الترويح الرياضي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترويح الرياضي

الاهتمام بعلوم وتطبيقات الترويح الرياضي
 
ا.د يحيي حسنالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

مؤسسة الخير للكل للتنمية المستدامه منظمة غير حكومية مشهورة بوزارة التضامن بالجيزة شارك معنا في مبادرات الخير

 

 الترويح الرياضى في عهد القدماء المصرين والمستقبل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamed AbdElazem




عدد الرسائل : 4
تاريخ التسجيل : 17/05/2022

الترويح الرياضى في عهد القدماء المصرين والمستقبل  Empty
مُساهمةموضوع: الترويح الرياضى في عهد القدماء المصرين والمستقبل    الترويح الرياضى في عهد القدماء المصرين والمستقبل  Emptyالجمعة مايو 20, 2022 2:05 am


بحث بعنوان



الترويح الرياضى في عهد القدماء المصرين والمستقبل
مقدمة

الباحث /محمد عبد العظيم على



تحت اشراف كلا من
أ.د/مسعد عويس
أ.د/يحيي محمد حسن




أ- تعريف وقت الفراغ بأنه : الوقت الذى يكون فيه الفرد حراً من ارتباطات العمل أو من أية التزامات أخرى بحيث يمكن الاستفادة من هذا الوقت فى الراحة أو الاسترخاء أو فى ممارسة أنواع النشاط التى تؤدى إلى تطوير ذاتهِ .
تعريف الترويح فى اللغة :
راح :
الروح : السرور والفرح وفي التهذيب عن الأصمعي : الروح : الاستراحة من غم القلب وقال ابو عمرو : الروح : الفرح , والراحة ضد التعب , والرواح والراحة من الاستراحة,وقد اراحب وروح عني فاسترحت , يقال: اراح الرجل,واستراح اذا رجعت اليه نفسه بعد الاعياء, والترويح كالاراحة .
واستروح : وجد الراحة, والمراوحة بين العملين:ان يعمل هذا مرة وهذا مرة.
وبهذا يتبين ان كلمة " راح " تفيد عدة معان منها : الراحة بعد التعب والعناء , والراحة من الغم والهم , والفرح والسرور .
تعريف الترويح الرياضى: هو " ذلك النوع من الترويح الذى تتضمن برامجه العديد من المناشط البدنية والرياضية ،كما أنه يعد أكثر أنواع الترويح تأثيراً على الجوانب البدنية والفسيولوجية للفرد الممارس لأوجه مناشطه التى تشتمل على الألعاب Games والرياضيات Sports0
ب- الترويح فى العصر الفرعونى: لقد قام احد الباحثين بعمل دراسة لحصر انواع الالعاب الرياضية الرسمية العسكرية والشعبية البرية منها والبحرية ذات القواعد الفنية المنتظمة التى مارستها المصريون القدماء فى الدولة القديمة فوجد انها تبلغ ثمان وستون رياضة او لعبة رياضية ، و يبلغ عدد الادوات والمعدات المستعملة ابتداء من انواع الكرات الى الاكياس و الشباك و الاطواق و العجلات ما لا يقل عن سبع و اربعين وحدة بينما الآلات الموسيقية التى تصاحبها فى الايقاع بلغ عددها سبعة وعشرون آلة موسيقية مختلفة إبتداء من الناى و القيثارة وصولاً إلى الهارب الذى يُطلق عليه العالم اسم ملك الآلات و فيما يلي أمثلة لمختلف الأنشطة الترويحية التي مارسها الأنسان المصري القديم :
1- ألعاب الكــــرة عند الفراعنة
عرف المصريون القدماء الكرة كأداة لعب لعدد كبير من الألعاب الرياضية وتشير أثارهم إلي ذلك ، وذكر المؤرخ القديم بليني نقلاً عن ولكسفون أن المصريين القدماء هم أول شعب أبتكر الكرة و لعب بها وكانت بأحجام مختلفة ، ويوجد بالمتحف المصري أعداد كبيرة من كرات اللعب المصرية وكانت الكرة طبقًا للنقوش مصنعة من ألياف البردي أو ألياف النخيل أو من قش الشعير ، بحيث تكور وتخاط حولها بقطعتين من الجلد تكون كل منهما بشكل نصف الدائرة وربما بأربع قطع تكون كل منهما علي شكل ربع دائرة ، وقد تتخذ أشكال طولية من الجلد بحيث تُحاك مع بعضها البعض ،كما قد يكون الجلد مدبوغاً أو غير مدبوغ ، وفي المتحف المصري توجد كرات مصرية قديمة ، كما توجد مناظر علي جدران مقابر بني حسن ، سجلت بعض ألعاب الكرة المؤرخة من الأسرة الحادية عشر(2133-1991 ق.م) ، وتمثل بعض الفتيات يلعبن بالكرة ومن هذه المناظر :
1- لوحة من قبر أخيتوي حيث تقوم الفتيات برمي ولقف الكرات.
2- لوحة من مقبرة أخيتوي أيضاً حيث قامت الفتيات بتلقي الكرة الممرة إليهن وقد ركبن ظهور زميلاتهن.
3- وكذلك لوحة في مقبرة باكيت تصور نفس المنظر .
4- وفي مناظر بني حسن تمرر الفتيات الكرات لبعضهن البعض من فوق ظهور زميلاتهن ، ربما كانت قواعد اللعبة تقتضي أن التي تخفق في التقاط الكرات تركع لتمتطيها زميلتها الأخري .
2- الهوكي (الحوكشة) عند الفراعنة :
مارس المصريون القدماء لعبة الهوكي طبقًا للنقوش التي وجدت في مقابر بني حسن بالمنيا، أشارت النقوش للاعبين بمضارب تشبه مضارب الهوكي الحالية، مصنوعة من جريد النخل وذات نهاية معقوفة كما هو معروف عن مضرب الهوكي، وكانت الكرة من أوراق البردي المضغوطة، ومغطاه بقطعتين من الجلد كل واحدة مصبوغة بلون وتشكل نصف دائرة.
3- الرماية "القوس والسهم" عند الفراعنة:
يعُد من أكثر الرياضات التي مارسها المصري القديم بمهارة شديدة خاصة في الدولة الحديثة ، وهي عبارة عن رياضة الرمي بالسهام علي أهداف محددة ، وكانوا يستخدمون في ذلك القوس والنشاب اللذين عرفهما المصري منذ بداية الأسرات ، وكان يستخدمه في الحروب والصيد ، لكنه استخدم كرياضة نحو أهداف محددة في الدولة الحديثة وتحديداً في عصر الملك تحتمس الأول ، وكان القوس يصنع من الجلد و الخشب ، ورامي السهام كان لابد أن يكون له خبرة في اختيار الأقواس بحيث لا يكون بها أي عيب و تكون قوية ، وقد اختلفت احجامها وعُثر علي عدد منها في مقبرة الفرعون الذهبي " توت عنخ أمون " .
بخلاف كون القوس والسهم سلاحًا في معظم الحضارات القديمة ومن ضمنها الحضارة الفرعونية، إلّا أن المصريون مارسوا رياضة الرماية بالقوس والسهم وأقاموا منافسات فيها ، وكانت من أهم الرياضات للشباب والنشء ، وذلك لإعداد رماة تستفيد بهم الجيوش المصرية في حماية أراضيها ، حتى أن الإعلان عن إحدى مسابقات الرماية بالقوس والسهم التي أقيمت في القرن الـ 21 قبل الميلاد، وُجد فيها لوحة لأمنحوتب الثاني ممسكًا بقوسه وأمامه لوحة هدف للرماية أصابه بدقة متناهية بـ4 أسهم، وأعلن عن جائزة ضخمة لمن يحطم إنجازه في رياضة الرماية.
4- رمي الرمح :
لارتباط تلك المهارة بالصيد الذي كان أحد مصادر الطعام في مصر الفرعونية، كانت تلك الرياضة تلقى شعبية جارفة في مصر وسط الشباب وأُقيمت لها المسابقات والمنافسات لإظهار المهارة والقوة، ومنح الملوك الفراعنة الجوائز للفائزين فيها ، وهي الآن واحدة من ألعاب القوى الأوليمبية الشهيرة.
5- الوثب العالي :
يتضح من المناظر التي صورت علي جدران المعابد توضح ممارسة المصري القديم لرياضة الوثب العالي فنجد مثلاً في مقبرة بتاح حتب الموجودة في سقارة عدداً من الأطفال وهم يلعبون مثل هذه الألعاب ، فنشاهد طفلين يجلسان وجهاً لوجه ويضعان حائطاً أو سداً بشرياً بوضع أقدامهم فوق بعضها ثم يضعون أيديهم فوق أيدي بعض وفي نفس الوقت فوق أرجلهما فينتج من هذا الوضع ارتفاع ملحوظ لا يقدر علي تخطيه إلا شخص ذو مهارة في القفز ، وأيضاً نلاحظ وجود ثلاثة لاعبين يحاولون القفز من فوق هذا الحائط البشري بالتتابع .
6- الجري :
وقد كان الجري أحد صقوس الملك الأساسية أثناء احتفاله " بعيد الحب سد " (عيد تجديد الملكية كل 30 سنة ) ، والذي يعتبر جزاً هاماً من الاحتفال حيث كان يطلق الملك سراح ثور قوي ويقوم الملك بالجري وراءه ويرمي بأنشوطة علي قرنيه ، وإذا ما نجح يلف الحبل حول قدمي الثور الخلفيتين ليسقطه ، وبذلك ينجح في تجديد فترة حكمه ، وكان الملك دائماً يظهر في هذا الاحتفال بزيه الكامل مرتدياً التاج المزدوج ، ولقد صورت رياضة الجري علي قبر" بتاح حوتب " وهو يمثل أحد لاعبيه يعدو ، ويوجد أيضاً هذا الاحتفال علي "صلاية الملك نارمر"، حيثً تُعد من أقدم مناظر الجري ، وهناك أيضاً منظر للملك" دن "علي لوحته وهو يجري في أثناء احتفاله " بسباق عيد الحب سد"، وهناك أيضاً منظر للملكة حتشبسوت وهي تقوم بالجري من معبد الكرنك .


7- السباحة عند الفراعنة :
روى احد حكام أسيوط من نفس العهد انه تعلم السباحة مع أبناء الفرعون فى قصره وانه لا يوجد من ينافسه فى السباحة وفنونها فى اقليمه بأكمله ، وتقوم قصور مدينة اخناتون بتل العمارنة شاهدا على مكانة السباحة فى الدولة الحديثة ، ولم يخلو قصر من قصور المدينة أو مسكن من مساكن نبلائها من وجود حمام كبير للسباحة فى الحديقة ، وفى بعض القصور قام المهندس المعمارى بوضع حوضين للسباحة واحد فى الحديقة الداخلية للاطفال والعائلة والاخر فى مواجهة قاعة الاستقبال للضيوف .

لمحور الأول: التربية الترويحية:
تلعب التربية الترويحية دورا هاما في توجيه ورعاية الأفراد على مختلف فئاتهم لما تقدمه من برامج توجيهية هادفة تنبع من احتياجات شرائح المجتمع كما تعبر عن مشاعرهم تعبيرا يمنح هذا النوع من أساليب التربية العمق والأصالة خاصة في مرحلتنا الراهنة التي تتسارع فيها المعلومات وتتدخل فيها المؤثرات.
ويعد النشاط الترويحي ركنا أساسيا من أنشطة الأفراد والذي من خلاله يتم تحقيق الاستثمار الأفضل لوقت الفراغ لما يتميز به من أهمية كبيرة في تحقيق المتعة الشاملة للفرد، والتنمية المتكاملة للشخصية، من النواحي البدنية والصحية والعقلية والاجتماعية.
مفهوم التربية الترويحية:
الترويح لغة مشتق من المادة الثلاثية (روح) وقيل: مشتق من مادة ( راح) فإذا كان من مادة (روح) فله المعاني التالية:-
ـ تدل على السعة والفسحة والاطراد (وأصل ذلك كله الريح).
ـ وقيل: إنها بمعنى الأريحية ( الانشراح، وسعة الصدر،...)
أما إذا كان من أصل (راح) فهو بمعنى: السرور والفرح، حيث إن الراحة ضد التعب.
الترويح اصطلاحاً.
تعددت تعريفات المختصين بالترويح وتباينت التعريفات باختلاف نظرة من يقوم بتعريفه. ويمكن ملاحظة تعريفين لمدرستين مختلفتين:
المدرسة الكلاسيكية: التي تصورت الترويح إنه: رعاية للنفس وإصلاح وتطوير للحرية الروحية.
المدرسة المعاصرة: التي تضم غالبية علماء الاجتماع المعاصرين، والتي وصفت الترويح على أنه: النشاطات الترويحية المتعددة التي ينجذب إليها الناس. (النجار، 1997: 7)
وفي ضوء ذلك عرفه ( رومني Romney) بأنه: " نشاط ومشاعر ورد فعل عاطفي، وسلوك؛ لتفهم الحياة" في حين رأى ( بتلر Petller) أن الترويح : " نوع من أنواع النشاط التي تمارس في وقت الفراغ، والتي يختارها الفرد لممارستها بدافعية ذاتية، والتي يكون من نتائجها اكساب الفرد القيم البدنية والخلقية والاجتماعية " (خطاب، 1990: 17)
ورأى (جري Gray) الترويح بأنه: " حالة انفعالية تنتاب الفرد؛ نتيجة لإحساسه بالوجود في الحياة، وهي حالة مرتبطة بالانجاز والانتعاش والسرور" ، كما رأى ( غولي، وإبراهيم، 2001) أن الترويح هو : " نشاط هادف يختاره الفرد ويمارسه في وقت الفراغ؛ لاستعادة حيويته"
( غولي، وإبراهيم، 2001: 18)
في ضوء هذه التعريفات يمكن للباحثان القول إن التربية الترويحية ما هي إلا أسلوب استغلته التربية؛ لتحقيق النمو الكامل والاتزان الصحيح للفرد؛ لإعداده للحياة في أي موقع لتجديد الهمة.
تأسيسا على ما سبق يمكن القول إن من الضروري والواجب الاهتمام بالتربية الترويحية اهتمامنا بالعمل والإنتاج، فما هي إلا دعامة لتكيف الإنسان مع المجتمع.
أهمية التربية الترويحية:
يعد الترويح مظهراً من مظاهر النشاط الإنساني، وله أهمية كبيرة في تنمية قوي الإنسان: الجسمية والعقلية والخلقية والاجتماعية، ولا يكاد ينكر ذلك احد من علماء الاجتماع والتربية، بل يمكن الإجماع على انه له دور في تحقيق التوازن بين العمل والراحة، وتحقيق السعادة للإنسان، وفي ضوء ذلك أشارت الجمعية الأمريكية للصحة والترويح إلى إسهامات التربية الترويحية في الحياة العصرية فيما يلي: ( عبد السلام، 1992: 61)
1- تحقيق الحاجات الإنسانية للتعبير الخلاق عن الذات ( حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين تكون لديهم الإمكانيات والفرص للعب والترويح تنمو عقولهم نموا أكثر وأسرع من غيرهم).
2- تطوير الصحة البدنية، حيث إن اللعب يكسبهم مهارات حركية، إضافة إلى أن اللعب يساهم مساهمة كبيرة مع الغذاء في زيادة الوزن والحجم ونمو الأجهزة الجسمية المختلفة.
3- التحرر من الضغوط والتوتر الوجداني المصاحب للحياة العصرية.
4- تنمية ودعم القيم الاجتماعية، والثقافة الموحدة، حيث إن ممارسة النشاط وسط مجموعة من الأقران يساعد على التكيف الاجتماعي، وقبول آراء الجماعة، وإيثار على النفس، والتخلص من الأنانية وحب الذات.
5- توفير حياة شخصية زاخرة بالاستقرار، حيث إن ساحات ممارسة النشاطات الترويحية تمثل أماكن يرسم فيها الشخص الخطوط العريضة لشخصيته، وأبعاد طويلة من تفكيره، قد تصل إلى ترسيخ نواح عقدية في نفسه، وتنمية قدراته النفسية.
وفي ضوء ما سبق يرى الباحثان أن للترويح أيضا دوراً هاماً في إشباع حاجات الفرد، خاصة تلك التي لايمكن إشباعها من خلال العمل، وفي أثناء وقت الارتباط أو الالتزام بواجبات، حيث إنها تعيد التوازن النفسي للفرد المشارك في النشاط.
خصائص التربية الترويحية:
تعددت تصنيفات الكتاب والمؤلفين لخصائص التربية الترويحية أو الترويح بشكل عام، وفي ضوء استعراض تلك الخصائص، خلص الباحثان إلى أن تلك الخصائص هي:
1- الهدفية: حيثما يكون النشاط الترويحي هادفاً؛ يكشف خلاله الفرد الممارس: المهارات والقيم والاتجاهات التربوية، والقوة الجسمية، وتطوير الشخصية.
2- الدافعية: حيث يتم الإقبال على ممارسة النشاط الترويحي بدافع ذاتي، وفقا لرغبات الممارس لذلك النشاط.
3- الاختيارية: حيث يختار الممارس نوعية النشاط الذي يفضله، والذي يرى انه يحقق رغباته.
4- التوازن النفسي: وذلك من خلال إشباع الميول المتعددة واحتياجاته التي تشبعها أعماله الخاصة التي تؤديها.
5- الحدوث في وقت الفراغ.
6- السرور: حيث تجلب لممارس الأنشطة الترويحية المتعة والسرور، والبهجة.
7- التنوع: وهذا التنوع مختلف في المكان ونوع النشاط، من حيث الساحات والأندية، ومراكز الشباب، ومن حيث المباريات، والمسابقات... .
وحيث إن موضوع الدراسة يتعلق بدور التربية الترويحية في نشر الوعي الثقافي بين طلبة المدارس الثانوية، فإننا سنتناول الترويح في مجال المدرسة بشيء من التفصيل.
الترويح في مجال المدرسة.
إن معظم المدارس في عالمنا الإسلامي والعربي في الوقت الحاضر تنتهج منهج المدرسة التقليدية، والتي من أهم سماتها إهمال وقت الفراغ لدى الطلاب وعدم استغلاله مع اعتماد المنهج على: الناحية النظرية والتلقين والحفظ وإهمال النشاط.
وفي الوقت ذاته فإنه من المعلوم أن المدرسة هي اللبنة الثانية بعد الأسرة في التربية، ورسالتها الخيرة تكون مكملا لرسالة الأسرة في إصلاح النشء وسلامة تربيتهم، لذلك تظهر الحاجة إلى تجديد الخطاب المدرسي، والمنهج؛ ليكون قائماً على المزج بين جدية الدرس، وحيوية النشاط؛ كي يكون النشاط الترويحي المدرسي إنتاجاً جدياً مثمراً ومفيداً، ومن هنا تتبين الحاجة إلى تنظيم الترويح المدرسي كي نحصل على الأهداف المرجوة منه، ومن تلك الأهداف: ( خطاب،1988: 85)
ـ تهيئة الجو المناسب لتفتيح عقول الطلاب وتوجيهها للتفكير البناء والناقد.
ـ تنمية روح الجماعة والتعاون بين الطلاب مع غرس الأخلاق الحميدة.
ـ اكتشاف وصقل مواهب الطلاب وإشباع هواياتهم، مع تنمية مهاراتهم.
ـ غرس العادات الصحية السليمة في نفوس الطلاب مع إكسابهم اللياقة البدنية المناسبة.
ـ تكوين العلاقات الاجتماعية السليمة.
ـ شغل أوقات الفراغ بما يعود بالفائدة على الطلاب.
الترويح في المدارس الثانوية بمحافظة غزة.
ينمو الوعي إلى أن الترويح حاجة إنسانية أساسية وضرورة لصالح الجميع، اتجهت الأنظار إلى المدرسة لتوفير الخبرات الترويحية لأبنائها في نطاق البرنامج الترويحي، حيث يدرب الطالب كيف يقضي وقته الحر، وكيف يستثمر الوقت في نشاط بناء، ومسئولية المدرسة بالنسبة لهذا النوع من التربية تسير جنبا إلى جنب مع مسؤولياتها الشاملة عن تربية الطالب.( الحلفاوي، 1986: 49)
وقد تطورت المدرسة في مجتمعنا متأثرة بالفلسفة التكاملية التي دعت إلى الاهتمام بالطالب ككل مع رعايته من جميع نواحيه: العقلية والجسمية والخلقية والروحية، وإعداده لمواجهة الحياة حيث تعتبر المدرسة من أفضل المؤسسات إعداداً لتمكين الطلاب من حسن قضاء أوقاتهم الحرة، حيث تتوافر القاعدة والإمكانيات المادية: كالأدوات والأجهزة .
وتستطيع المدارس أن تقدم للطلاب الكثير من النشاط الترويحي المنظم خلال اليوم الدراسي، وذلك لعدة أسباب أهمها: ( غولي، وإبراهيم، 2001: 177)
1- تمتعها بمكانة محترمة بين الناس.
2- وجود المختصين فيها من معلمين للتربية البدنية الذين يمكنهم إبراز: ميول، الطلاب ورغباتهم، وقدراتهم ثم استثمارها.
3- توفر الإمكانات المادية وغير المادية من المباني والأدوات.
4- تتبع وسائل تربوية متنوعة لتنشئة الطلاب وتشكيل شخصياتهم وإكسابهم المهارات.
ووفقا لخصائص المرحلة الثانوية، وما يظهر فيها من دلائل قوية على حب الجماعة والرغبة في الحياة الاجتماعية، والميل إلى المغامرة والتنافس، حيث تتميز تلك المرحلة بيقظة عقلية، يميل الطالب في تلك المرحلة إلى الاشتراك في الرحلات، وحملات الخدمة العامة كحملات النظافة؛ لأنها تشعره انه أصبح نافعاً، كما يميل إلى: دراسة الطبيعة وزيارة المعارض والحدائق العامة، وتربية الطيور والأسماك.
ونجد الشباب في تلك المرحلة يرغبون في ممارسة الرياضة العنيفة، ومن أنواع النشاط الترويحي المفيد في تلك المرحلة، الترويح الاجتماعي كالحفلات والمآدب، ولدى الفتيات يكون الرسم والأشغال، ونشاط الهوايات، كما يملنّ إلى قراءة القصص المثيرة والخيالية.
الأنشطة الترويحية بالمدارس الثانوية.
لقد اهتمت المدرسة الثانوية بوظيفتها التربوية في المجال الترويحي؛ فاهتمت بطلابها في أوقاتهم الحرة، وعنيت بتربيتهم عن طريق فاعليتهم، كما وفرت لهم الأنشطة الترويحية المختلفة، والتي منها:-
1ـ الأنشطة الرياضية.
اهتمت المدرسة بتوفير: الأدوات والملاعب والقاعات الرياضية بحيث شجعت الطلبة على تكوين فرق رياضية مختلفة في كل صف مع تقسيم المدرسة نفسها إلى مراحل لتساهم في الفعاليات والمسابقات المختلفة، بحيث توافق طبيعة الفتى في تلك المرحلة، حيث يميل إلى الاكتشاف والمخاطرة، وتزداد الرغبة في الألعاب الجماعية المنظمة أي الفرقية. ( وزارة التربية والتعليم، 2005: 14)
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى انه رغم حاجة الطلاب إلى تلك الأنشطة إلا أن هناك بعض المدارس تفتقر إلى مقومات تلك الأنشطة؛ نتيجة للكثافة الطلابية؛ وحاجة المدرسة إلى غرف صفية، في حين أن ذلك لا يحول دون وجود أنشطة رياضية.
2ـ الأنشطة الفنية.
يختلف ذلك النشاط عن النشاط الفني في الصف إلي يمارسه الطالب في دروسه، وذلك بأنه يتيح الفرصة للطالب صاحب الموهبة الفنية أن يبرز ثم يظهر طاقاته الخلاقة فيساعده ذلك على الاستمتاع بما لديه من قدرات.
وهذا النشاط له أشكال متعددة منها الفنون التشكيلية: كالرسم على الجدران، الغزل والتطريز اليدوي، الفنون التعبيرية، التمثيل والدبكة الشعبية، والتعبير الحركي.
3ـ الأنشطة الثقافية.
تتوفر في المدرسة ألوان متعددة من ذلك النشاط بحيث تتيح الفرصة الكافية لاختيار اللون الذي يميل إليه الطالب، فتوجد في كل مدرسة مكتبة يمكن أن يدور حولها نشاط ترويحي متعدد الجوانب، يتطلب أولا تيسير استخدام الطلبة في أوقاتهم الحرة وجذبهم إليها مع الإعلان، وتشجيع الطلبة على العمل الذاتي في المكتبة، ومن ألوان النشاط الثقافي الأخرى: المحاضرات، الندوات، الصحافة، والإذاعة، وغيرها من الوسائل الايجابية لتنظيم الوقت الحر. (عبد السلام، 1992: 55)
4ـ الخدمة العامة.
إن نشاط الخدمة العامة ضرورة اجتماعية يشترك فيها جميع المواطنين في كافة الميادين كلٌ بالقدر الذي يستطيعه في حدود قدراته، وإمكانياته في ضوء احتياجات الجماعة والمجتمع.
ولهذا فإن الخدمة العامة تعتبر وسيلة أساسية للتنشئة الاجتماعية للطلبة، فهي من ناحية توجه طاقاتهم ومواهبهم وخبراتهم الوجهة التي تهيئ لهم فرص النمو: الاجتماعي والفكري والنفسي، وهي من ناحية أخرى وسيلة يستخدمها المجتمع لإحداث التغيير الضروري لتقدمه.
وفي ضوء الوظيفة الاجتماعية للمدرسة، فإنها تشرك طلابها في خدمة المجتمع من خلال المشاركة في المناسبات العامة الوطنية والدينية، مع تنظيم بعض الحملات مثل: حملات النظافة وحملات التبرع بالدم لخدمة المجتمع.
دور معلم التربية الرياضية في عملية الترويح:
يمثل معلم التربية الرياضية في المدرسة الثانوية دور الرائد في ميدان الترويح، فهو الذي يثير حماس طلابها؛ مما يعطي النشاط قوة، وعلى ذلك عليه أن يتأكد من توفر الأدوات اللازمة والمكان المناسب للنشاط الذي يرغب فيه الطلاب، وعليه تنظيم البرامج بشكل يعمل على تقليل الخلافات التي تنشأ؛ نتيجة تعارض الرغبات، وعند تصميم البرامج على المعلم أن يأخذ في اعتباره العوامل التي تسهل للطلاب طريق التعبير عن أنفسهم والتي تعمل على تنمية شخصياتهم وأخلاقهم، وعلى ذلك فإنه يجب أن يتميز بصفات معينة تمكنه من إحداث التأثير النفسي في الآخرين، من أهمها:
1- الصفات الشخصية: ( الخولي، 1996: 45-48)
ـ التحمس: فالحماس والمشاركة تمثلان القوة الدافعة لتحقيق الفكرة، فأحيانا نجد أن أهم دور لمعلم التربية البدنية الإرشاد والمشاركة في الطاقة المتوقعة من الطالب.
ـ الصحة الجسمية: حيث يجب أن يتمتع بصحة الجسم وأن يكون ممتلئا بالنشاط والحيوية، ومقبول الشكل.
ـ الذكاء وحدة الذهن: مهنته تحتاج إلى الشخص الذي لديه الاستعداد لاستيعاب المعلومات وتفهمها، فكثيرا ما تتطلب المواقف من معلم التربية البدنية في ميدان الترويح؛ الرياضي خاصة أن يبت في الأمور بكل بصيرة ثاقبة.
ـ الأخلاق: حيث تعتبر الأخلاق من المسائل الهامة في قيادة الترويح بسبب العلاقة بين المعلم والجماعة الطلابية ( الفريق).
ـ المبادأة واتساع الأفق: حيث من الضروري أن يتمتع بالشجاعة للمبادأة في فكرة معينة.
ـ التمتع بروح الفكاهة، والقدرة على التنظيم وإدارة النشاط، مع القدرة على التعبير، والمرونة.
2- المعرفة العلمية والمهارة المهنية: لابد أن يكون حاصلا على قدر من المعرفة العلمية تمكنه من فهم السلوك الإنساني، كما يجب أن يكون ملما بأساليب التربية الحديثة، وان يكون على اطلاع كامل بكيفية العمل مع الجماعة وتنظيم النشاطات الترويحية.
الأهداف التربوية لمعلم التربية الرياضية في مجال الترويح:
يتحتم على الفرد أن يلم بظروف مجتمعه الذي يعيش فيه إلماما كافيا يمكنه من الإسهام فيه بقدر مناسب، ومن أهم الأهداف التربوية التي يسعى معلم التربية البدنية إلى تحقيقها من خلال الأنشطة الرياضية والترويحية، ما يلي: (لطفي، 1990: 125-126)
1- الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية: فإن النشاط الجماعي يهيئ للطالب فرصة الاندماج مع الآخرين ليعتمد على نفسه.
2- تنمية الشخصية: فمن خلال الأنشطة الترويحية تنمو الشخصية وتتكامل، كما تنمو لديه القدرة على التمييز بين ما ينفعه وما يضره.
3- التعبير عن الذات: حيث ينطلق الفرد على سجيته بعيدا عن التقاليد المفروضة عليه، فيعبر عن نفسه تعبيرا صادقا.
4- اكساب العادات السليمة: مثل الاتصال بالآخرين، والتعاون والجلد على المصاعب.
5- زيادة الوعي بأنواعه: من خلال ازدياد المعرفة والإحساس بالقيم وتقديرها.
المحور الثاني: الوعي الثقافي
تعتبر الثقافة المعبر الحقيقي عما وصلت إليه البشرية من تقدم فكري، فمن خلالها يتم رسم المفاهيم و التصورات كما يتم رسم القيم والسلوك. وقد ارتبطت الثقافة بالوجود الإنساني ارتباطاً متلازماً تطور مع الحياة الإنسانية؛ وفقاً لما يقدمه الإنسان من إبداع وإنتاج في مختلف المجالات، فالثقافة هي: " المنظومة المعقدة و المتشابكة التي تتضمن: اللغات والمعتقدات والمعارف والفنون والتعليمات والقوانين والدساتير والمعايير الخلقية والقيم والأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية والمهارات التي يمتلكها أفراد مجتمع معين " (حارب، 2004: 54)
وقد وعي الإنسان أهمية الثقافة في تكوين ذلك الوعي؛ فأسس وجودها عبر السنين من خلال التراكم النوعي و الكمي للفعل الثقافي و الإنساني، فما تركته الثقافات القديمة: كالمصرية والفارسية والإغريقية يُعدّ صورة واضحة لذلك الفعل الثقافي عبر مراحله وعصوره، وقد جاءت الأديان السماوية والتي خُتمت برسالة المصطفى صلى الله عليه و سلم لتعطي تلك الثقافة بُعدها الروحي و تعيدها إلى مكنونها الأخلاقي و تنقيها مما لحق بها من الشوائب التي انحرفت بالثقافة عن رسالتها الإنسانية. وما زالت الثقافة هي المحرك الأساس للفعل الإنساني، فمقياس تحضر الأمم ورقيّها مرتبط بتقدمها الثقافي بكل دلالات اللفظ ومحتوياته، وذلك ما تشهد به المدنية المعاصرة فالأمم المتقدمة في عالمنا هي التي استطاعت أن تأخذ بتلابيب الثقافة في كافة جوانبها الإنسانية والعلمية وأن تحول وعيها الثقافي إلى فعل عام تتقدم به على غيرها، على الرغم من الخلل الذي يلف بعض جوانب ثقافتها. (حسونة، 2001: 322)
إن السيطرة العالمية المعاصرة على واقع الشعوب ليست سيطرة عسكرية أو اقتصادية فقط بل هي نسيج من السيطرة الثقافية سواء أكان ذلك في حياتها الاجتماعية أم الاقتصادية أم السياسية أم التربوية، إذ أصبحت (نمطية ) الحياة لدى بعض الشعوب صورة متكررة لشعوب أخرى في فعلها الثقافي على الرغم من أنها لم تخضع لاحتلالها العسكري أو لهيمنتها الاقتصادية، وما ذلك إلا لغلبة ثقافتها وانتشارها مستغلة التقدم العلمي و التقني المعاصر والذي يسّر لها سرعة الوصول إلى أطراف الدنيا.
تعريف الوعي الثقافي:
يمكن تعريف الوعي الثقافي بأنه: " مدى إدراك الفرد ووعيه بدوره في المحافظة على تراثه الثقافي، ومبادئه الأصيلة، وحمايتها من الشوائب؛ لتبقى خالية من أي تأثيرات وافدة ".
في حين تعرف الثقافية بأنها: " المضامين الثقافية التي يتلقاها الفرد و الجماعة من المصادر الإعلامية والتربوية؛ فتشكل: معتقداتهم و تصوراتهم و مفاهيمهم و قيمهم التي تؤثر في تكوين: سلوكهم وعاداتهم و تقاليدهم و أنماط حياتهم ".
وبهذا التعريف يمكن القول إن هناك مصادر تمد الفرد أو الطالب بالوعي الثقافي، فإذا كانت المؤسسات التربوية تهيئ لطلابها وطالباتها الخطط والبرامج التعليمية والتدريبية لما لتلك الخطط والبرامج من أهمية في تحصيل الطلاب والطالبات للمواد العلمية التي جاءوا لدراستها ، فإن هناك جانب آخر لا يقل أهمية عن ذلك ، ألا وهو الوعي الثقافي لدى أولئك الطلاب و الطالبات ،إذ أن ما يقدم داخل: قاعات الدرس والمختبرات والمعامل لا يمثل إلا جزءاً من عملية التربية التي يجب أن يتلقاها الطلاب والطالبات ، ولعل أبرز مما تعنى به المؤسسات التربوية هو رفع المستوى الثقافي لطلابها وطالباتها من خلال توفير فرص التثقيف وإيجاد رؤية تثقيفية نقدية لديهم حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع المؤثرات الثقافية في المجتمع ، وذلك من أصعب المهمات أمامها حيث إن تشكيل الرؤى الثقافية يتم من خلال مؤثرات كثيرة ، وتأتي تلك الرؤى ـ في بعض الأحيان ـ محملة بكثير من المعوقات التي تحد من دور المؤسسة التربوية في تكوين التصورات والأفكار الثقافية لطلابها وطالباتها ،إذ يأتي أؤلئك وقد تأثروا بمؤثرات كثيرة لعل من أبرزها الأسرة و المدرسة و الأصدقاء وغيرهم . (مجاهد، 2001: 160)
لقد تعددت مصادر الدعم للوعي الثقافي لدى الطالب ومنها: الأسرة ، المدرسة، المعلم، المكتبة، المسجد، ومعظم المحاضن التربوية، بالإضافة إلى المصادر الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تقوم تلك المحاضن بدورها في ظل الهجمة الشرسة، والعولمة على الثقافة العربية والإسلامية؟
إن المتأمل للواقع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص يستطيع القول على سبيل المثال إن:
* دور الأسرة بدأ يتراجع لصالح مؤثرات أخرى كوسائل الإعلام فبسبب التحول الاجتماعي الذي طرأ على أطوار كثير من مكونات المجتمع ووحداته؛ فقد أصبحت الأسرة مشدودة إلى مؤثرات كثيرة، مثل: طول ساعات العمل للوالدين أو أحدهما والاهتمام بقضايا حياتية كتوفير مصادر الدخل والعلاقات الاجتماعية، واقتصار حجم الأسرة على الأسرة النووية بما لها من دور محدود ، وتراجع الدور الواسع و المؤثر للأسرة الممتدة ، ودخول عوامل مؤثرة جديدة داخل الأسرة مثل جهاز التلفاز أو الكمبيوتر، كل ذلك أثر على ذلك الدور فأصبحت ساعات التواصل بين الأسرة محدودة أو قليلة ، وأصبح الأبناء يبحثون عن إجابة لتساؤلاتهم في أجهزة الإعلام: كالإذاعة و التلفاز و شبكة الاتصالات و شبكة المعلومات وغيرها من مصادر المعرفة ، وقد أدى ذلك كله إلى إضعاف دور الأسرة في تكوين الثقافة التربوية للأبناء. ( منيف، 1998: 54)
* إن دور المعلم في علاقته مع الطالب قد تجاوز الأطر التقليدية التي كانت سائدة في الماضي وبدا واضحاً أهمية تطوير تلك العلاقة من خلال وضع أسس جديدة تتلاءم وروح المتغيرات المعاصرة التي تقوم على تعدد مصادر المعرفة العلمية للطالب، فلم يعد المعلم يشكل المصدر الأساسي للتعليم والتثقيف، كما كان عليه الحال قبل عقود مضت بل أصبح دور المعلم هو مساعدة الطالب للوصول إلى مصادر المعرفة من خلال تنمية الرغبة في التعلم والبحث ورفع دافعيته لذلك، بعيداً عن ارتباط التعليم بتحقيق الغايات المحدودة للطالب.
الانعكاسات الثقافية السلبية للعولمة وتداعياتها على الشباب:
من خلال الاطلاع على الأدب التربوي المتعلق بالانعكاسات الثقافية للعولمة، يمكن استنتاج ما يلي:-
1- تأثر الشباب بأنماط سلوك واستهلاك جديدة .
2- طرحت العولمة تناقضاً كبيراً، ففي الوقت الذي تنادي فيه بحقوق الإنسان، والاعتراف بالتنوع الثقافي، دعت إلى حتمية انتصار القيم الفكرية والسلوكية الأمريكية.
3- زاد التقدم التكنولوجي والهجمة الإعلامية على القيم العربية والإسلامية من شعور الشباب بالاغتراب عن تراثه وثقافته؛ نتيجة لاستيراد نماذج ثقافية غريبة جاهزة للتطبيق.
4- تراجعت اللغة الأم ( العربية) في نفوس أبنائها؛ نتيجة اللهث وراء اللغة الانجليزية الأكثر تداولا على مستوى العالم.
5- ضعف الانتماء للخصوصية الثقافية والقيمية الخاصة بالأمة العربية والإسلامية؛ مما عمق الثقافة الاستهلاكية بين الشباب. ( منيف، 1998: 66)
6- عملت العولمة الثقافية على إفراغ الهوية الجماعية من كل محتوى؛ فدفعت إلى التشتت، وتكريس الانشطار.
7- التأثر السلبي بنمط الثقافة الغربية، والانبهار بمنجزاتها والدهشة الممتزجة بالشعور بالعجز عن اللحاق بالأنموذج الغربي. (الهيتي، 1998: 10)
8- تكون جيل يتنكر لمجتمعه ويتعامل مع عقيدته وتراثه الأصيل على انه أنقاض يجب التخلص منها، ويجب أن يكسب الإنسان غطاءً جديداً من العادات والتقاليد الحديثة التي تفسد ذوقه.
دور التربية الترويحية في نشر الوعي الثقافي:
1- تشكل التربية الترويحية مصدراً للثقافة بالنسبة للطلبة خاصة أولئك الذين لا يجدون مصدراً للإجابة على تساؤلاتهم التربوية والثقافية ، فقد أصبح (عالم)الأصدقاء بالنسبة لكثير من الفتيان والفتيات مجالاً مهماً للبوح لهم بمشكلاتهم ، وهو مهم، خاصة وأنهم يجدون فيهم: الثقة المناسبة والمقاربة في العمر و القدرة على التجاوب معهم دون تعنيف أو إساءة كما يحدث أحياناً من بعض الوالدين أو المعلمين ، و لذا يلجأ بعضهم إلى أصدقائهم؛ للاستفادة من آرائهم وأفكارهم و حلولهم للمشكلات التي تواجههم ، خاصة أولئك الأصدقاء الذين يملكون قدراً من المعرفة يميزهم عن أقرانهم ، أو يملكون قدرات قيادية يستطيعون من خلالها قيادة زملائهم وأصدقائهم، وذلك من خلال الالتقاء بالنشاطات الترويحية المختلفة داخل المدرسة وخارجها.
2- إن كثيراً من النشاطات الترويحية لها ثقافات خاصة وعلاقات مقيدة ، إذ يكون تأثيرها أكبر من المؤثرات الأخرى؛ لأن التفاعل داخلها يتم اختيارياً و بإرادة حرة عكس ما عليه التفاعل داخل الأسرة أو المدرسة الذي يكون متصفاً بالإلزام.
3- الاندماج داخل جماعة النشاط يتم بحرية و سهولة ، حيث يستطيع الفرد داخلها أن يعبر عن: ذاته و ميوله و انفعالاته بيسر و حرية ، بينما يتم ذلك داخل الأسرة و المدرسة تحت إشرافهما وفي كثير من الأحيان بإجازتهما .
4- النشاطات الترويحية تشعر الفرد باستقلاليته الشخصية و قدرته على اختيار عناصر المجموعة ، وعلى الرغم من السلبيات التي قد تعتري جماعة الأصدقاء إلا أنها تسهم في الإثراء الثقافي والمعرفي لأعضائها؛ إذا أحسن الواحد منهم اختيار المجموعة التي ينتمي إليها، أو كانت هناك قيماً إيجابية مشتركة بين المجموعة.
ولذلك يرى الباحثان أنه يجب أن تأخذ التربية الترويحية أدوارا جديدة في ظل: العولمة والتقدم التكنولوجي، والانفتاح العالمي، تتضمن مراجعة دقيقة للأسس الترويحية الحالية والغايات العامة المطلوبة منها، تتمثل فيما يلي:
ـ لابد أن تسعى التربية الترويحية لإكساب الفرد أقصى درجات المرونة، وسرعة التفكير، وقابلية التنوع الاجتماعي تحت فعل الحراك الاجتماعي المتوقع، والتنقل الفكري؛ نتيجة للانفجار المعرفي، وسرعة تغير المفاهيم.
ـ لابد للنشاطات الترويحية من تنمية: عادة التفكير الايجابي وقبول المخاطرة، وتعميق مفهوم المشاركة، وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته.
ـ لابد أن يكون الهدف منها إيجاد شباب متميز متماسك بهويته الحضارية، وبقيمه قادرا على التواصل مع الغير.
ـ أن تحول السياسات إلى برامج قابلة للتنفيذ، بحيث تنمي لدى الطالب التفكير الناقد؛ للحفاظ على: تراثه وثقافته وخصوصيته الحضارية.
ـ أن تساعده على ألا يقف موقفا جامدا من المتغيرات من حوله، ولكن أن ينقدها ويستفيد من ايجابياتها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الترويح الرياضى في عهد القدماء المصرين والمستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انواع المعرفة المرتطبة بمجال تطبيقات الترويح الرياضى
» مقدمه عن البحث العلمى فى الترويح الرياضى
» انواع المعرفة المرتبطة بمجال تطبيقات الترويح الرياضى
» ٤. أسس اختيار وتحديد المشكلة في مجال الترويح الرياضي
» اسباب عزوف مستهدفى برامج وانشطة تطبيقات الترويح الرياضى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترويح الرياضي :: المقررات العلمية لطلاب الترويح الرياضي :: الدراسات العليا قسم الترويح الرياضي - التربية الرياضية - جامعة حلوان :: الدراسات العليا هرم 2023 :: تطبيفات فى مجالات العمل فى الترويح الرياضى ت ر 603 ا.د مسعد عويس ا.د يحيي حسن-
انتقل الى: