من النمو والتكيف مع البيئة . ومن هذا المنطق جاءت الدعوة الى ان يخضع الطفل للنتائج الطبيعية لتصرفاته ، يجب ان تهتم التربية البدنية بتقديم خبرات النجاح والفشل والمحاولة والخطأ ، والانتصار والهزيمة ، وهي امور طبيعية يواجهها الطفل في حياته وفي العابه ويجب ان توضع في اطار المسابقات الرياضية ، حتى يمكن ان يتعلم الطفل كيف يدير جسمه بمزيد من الحركات البارعة الرشيقة مثله في ذلك مثلما يتحكم في انفعالاته ليصبح اقل تصلبا في مجتمعه ومع اقرانه . واللعب بالنسبة للطفل متنفس طبيعي يتيح له اطلاق العنان للخيال ، وهي طريقة مناسبة لنموه ونضجه ، ولان الميول والاهتمامات فطرية وموجودة بدون افتعال . واللعب يتيح اخصب الظروف لتربية الطفل تربية طبيعية ، وفي نفس الوقت ينال الطفل قدرا من السعادة الانسانية والحقوق الآدمية ، ويجب ان يكون ذلك هو الهدف الاسمى لكل تربية . افكار واطر التربية البدنية الطبيعية : وفي التربية البدنية جهود كثيرة تعبر عن الطر او الانظمة التي تشكلت من خلال مفهوم فلسفي طبيعي ، مثل جهود فردريك لودفيج يان الذي استخدم نوعا من التدريبات الحركية اطلق عليه جمباز الموانع ، كاحد انشطة الخلاء . وذلك يجعل الشباب يمارسون حركاتهم بطريقة طبيعية خالية من التعقيد ، عن طريق الاستعانة ببعض الموجودات الطبيعية كالاشجار وبعض الحيوانات في الغابات والحقول ، ويقال ان ذلك هو احد اصول الجمباز الحديث . وفي عام 1774 قدم بيسدوا في مدرسته المعروفة باسم(الفيلانثروبينام) اول برنامج مدرسي التربية البدنية يقوم على اسس الفكر الطبيعي ، حيث عهد لي يوهان ف سايمون بتدريس التربية البدنية والالعاب ، فكان ذلك اول مدرس تربية بدنية في العصر الحديث ، وكان موقع التدريس في الهواء الطلق وبين الاشجار وكا المحتوى عبارة عن تدريبات الفروسية والمبارزة والوثب والرقص ، وقد اضاف عليها سايمون ما اطلق عليه ( التمرينات اللاغريقية ) التي تشتمل على الجري والوثب والرمي والمصارعة ، وبعد ان تولى دي تويت المدرسة اضاف السباحة والتزحلق والرماية بالقوس والسهم . والتاريخ يحفل بجهود رواد عظام في التربية البدنية الطبيعية امثال جوتس موتس ، كرستيان كاي اندريه ، وسالزمان .
تأكيدات الطبيعة في التربية البدنية والرياضية : الاهداف التربوية الطبيعية : يعرض كويل وجهات النظر التالية حول الاهداف التربوية الطبيعية :- المدرسة بمثابة حارس ومكون للشخصية الانسانية ، وهو بستاني اكثر من كونه بناء . التربية عن طريق الطبيعة تكون باعلاء فضائل الفرد وتوفير المناخ المبنى على اساس حقوق الفرد . المدرسون لا يدرسون موضوعاتهم انما يدرسون لتلاميذهم بمعنى ان الاهتمام منصب على التلميذ اساسا . لا فائدة ترجع من صنع رجل لائق عقليا اذا اهملنا لياقته البدنية . التربية يجب ان تكون ممتعة مع استخدام المعينات الطبيعية ما امكن للمساعدة في توجيه التعلم . التلقائية ، النشاط الذاتي في اكتساب المعارف والمهارات هو هدف تربوي في حد ذاته . وقدم المفكر التربوي الطبيعي هربارت سبنسر الافكار التربوية التالية لتعبر عن وجهة نظره في اختيار الانشطة الملائمة لتحقيق الاهداف التربوية . اعلاء قيم النشاط المرتبطة بالوقاية والصحة والامان يجب ان تؤمن ان الانشطة من ضروريات الحياة كاكتساب المهارات الممهدة للحرف والمهن . الاهتمام بالانشطة التي تعمل على بث الارتقاء بمستوى العلاقات الاجتماعية والسياسية والمواطنة الصالحة . الاهتمام بالانشطة التي يواجه بها الفرد اوقات فراغه من اجل تذوق الحياة بطريقة طبيعية بحيث يقدر البيئة الطبيعية ويحافظ عليها . اعتبارات في المنهج والمحتوى : الاهتمام بادارة المحتوى على ضوء قوانين التطور ومراحل النمو الطبيعية اختيار الانشطة على ضوء اهتمامات التلاميذ وايضا مراحل النمو وواقع التسهيلات . اتاحة اكبر فرصة لكي تتبوأ التمرينات غير الشكلية مكانتها في البرنامج . تنوع انماط النشاط يتيح فرصا اكبر لنمو الشخصيات المتفردة ويلبي احتياجات كل فرد على حدة . التأكيد على انشطة الخلاء والانشطة التي تتم في بيئة طبيعية .
المذهب الطبيعي والتربية الترويحية : لقد تمثل هدف التربية عامة في المذهب الطبيعي في حالة الكمال المعيشي في حدود امكانات الفرد ولتحقيق هذا الهدف كانت هناك اغراض مثل حفظ وحماية النوع ان يكسب قوته ورعاية الاسرة ، تفهم البناء الاجتماعي ، السياسي ، واخيرا وليس اخرا كيفية استخدام وقت الفراغ . ولقد دعى هيربرت سبنسر الى الاهتمام باللياقة البدنية وتنمية الامكانات والقدرات البدنية ، وقد ارجع ذلك الى ان الطبيعة ذاتها تتطلب رجالا ونساءا اقوياء اصحاء . ان عنصري اللهو والسعادة اللذين يصحبان النشاط البناء اثناء التمرين يمثلان اهتماما كبيرا لدى الطبيعيين . فهناك اعتقاد راسخ بان اللعب ماهو الا نشاط طبيعي اثاره ملحوظة يوفر الحرية في اختيار النشاط المنظم . وقد وجد الطبيعيون ان الفترة مابين الست سنوات الى سن الستة عشر تقريبا مزدحمة بالمناهج الدراسية والتنمية الذهنية للطلاب حتى ان هناك ظاهرة تجاهل احتياجات الجسم وحقائق النمو البدني في هذه المراحل . ولذلك يهتم الطبيعيون بان على رواد الترويح او مدرسي التربية الرياضية ان يتفهموا ويكونوا على علم ودراسة واقعية للنمو والتطور الانساني وخصائص مراحل النمو حتى يكون هناك تناسق بين ما يعطى من انشطة تعمل على النمو الجسماني والانشطة التي تعمل على النمو الذهني ، وكذلك تقديم نواحي النشاط بطريقة طبيعية واينما كان الفرد مستعدا بدنيا وعقليا وعاطفيا لتقبل انواع النشاط . ونجد ان الطبيعيين يعتقدون في اللعب والترويح وعلى الاخص التربية في الخلاء او الترويح في الخلاء ، لانهم يهتمون بدراسة الطبيعة ومظاهرها وانها يجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من التربية العامة وتتمثل في المعسكرات المدرسية . وقد بنى الطبيعيون نظرياتهم الخاصة باللعب على اساس بيولوجي . وهيربرت سبنسر هو المسئول عن نظرية الطاقة الزائدة كإحدى نظريات اللعب . فالفرد لديه طاقة ووقت غير مستخدم كذلك لديه رغبات ودوافع من الصعب ان تتحقق وان تعيد الفرص لمقابلة هذه الاحتياجات ، ونظرية اللعب من اجل الاعداد للحياة المستقبلية او نظرية الطاقة الزائدة ماهي الا تفسير لدافع اللعب ، والطبيعة توفر لنا الفرص للهرب من ضغوط الحضارة والتمدين وتهيئ لنا فرص الاستمتاع بحواسنا وتغمرنا بالسعادة ونظريات اللعب تتداخل مع نظريات الترويح ، فاللعب للصغار ترويح الكبار ففي اشعارنا واغانينا ومختلف مظاهر الفن ، فإننا نشيد بالطبيعة بمظاهرها واصواتها ، فالارض توفر لنا الاطمئنان لانها اساسا مصدر وكذلك منبع الحياة . مبادئ فلسفية للتربية الترويحية : ان الاسس الفلسفية لمجال التربية الترويحية لم تأخذ مكانتها من حيث البحث والدراسة كأحد المجالات التربوية الحديثة ، وذلك لان طبيعة التربية الترويحية تختلف تماما عن اي من مجالات التربية الاخرى ، فالتربية الترويحية ليست منهجا مستقلا في نظام المنهج المدرسي ، بل تتداخل في جميع المناهج الدراسية بطريقة مباشرة او غير مباشرة . فمثلا اذا نظرنا الى مناهج التربية الفنية فانها تهدف الى تذوق ، تعلم ، ممارسة مهارات متعددة منها الرسم ، الطباعة ، النحت ، التجليد ، التصوير ، الغناء ، واللعب على الة موسيقية ، والتمثيل والكتابة والقراءة ... الخ . تلك الخبرات التي تتميز بقيمتها . كذلك اذا نظرنا الى مناهج التربية الرياضية فإنه الى جانب تنمية اللياقة البدنية فإنها تهدف الى تذوق بعض الالعاب والرياضات التي يمكن للتلميذ ممارستها في وقت فراغه وتشتمل مناهج مبادئ العلوم والطبيعة على معلومات تستخدم في ممارسة مهارات في صناعة العطور والصابون والزيوت المختلفة ، ويقدم التلاميذ انتاجهم في معارض تقيمها المدارس ، وحتى مناهج اللغة العربية فانها تهدف الى تذوق قواعد النحو والصرف وتذوق الشعر والنثر وتعلم كيفية القراءة الناقدة وكيفية التعبير عن النفس من خلال الكلمة المكتوبة مثلا . ومناهج الجغرافيا تنمي المعرفة الجغرافية للوطن والعالم وتنمي الاتجاهات الايجابية نحو الرغبة في السفر والترحال للمعرفة على الطبيعة . ومناهج التاريخ في المراحل الدراسية المختلفة تعمل على تنمية التذوق لمعرفة تاريخ البلاد والاحداث والافراد ، وتهدف التربية الدينية الى تعلم قواعد الاديان والتعرف على الخالق والايمان به وبرسله ، والتربية الوجدانية احد اهداف التربية الترويحية تنبع من خلال الايمان بعظمة الخالق عن طريق الطبيعة التي خلقها الله . اي ان التربية الترويحية لها مكانتها في كل فرع من فروع الدراسة سواء كانت علوما انسانية او علوما طبيعية ، وتعتمد التربية الترويحية اعتمادا كبيرا على الدور الذي يلعبه المدرس في تنمية التذوق لدى التلاميذ وذلك لاستخدام المعلومات والمعرفة النظرية في الممارسة العملية اثناء وقت فراغ التلاميذ ، وهذا هو هدف التربية الترويحية .
عدل سابقا من قبل سيد فضل اللة سيد في الأربعاء 6 يناير 2021 - 3:24 عدل 1 مرات (السبب : تثبيت) | |
| | | | المبادئ الرئيسيه التى تستند اليها كل من الفلسفات التربويه الطبيعيه | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|